دردشه ومنتديات الرفعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول الاعضاء
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 B7b7fr10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 B7b711
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Pye75711
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Aswq10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Games10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Banr410
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 93910310
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Kat2-010""></div

 

 تقريب القران الى الذهان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 6:57 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

66


((رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا)) من الملك والإنس والجن وغيرها، ((الْعَزِيزُ)) الغالب في سلطانه، فلا يمتنع منه شيء، ((الْغَفَّارُ)) لذنوب عباده، فمن ندم وتاب غفر ذنبه، وقبل توبته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

67

((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء ((هُوَ)) أي ما أخبركم به عن المبدأ والمعاد، وسائر الأمور ((نَبَأٌ عَظِيمٌ))، أي خبر ذو عظمة تكون سعادة الإنسان وشقوته تابعة لتصديقه أو تكذيبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

68

((أَنتُمْ)) أيها الكفار ((عَنْهُ))، أي عن هذا النبأ ((مُعْرِضُونَ))، لا تعيرونه اهتماماً، كأنه ليس بمهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

69

إنه
ليس كهانة أو سحراً أو شعراً كما كانوا يذكرون، وإنما هو وحي، وإلا فمن
أين أدري أنا ماذا جرت بين الله والملائكة من محادثات حول أصل الخلقة؟ فإنه
((مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى))، يعني الملائكة ((إِذْ يَخْتَصِمُونَ))،
يقال لكل تخالف في الرأي اختصاماً، وقد كان في ابتداء الخلقة أمر الله
سبحانه طرفاً وفكرة الملائكة طرفاً آخر، أو أن المراد اختصام الشيطان مع
الله في الملأ الأعلى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

70

((إِن يُوحَى إِلَيَّ))، أي ما يوحى إلي ((إِلَّا)) لـ((أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ))،
فلو لم أكن نبياً منذراً من أين كنت أعلم بماذا جرى في الملأ الأعلى؟
وإنما أعلم ذلك لأنه يوحى إلي حيث أني نذير ظاهر ورسول من قبل الله سبحانه،
فليس النبأ أمراً هيناً، كما تزعمون أنتم من أنه نزاع بين "محمد"
و"الكفار" فحسب، وإنما أمر مهم جداً هو أمر الوحي من الله إلى الأرض لتقرير
المنهج العام للبشرية في هذه الحياة والحياة الآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

71

ثم
بين السياق قصة اختصام الملأ الأعلى الذي كان إخبار الرسول (صلى الله عليه
وآله وسلم) له دليلاً على نبوته، وأنه يوحى إليه، وقد كان أمثال هذه
العلوم في ذلك الزمان خاصاً برؤساء أهل الكتاب، حتى أن أحداً لم يكن يعلم
من تلك شيئاً حتى بالمقدار الخرافي المحرف الذي كان مدرجا في التوراة
والإنجيل، فإذا أخبر بذلك في صورة صحيحة رجل أمي كان دليلاً على اتصاله
بالوحي، كما لو أخبر في هذا اليوم رجل أمي عن أسرار الذرة وغوامض علم الفلك
بصورة صحيحة لم يصل إليها بعد أعظم العلماء <في؟؟> الفيزياء والفلك.


((إِذْ قَالَ رَبُّكَ)) يا رسول الله ((لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ)) أي أريد أن أخلق، فاسم الفاعل بمعنى المستقبل، ((بَشَرًا مِن طِينٍ)) يعني آدم (عليه السلام)


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

72

((فَإِذَا سَوَّيْتُهُ))، أي سويت خلق هذا البشر وتمت أعضاؤه، ((وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي))، أي أحييته، وجعلت فيه الروح المضاف إلي تشريفاً، ومعنى النفخ أن يخلق سبحانه روحا، ثم يدخله في آدم على طريقة النفخ، ((فَقَعُوا))، الفاء عاطفة، و"قعوا" أمر من وقع يقع، ((لَهُ سَاجِدِينَ))، أي اسقطوا على الأرض سجوداً لآدم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

73

ثم أن الله سبحانه خلق آدم، ونفخ فيه الروح، ((فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ))
لآدم (عليه السلام) حسب ما أمر الله سبحانه، والإتيان بتأكيدين لرفع
استبعاد أن يكون ملايين الملايين من الملائكة المتفرقين في مختلف الفضاء
الوسيع المدهش قد سجدوا لآدم ولزيادة التقريع على إبليس حيث أبى من السجود
مع سجود الجميع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

74

((إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ))، أي جعل نفسه أكبر وأعظم من أن يسجد لآدم، ((وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ))، "كان" لمجرد الربط، أو بمعنى "صار"، أو باعتبار أنه في علم الله كان كافرا في ضميره، فظهر ما كان كامنا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

75

((قَالَ)) الله سبحانه لإبليس: ((يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ)) أنا ((بِيَدَيَّ))؟
هذا سؤال للتوبيخ والتقريع، أي ما هو سبب امتناعك من السجود لمثل الإنسان
الشريف، الذي كرمه الله سبحانه بأن خلقه بلا واسطة، وقوله "بيدي" إضافة
تشريفية، كناية عن وساطة سبب خلقه، ثم قال له سبحانه: ((أَسْتَكْبَرْتَ))، أي هل استكبرت عن السجود بلا حق ((أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)) بأن كنت في الحقيقة والواقع أعلى رتبة من آدم ولذا لم تسجد؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

76

((قَالَ)) إبليس في جواب الله سبحانه: بل كنت أعلى رتبة من آدم إذ ((أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ))، أي أشرف من آدم، وذلك لأنك يا رب ((خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ))، فإن أصلي النار، ((وَخَلَقْتَهُ))، أي خلقت آدم ((مِن طِينٍ))، والنار أشرف من التراب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

77

((قَالَ)) الله سبحانه للشيطان إذ رأى تكبره وغروره وتمرده: ((فَاخْرُجْ مِنْهَا))، أي من الجنة، فقد كان الجميع في الجنة، ((فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)) مطرود مبعد، يقال رجمه أي طرده.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

78

((وَإِنَّ عَلَيْكَ)) يا شيطان ((لَعْنَتِي))، طردي وغضبي ((إِلَى يَوْمِ الدِّينِ))، أي يوم القيامة، حيث تحاسب هناك وتلقى في النار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

79

((قَالَ)) إبليس عند ذلك: يا ((رَبِّ))، أي ربي، وحذف ياء المتكلم تخفيفا، ((فَأَنظِرْنِي)) أي أمهلني بأن أبقى حياً ((إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) أي يوم القيامة الذي يبعث ويحشر ويحيى فيه الناس.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

80

((قَالَ)) الله تعالى في جوابه: ((فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ))، أي من جملة الذين يبقون إلى النفخة الأولى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

81

((إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ))،
الوقت المعلوم هو النفخة الأولى التي تموت فيه كل حي، فلم يمهله الله
سبحانه إلى يوم القيامة، بل إلى النفخة الأولى، وما ورد في بعض الأحاديث من
أنه عند ظهور الإمام (عليه السلام)، فهو ببعض الاعتبارات كما سبق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

82

((قَالَ)) الشيطان إذ علم بالمهلة: ((فَبِعِزَّتِكَ)) حلفي يا رب، أي أقسم بقدرتك ((لَأُغْوِيَنَّهُمْ))، أي لأضلن بني آدم ((أَجْمَعِينَ)).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

83

((إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)) الذين أخلصتهم لنفسك، فلا أقدر على أولئك، ومعنى إغوائه لهم: دعوته إلى الغواية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

84

((قَالَ)) الله سبحانه: ((فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)) جملة معترضة، أي أن قولي حق، دائما ثابت لا كذب فيه، "والحق" مبتدأ خبره...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 6:58 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

85


((لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ))، أي حقا إملاء النار ((مِنكَ))، والمراد به هو وذريته، ((وَمِمَّن تَبِعَكَ))، أي اتبع كلامك ((مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ))،
"منهم" بيان "من تبعك"، والضمير يعود إلى بني آدم - المفهوم من السياق،
و"أجمعين" تأكيدا لمن تبع، أي كل متتابع بحيث لا أدع متابعاً لك خارج جهنم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

86

وأخيرا ((قُلْ)) يا رسول الله للناس: ((مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ))، أي تبليغ الوحي والقرآن ((مِنْ أَجْرٍ))، أي مال تعطونه لي في مقابل أتعابي، ((وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)) للقرآن من تلقاء نفسي، فليس القرآن كذباً تكلفته أنا، ولا وسيلة لأخذي مالا منكم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

87

((إِنْ هُوَ))، أي ما هو ((إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ))
يذكرهم بما كمن في فطرتهم من التوحيد والمعاد والآداب وما أشبه، والمراد
بالعالمين الأجيال، لأن كل دور من أدوار الدنيا عامى مستقل وإن اتصلت
الحلقات بعضها ببعض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة ص

88

((وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ))، أي خبر القرآن وصدقه ((بَعْدَ حِينٍ))
في الدنيا، حيث ترون غلبته على الكفر والكفار، وفي الآخرة حيث ترون صدقه
في ما أخبر به من الجنان وأهلها والنيران وأصحابها، وقد علم الكفار وسائر
الناس صدق أنبائه إلى مستقبل الدنيا، وسنرى صدق أنبائه بالنسبة إلى الآخرة،
جعلنا الله من أهل الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 6:59 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

0


((بِسْمِ اللّهِ)) الذي يمنح كل خير والتي منها فتح مكة، ((الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) بعباده، ولذا يمنحهم ما فيه صلاحهم برحمته الواسعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

1

((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ)) يارسول الله ((فَتْحًا مُّبِينًا))
واضحاً، قالوا نزلت بعد أن رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من
الحديبية، والمراد أنه سيفتح له، فنُزل المضارع المحقق الوقوع منزلة
الماضي، لأنه في كونه يقيناً مثل المستقبل، أو المراد أن الحديبية فتح،
لأنها كانت سبب الفتح ومفتتحه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

2

وإنما فتحنا لك ((لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ)) على الفتح، ((وَمَا تَأَخَّرَ))،
أي أن الفتح سبب لغفران كل الذنوب، والمراد به، أما ذنوبه (صلّى الله عليه
وآله وسلّم) عند الكفار، فإنه كان عاقاً قاطعاً للرحم عندهم وقد قتل
رجالهم وسبّ آلهتهم قبل الفتح وبعد الفتح، فإذا سُلّط عليهم غمضوا عن
ذنوبه، كما هي العادة أن الإنسان إذا تسلّط غفر الناس ما يزعمون له من
ذنوب، وأما المراد بالذنوب ما ذكروا من ذنوب الأنبياء من أنها تعد ذنوباً
بالنظر الى الكمال الواقعي، يمنعه الإضطرار الى المأكل والمشرب وما أشبه،
فهو نوع تواضع يرفع النقص الذي أُلجئ إليه إضطراراً، وأما المراد ذنوب
الأمة فإن ذنب الأتباع يعد ذنب الرئيس - عُرفاً - فالجهاد يكميل للمضطر
إليه، أو سبب غفران ذنب الأمة، ((وَ)) لـ((يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ)) بإعلاء الإسلام وضم السيطرة الى النبوة، ((وَ)) لـ((يَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا))
فإن الهداية تتلاحق آناً بعد آن وفي حالة بعد حالة، مثلها مثل الحياة،
ومثل ماء النهر، فكل خطوة بعدها إما هداية أو ضلال، لأنه إن مشى مستقيماً -
بعد تلك الخطوة - فهو هداية وإلا كان ضلالاً، والفتح سبب الهداية، لأنه
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يمشي في البلد المفتوح بسيرة حسنة وهي هداية
جديدة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

3

((وَ)) لـ((يَنصُرَكَ اللَّهُ))، فإن الفتح سبب النصرة - وإن كان نفس الفتح أيضاً نصرة - ((نَصْرًا عَزِيزًا)) فيه عز ومنعة، فالفتح صار سبباً لأربعة أمور، غفران الذنب، وتمام النعمة، والهداية الجديدة، والنصرة العزيزة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

4

وليشكر المؤمنون نعمة الفتح، فإن الله ((هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ)): الصفة الموجبة للسكون والطمأنينة ((فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ))،
فإن تهيئة الإنسان للمقدمات توجب إفاضة الله للنتائج، كما أن تهيئة الزارع
للزرع توجب إفاضة الله النبات، ولما إستعد المؤمنون للإطاعة بقتال
الأعداء، ذهب منهم الخوف والإضطراب وصارت لهم الطمأنينة، مما أوجبت فتحهم
السريع، ((لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا)) جديداً ((مَّعَ إِيمَانِهِمْ)) القديم، فإن سكون القلب يوجب التفكر حسناً ورؤية الأشياء كما هي الواقع، فيرون فضل الله عليهم وبذلك يزدادون إيماناً، ((وَ))
لا يزعم المؤمنون أنهم بدون فضل الله تمكنوا من الفتح، بل كان معهم جند
الله، مثل إلقاء الرعب في قلوب الكافرين وإنزال السكينة في قلوب المؤمنين،
إذ ((لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)): الجنود المادية والمعنوية، ((وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا)) يعلم كيف ينصر المسلمين على الكافرين، ((حَكِيماً))
يضع الأشياء موضعها فلما أن هيّء المسلمون أنفسهم للقتال، كانت الحكمة
تقتضي نصرتهم، كما إن الأب الحكيم يمدّ ولده بالمال كلما رأى حسن طاعته له.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

5

وإنما فعل سبحانه ما فعل من النصرة للمؤمنين بعد أن أطاعوا أوامره ((لِـ)) يزيد ثوابهم فـ((يُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)) - لأنهن أيضاً كَنّ مجاهدات - ((جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ))، أي من تحت أشجارها، في حال كونهم ((خَالِدِينَ فِيهَا)) أبداً، ((وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ))،
أي يغطيها ويزيلها، فإن الجهاد سبب غفران الذنب، كما هو سبب رفع الدرجة في
الجنة، فالمراد بإدخالهم الجنة في أثر الجهاد، الجنة الرفيعة التي لولا
الجهاد لم يستحقوها، ((وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا))
لأنه منتهى رغبة الإنسان، أن يكون في لذة دائمة، ولعل ذكر "عند الله"
للإفادة بأنهم في نعمة معنوية أيضاً، لأنهم يلتذون بأنهم قُرب الله سبحانه
قُرباً معنوياً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

6

((وَيُعَذِّبَ)) عطف على (يدخل)، أي أن الله نصر المؤمنين لأمرين: الأول، لأجل رفعة درجات المؤمنين في الآخرة، والثاني، ليزيد عذاب ((الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ)) لأنهم بنفاقهم في باب هذه النصرة زاد عذابهم في الآخرة، ((وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ)) لأنهم ببقائهم على الشرك ومحاربتهم للرسول زاد عذابهم، ((الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ)) حيث كانوا يظنون أن الله لا ينصر رسوله وأنه كذب سبحانه مع رسوله في ما وعده من النصرة، ((عَلَيْهِمْ)): على أولئك المنافقين والكفار ((دَائِرَةُ السَّوْءِ))،
أي ما كانوا يظنونه من عدم النصرة حتى يسوء المؤمنون، دائر عليهم وحائق
بهم، وسميت دائرة من دوران الفلك، فقد دارت دائرة سيئة بالنسبة إليهم،
وقوله سبحانه "عليهم .." إما إخبار أو دعاء عليهم، ((وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ)): قطعهم عن رحمته ((وَلَعَنَهُمْ)): أبعدهم عن كل خير، وذلك لأن الله تعالى لا يتغير حاله، ولا يعروه غضب ونحوه كما قرر في علم أصول الدين، ((وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا))، أي أن جهنم موضع سوء يصيرون إليه بعد موتهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

7

((وَ)) يؤكد سبحانه للمؤمنين وجوب إقدامهم في الحروب لأجل الإسلام، كرر سبحانه ((لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))
فالحر والبرد والمطر والريح من جنوده في السماء، والرعب في القلب والتشتت
للشمل ونحوهما من جنوده في الأرض، إلى غيرهما من جنوده الكثيرة، ((وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا)) يقدر أن يفعل ما يريد لعزّته، ((حَكِيمًا)) يضع الأشياء موضعها، فإذا نصر المؤمنون دينه نصرهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

8

ولما
ذكر شيء من صفاته سبحانه ذكر بعض صفات رسوله القائد للمؤمنين ليعلم
المؤمنون أن قائدهم صالح لقيادتهم إلى خير الدنيا وسعادة الآخرة، ((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ)) يارسول الله ((شَاهِدًا)) على الناس لتشهد على المؤمن بالإيمان وعلى الكافر بالكفر وعلى المنافق بالنفاق، ((وَمُبَشِّرًا)) تبشّر المؤمنين بخير الدنيا والآخرة، ((وَنَذِيرًا)) تنذر الكافرين والمنافقين بشر الدنيا والآخرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:00 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

9


وإنما أرسلنا الرسول ((لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)) لأنه الدال إلى الله وإلى رسوله، ((وَتُعَزِّرُوهُ)) تقوّوه بالنصرة، وذلك بتقوية دينه ونصرة أحكامه، ((وَتُوَقِّرُوهُ)) تعظموه ((وَتُسَبِّحُوهُ))، ينزهوه عن الشريك وعن المناقص ((بُكْرَةً)): صباحاً ((وَأَصِيلًا)): عصراً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

10

وإذ
عرف المسلمون الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حق المعرفة فاللازم أن
يعرفوا أن بيعتهم له لازمة عليهم، لأن بيعته بيعة لله تعالى، فإذا نكث
الإنسان بيعته - فبالإضافة إلى أنه خان الله ورسوله - كان ضاراً لنفسه، إذ
فائدة البيعة تعود إلى نفس المؤمنين، ((إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ)) يارسول الله ((إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ))، إذ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) ممثل الله تعالى، ((يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ))،
فقد كان أسلوب البيعة أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يرفع يده
ممدودة باطنها إلى الأرض وظاهرها إلى السماء، فيأتي المبايع فيُمِرّ باطن
كفّه بكفّ الرسول مبتدءاً من رأس الخنصر منتهياً إلى رأس إبهام الرسول
(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، هذه هي كيفية البيعة، وهي رمز أن البائع قد
باع كل شيء له من نفس ومال وغيرهما للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال
سبحانه (إنّ الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة)،
وإتيان الصيغة باب المفاعلة، لأنه باع ما عنده ليأخذ بقدره من الجنة،
فالبيع من الطرفين، وإذا أراد شخص نقض البيعة مع أمير أو ما أشبه، كان
يُمرّ يده من رأس الإبهام إلى رأس الخنصر وكما يُستفاد من روايتين ذكرهما
الفيض (رحمه الله) في الصافي، ويد الله كناية، مثل بيت الله وناقة الله، ((فَمَن نَّكَثَ)): نقض البيعة ((فَإِنَّمَا يَنكُثُ)) بما يعود ضرره ((عَلَى نَفْسِهِ))، لأنه إذا لم يتّبع سبيل الله إتّبع السُبُل المنحرفة التي في سلوكها الضلال والعذاب، ((وَمَنْ أَوْفَى))، أي وفّى، كلاهما بمعنى واحد كما قال سبحانه: (أوفوا بالعقود) وهل فائدة باب الأفعال الدلالة على كمال الوفاء تأكيداً له ((بِمَا))، أي بالذي ((عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ)) الله في الدنيا والآخرة ((أَجْرًا عَظِيمًا))،
والسين لأجل أن الحصول على الفوائد الدنيوية لا يكون إلا متأخراً، وقد ورد
أن هذه الآية نزلت في بيعة الرضوان عام الحديبية، وقد كان تخلّف عن رسول
الله في سفره إليها قبائل أسلم وجهينة ومزينة وغفار وغيرهم فإنهم بعد أن
إستنفرهم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إعتلوا بالشغل بأموالهم
وأهاليهم، فنزلت فيهم هذه الآية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

11

((سَيَقُولُ لَكَ)) يارسول الله ((الْمُخَلَّفُونَ)) - كأنّ ضعف إيمانهم سبب مخالفتهم، ولذا جيء بصيغة المفعول، مثل (ألقى السحرة ساجدين) بصيغة المجهول - ((مِنَ الْأَعْرَابِ)) وهم أهل البادية، ولا يسمى أهل المدن أعراباً، وإنما يسمون عرباً: ((شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا)) عن السفر معك يا رسول الله ((فَاسْتَغْفِرْ لَنَا)):
أطلب الغفران من الله على تخلفنا، فإنهم تخلّفوا خوفاً، ولما رجع الرسول
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) منتصراً ندموا وجاءوا يعتذرون، ولكن كلامهم في
إعتذارهم - أولاً - وفي طلب إستغفاره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهم -
ثانياً - كان كذباً ((يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ))، فعدم نفرهم - أولاً - كان خوفاً وطلب إستغفارهم - ثانياً - كان لأجل أن يمحو عن أنفسهم وصمة العار التي لحقت بهم عند المؤمنين ((قُلْ)) يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهم: ((فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا)): هل هناك من يقدر على منع نفوذ قضاء الله فيكم ((إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا))
بالقتل وإغارة قبيلة على قبيلة أو ما أشبه ذلك؟ فأنتم كان فراركم خوفاً،
بينما لا ينفع الفرار من بأس الله إن كان مقدّراً أن ينزل بكم، ((أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا))،
والآن أنتم جئتم معتذرين لتحصلوا من إعتذاركم على نفع المستقبل من الجاه
عند المؤمنين والغنيمة في المستقبل، بينما النفع بيد الله، لا إن إعتذاركم
يجر إليكم نفعاً، والحاصل أنهم كانت أعمالهم وعدم نفرهم، وإعتذارهم، تابعة
لخوفهم ورجائهم، بينما الضرر والنفع كلاهما بيد الله، لا بحسب أعمالهم ((بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)) فعلم سبب تخلّفكم وسبب إعتذاركم (على خلاف ما أظهرتم).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

12

ثم بيّن الله سبحانه كذبهم في دعواهم (شغلتنا أموالنا وأهلينا) بقوله: ((بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا))، لأن كفّار مكة يقتلونهم ((وَزُيِّنَ ذَلِكَ)) الظن ((فِي قُلُوبِكُمْ)) فإن الإنسان يرتاب أولاً ثم يشك ثم يظن، ثم يقوى ظنه الى حد أنه الذي يزيّن له فيصرفه عن العمل بخلاف ذلك ((وَ)) قد كان هذا الظن باطلاً إذ ((ظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ))
لم يكن يستحق أن يزيّن في قلوبكم، إذ ما كنتم تعلمون من خطط النبي (صلّى
الله عليه وآله وسلّم) الحكيمة، ومن نصرة الله له كان ينبغي أن يصرفكم عن
ظنكم ((وَكُنتُمْ)) بانصرافكم عن النصر مع الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ((قَوْمًا بُورًا)) جمع بائر، أي هالكين، هلكت دنياكم لأنكم فُضحتم، وآخرتكم لما أعدّه الله لكم من العقاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

13

لقد كنتم قوماً بوراً في الدنيا كما وضح ذلك للجميع ((وَ)) أما أنكم بور في الآخرة فلوضوح أن ((مَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)) كما ظهر ذلك من تخلّفكم عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الساعة الحرجة ((فَإِنَّا أَعْتَدْنَا)) هيّئنا ((لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا)) ناراً تستعر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

14

((وَ)) الله سبحانه قادر على عذابهم إذ ((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) لا يتمكن الهروب عن إرادته ولكن إذا رجع هؤلاء الى التوبة والطاعة فلعله سبحانه يغفر لهم إذ هو تعالى ((يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء)) وليست مشيئته إعتباطية بل تابعة لعمل الإنسان فيشاء غفران التائب وعذاب المصرّ ((وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا)) يستر ذنب التائب ((رَّحِيمًا)) يرحمه بأن يبدّل سيئاته حسنات.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:01 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

15


وإذ بيّن سبحانه أن عذرهم كان كاذباً، أراد أن يبيّن طلبهم للتوبة والإستغفار أيضاً كذب ((سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ)) الذين تخلّفوا عن النصر مع الرسول الى الحديبية ((إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى)) حرب جديد مما فيه ((مَغَانِمَ)) جمع مغنم بمعنى الغنيمة ((لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا))، أي دعونا ((نَتَّبِعْكُمْ))
فحيث كان الخوف من أهل مكة لم يسافروا مع الرسول (صلّى الله عليه وآله
وسلّم)، أما حيث حرب طفيفة، يريدون الكون معكم ليحصلوا على الغنائم ((يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ))
فإن المسلمين إستعدوا لقتال أهل مكة في الحديبية ليعلوا الإسلام، لكن كان
رأيهم خطأً، إذ ما كان بالإمكان فتح مكة، مع علم أهلها بأن الرسول يريد
محاربتهم، بل أراد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الصلح، ولما ثقل
على المسلمين، حيث لم يحاربوا ولم يحصلوا على مغانم من أهل مكة، وعدهم الله
أن يعوّضهم عن مغانم مكة بمغانم خيبر، فكانت مغانم خيبر لأهل الحديبية -
حسب وعد الله سبحانه - فإذا تبع المخلّفون المسلمين في فتح خيبر كان ذلك
تبديلاً لكلام الله تعالى، ولذا فـ ((قُل)) يارسول الله للمخلّفين ((لَّن تَتَّبِعُونَا)) إنشاء في صورة إخبار، لبيان أنه محقق الوقوع ((كَذَلِكُمْ))، أي هكذا و(كم) أداة خطاب ((قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ))، أي من قبل أن نتهيّء لخيبر، وهو في الحديبية ((فَسَيَقُولُونَ))، أي المخلّفون ((بَلْ تَحْسُدُونَنَا)) أن نشارككم في الغنائم، وهذا نفي لكلام المؤمنين حيث قالوا للمخلّفين (إن الله وعد الغنائم لأهل الحديبية) ((بَلْ)) ليس كما يقول المخلّفون إذ أنهم ((كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا))
فهم لا يفهموا حتى موازين الدنيا، فإن من عليه الغُرم فله الغرم، لا أن
يكون الخوف والصعوبة للمؤمنين، ثم يشاركهم المخالفون في الغنائم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

16

((قُل)) يارسول الله ((لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ)) كرّر ذكرهم بهذا الإسم مبالغة في ذمّهم وإشعاراً بشناعة تخلّفهم ((سَتُدْعَوْنَ إِلَى)) قتال ((قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ))
حيث يكون فيه الخوف والغنم معاً، فإنكم حيث لم تتحمّلوا خوف الحديبية لا
تأخذون من غنائم خيبر، أما في المستقبل لنا حرب مع قوم أولي بأس شديد، كأهل
مكة (حين نريد فتحها) وكـ(حرب حنين) وكـ(حرب الطائف) وغيرها، فلكم أن
تأتوا معنا لتنالوا قسطكم من صعوبة الحرب، وقسطكم من غنائمها ((تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ))
فأما القتال حتى النصر، أو أن يسلموا بدون قتال، ولعله إشارة الى أن أهل
مكة إستسلموا بدون قتال، وأن أهل حنين قوتلوا الى أن إنتصر المسلمون ((فَإِن تُطِيعُوا)) باستجابة الذهاب مع المسلمين الى قتال هؤلاء ((يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا)) بتوسعة التجارة مع أهل مكة، وبالغنائم في حنين بالإضافة الى ثواب الله في الآخرة ((وَإِن تَتَوَلَّوْا)) ولم تحضروا القتال ((كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ)) في الحديبية ((يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)) مؤلماً لتضاعف جرمكم، باصراركم على مخالفة الرسول "صلّى الله عليه وآله وسلّم".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

17

نعم لا يجب حضور الجهاد على الكل، فالمتخلّف في الحديبية وفي غير الحديبية لا يشمله التهديد والوعيد فـ ((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ))، أي لا نشتد عليه بالزامه حضور الحرب ((وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ)) لأنه لا يتمكن من اللحاق بالمجاهدين الماشين، ولا يقدر على ركوب الفرس، لعدم وصول رجله الى الرِكاب ((وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ)) إذا كان مرضه يمنعه عن السير ((وَ)) إذا أطعتم أيها المخلّفون، في المستقبل إذا دعاكم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى الحرب فإن ((مَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)) فلا يذوق حر الصحراء، لأنه في جنة، ولا عطش شُح الماء، لأنه عند الأنهار الجارية ((وَمَن يَتَوَلَّ)) منكم ((يُعَذِّبْهُ)) الله ((عَذَابًا أَلِيمًا)) مؤلماً، وقد كرّر سبحانه التهديد ليكون أبلغ في التخويف وليهيّء نفوسهم لقبول الأوامر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

18

ثم
جاء الكلام لينقل قصة الحديبية لتكون بشارة للمؤمنين الذين شهدوا
الحديبية, وتعريضاً بالمتخلّفين لزيادة تحذيرهم عن التخلّف ثانياً فقال
سبحانه ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ))
كانت في الحديبية شجرة جلس رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحتها،
وأخذ البيعة من المسلمين الذين كانوا معه لمحاربة قريش، حين أُشيع بأنهم
قتلوا رسول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليهم، وهذه البيعة سُمّيت
بيعة الرضوان، لقوله تعالى "لقد رضي الله" والمراد برضي زيادة الرضا، لأن
الله كان راضياً عنهم قبل ذلك، أو رضاه ببيعتهم ((فَعَلِمَ)) الله بسبب بيعتهم ((مَا فِي قُلُوبِهِمْ))
من الإيمان والإخلاص، والمراد رفع علمه سبحانه على المعلوم حين وُجد
المعلوم في الخارج، فالمراد ظهر ما في بطونهم، وهذا الظهور كان معلوماً لله
تعالى، وعلى هذا فالفاء في "فعَلِمَ" للترتيب الكلامي لا الترتيب الخارجي ((فَأَنزَلَ)) الله جزاءً لبيعتهم ((السَّكِينَةَ)) سكون النفس ((عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ)) وأعطاهم ثواباً لذلك ((فَتْحًا قَرِيبًا)) هو فتحهم لخيبر بعد إنصرافهم من الحديبية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

19

((وَ)) أثابهم ((مَغَانِمَ)) غنائم ((كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا)) من خيبر ((وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا)) غالباً على أمره ((حَكِيمًا))
يفعل الأشياء حسب المصلحة والحكمة، فحركة الرسول (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) الى الحديبية، أفادت طغى القبائل في أهل مكة حيث منعوا عن الحرم،
كما فتحت الطريق أمام فتح مكة حيث أن نقض المشركين للعهد أعطى الزمام بيد
الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليهاجم مكة دفاعاً، وكذلك كرّس -منعهم
عن الحج- نفوسهم الى التصميم على فتح خيبر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

20

((وَعَدَكُمُ اللَّهُ)) أيها المسلمون ((مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا)) وهي المغانم التي حصل ويحصل عليها المسلمون منذ الحديبية الى يوم القيامة ((فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ)) مغانم خيبر ((وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ)) أيدي أهل خيبر فلم يقدروا من محاربتكم، إذ إنهم ذُهلوا وسُقط في أيديهم فلم يحاربوا بقدر قواهم الواقعية ((وَلِتَكُونَ)) هذه الغنائم، وكف أيدي الناس ((آيَةً)) علامة ((لِّلْمُؤْمِنِينَ))
حيث ظهر صدق الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث أخبرهم قبل خيبر أنه
سيغلبون ويغنمون غنائم كثيرة، والظاهر أن "لتكون" عطف على مقدر يفهم من
الكلام السابق فكأنه قال (عجّل الغنيمة وكف الأعداء) لتنتقموا مادياً،
ولتكون آية لتنتفعوا معنوياً ((وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا))
عطف على "لتكون" إذ المعونة المادية والمعنوية تزيد الإنسان صلابة
للإستقامة في الطريق، فقد تقدّم أن كل خطوة في الحياة، أما مستقيمة أو
منحرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:02 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

21


((وَأُخْرَى)) عطف على (هذه)، أي عجّل لكم غنائم خيبر وادّخر لكم غنائم أخرى هي غنائم هوازن ((لَمْ تَقْدِرُوا)) بعد ((عَلَيْهَا)) لأنه لم تقع حرب هوازن بعد ((قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا))، أي استولى عليها بالعلم والقدرة مثل الدائرة المحيطة بالشيء حيث لا يقدر ذلك الشيء التخلّص من تلك الدائرة ((وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا))
فسيرشدكم على كيفية التسلّط على تلك الغنائم، وهذا أما إخبار بالغيب أو إن
الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان يعرفه بتجسس تجمع المشركين للقضاء
على المسلمين، فإن للحرب إرصاداً في الغالب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

22

إن
الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صالح في الحديبية، وحارب مع أهل خيبر،
وقد إجتمع لمناصرة خيبر حلفائهم، لكنهم لما رأوا قوة الرسول (صلّى الله
عليه وآله وسلّم) إنهزموا ((وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا)) من حلفاء خيبر ((لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ)) وانهزموا وانكسروا في القتال، وذلك لوضوح أنه لو إنهزمت القوة الأقوى لانهزمت القوة القوة الأضعف ((ثُمَّ لَا يَجِدُونَ)) أولئك الحلفاء ((وَلِيًّا)) يلي أمورهم بالتوسّط الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأعطاهم المعلومات ونحوها كما يفعل أولياء كل جماعة بهم ((وَلَا نَصِيرًا)) ينصرهم في حربهم مع الرسول.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

23

هذه هي ((سُنَّةَ اللَّهِ)) طريقته حيث ينصر أوليائه على أعدائه، ويعطي الأولياء غنائم الأعداء ((الَّتِي قَدْ خَلَتْ)) مضت ((مِن قَبْلُ))
في سائر الأنبياء، وإن قلتَ: "فكيف كان يقتل الكفار الأنبياء،" قلتُ:
"كانوا يتسلّطون عليهم حيث لا يكون للنبي جماعة مدافعة،" أما إذا كانت
فسُنّة الله نُصرة الأنبياء، لا يُقال إذاً لا فرق بين الأنبياء وبين
غيرهم، لأنه يُقال الفرق أن الأنبياء ينتصرون ولو بدون مكافئة القوى غير
الأنبياء، إن قلتَ: "وكذلك بعض الأمم الضعيفة تغلب على الأمم القوية،"
قلتُ: "إذا أخذت الغلبة بالمعنى المادي،" أي تبديل أُناس في الحكم بأُناس
آخرين فقط بدون تغيير النظام فهي موجودة في أية فئة قليلة مصمّمة، أما إذا
أخذت بالمعنى المادي والمعنوي فتلك خاصة بأهل الله تعالى ((وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)) إذ أن قوانين الله في الحياة لا تتغير، فهي جارية الى نزول الحياة عن الأرض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

24

ثم
بيّن سبحانه فلسفة الصلح في الحديبية، ولتوضيح أن النُصرة كانت هناك
للمؤمنين -حسب سُنّة الله- وإنما يقاتل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
لا لخوف الإنهزام بل لمصلحة أخرى ((وَهُوَ)) الله سبحانه ((الَّذِي كَفَّ)) منع ((أَيْدِيَهُمْ)) أيدي الكفار ((عَنكُمْ)) فلم يتجرؤوا على قتالكم ((وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم)) فقبلتم الصلح وتركتم الحرب ((بِبَطْنِ مَكَّةَ)) مركز العداوة للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلم تقع الحرب في بطن مكة ((مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)) فبعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة طلبوا منكم الصلح في الحديبية وهذا ظفر معنوي ((وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)) حيث أطعتم الرسول بعدم الحرب، مع أن رأيكم كان الحرب، وكنتم ترون عدم الحرب إنهزاماً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

25

وقد كان أهل مكة مستحقين للحرب لأنهم ((هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا)) بالله ورسوله ((وَصَدُّوكُمْ)) منعوكم ((عَنِ)) زيارة ((الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)) حيث كان المسلمون يريدون العمرة ((وَ)) منعوا عن ((الْهَدْيَ)) الإبل التي ساقها المسلمون لعمرتهم ((مَعْكُوفًا)) من عكف إذا حبس لأن الإبل كان محبوساً على الهدي ليُنحر بعد قضاء العمرة، فقد منع المشركون ((أَن يَبْلُغَ)) الهدي ((مَحِلَّهُ))
المكان الذي ينحر فيه بمكة، وبهذا قد استحقوا القتال مرة لكفرهم، ومرة
لصدّهم عن المسجد، ومرة لمنعهم الهدي، ومع ذلك فقد كفّ الله تعالى أيديكم
عنهم ((وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ)) في مكة مختلطين بالكفار ((لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ)) بأشخاصهم، لتتجنّبوا قتالهم عند قتالكم مع المشركين ((أَن تَطَؤُوهُمْ)) بدل إشتمال من "رجال مؤمنون .."، أي لولا خوف سحقكم و"وطئكم" في حالة حرب المشركين، لرجال ونساء مسلمين ((فَـ)) إذا وطئتموهم ((تُصِيبَكُم مِّنْهُم)) من جهة أولئك المسحوقين ((مَّعَرَّةٌ))،
أي مكروه إذ يحزن المسلم أن يقتل المسلم، إذا وقع القتل إشتباهاً،
بالإضافةة الى تعيير المشركين للمسلمين بأنهم قتلوا حتى إخوانهم في الدين،
الى غير ذلك ((بِغَيْرِ عِلْمٍ))
منكم المسلم من غير المسلم، فقوله: "لم تعلموهم" لبيان أنهم لا يعرفون
أولئك المسلمين، وقوله "بغير علم" لبيان أن سحقهم بغير علم، فلا تكرار،
وجواب "لولا" محذوف لدلالة الكلام عليه، أي لولا خوف سحقكم للمؤمنين
المجهولين، لما كفّ الله أيديكم عن المشركين، وإنما كنّا نُجيز لكم في حرب
أهل مكة لولا خوف سحق المؤمنين ((لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء))
من الذين يحاربون، فظاهر "ليُدخل" أنه تعليل للجواب المحذوف، ففي الآية
معلولان (الحرب) و(الكف) وعلّتان (الإدخال في الرحمة للأول) و(خوف السحق
للثاني) لكن لما كان الثاني أهم، رجّحه سبحانه على الأول، ثم أكّد سبحانه
أن الكف عن الحرب كان لخوف سحق المؤمنين بقوله ((لَوْ تَزَيَّلُوا)) تفرّقوا ويميّز المسلم عن الكافر -في مكة- ((لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ)) من أهل مكة -في قبال الذين آمنوا منهم- ((عَذَابًا أَلِيمًا)) مؤلماً، بالقتل والأسر وغنيمة الأموال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

26

وقد كان كفّ الله أيديكم عنهم وحتى لا تقع حرب ((إِذْ)) في زمان ((جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا)) من أهل مكة ((فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ))، أي الكِبَر والأَنَفة ((حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ))
فإن (الحميّة) مشتقة الحمى، وقد تُستعمل لحمية الشر، ولذا بيّنه
سبحانهبأنها كانت حميّة الجاهلية، إذ الجاهل يحمي عن الباطل، وذلك لأنه بعد
أن تقرر الصلح بين الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين رسول المشركين
(في الحديبية) قال الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام)
: "أكتُب بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة ..."
فقال سهل بن عمير رسول المشركين : "بل أكتب باسمك اللهم [وذلك لأنهم كانوا
يكرهون إسم الرحمان لجهلهم] ولا تكتب رسول الله، لأنّا لو عرفناه رسولاً
ما حاربناه ..." فأمر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يكتب كما قاله
سهل، ولولا مسامحة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لاشتعلت نار الحرب،
((فَـ)) قد جعل رسول المشركين في قلبه حميّة الجاهلية لكن ((أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ)) سكونه ((عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) فلم يصرّوا على كيفية كتابة الصلح ((وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى))
فجنحوا الى الخوف من الله في أن لا ينساقوا وراء الكِبر فتقع الحرب،
ويُسحق المؤمنون المجهولون الذين كانوا بمكة، و"السكينة" هي (حلم الرسول -
صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمؤمنون، في حال قدرتهم على الحرب) والمراد
بالكلمة (الشعار) فإن المؤمنين جعلوا شعارهم التقوى، فكلما وقعت مشكلة،
إلتفّوا حول هذا الشعار ((وَكَانُوا)) الرسول والمؤمنون ((أَحَقَّ بِهَا)) من المشركين، لأن المؤمن أحق بتجنيب المزالق من غير المؤمن ((وَ)) كانوا ((أَهْلَهَا)) أهل التقوى، من قبيل قولنا: أهل الرجل أحق باتباع الرجل ((وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)) يعلم ما يفعله المؤمنون من جهة تقواهم، فيثيبهم عليه، كما يعلم ما يفعله الكفار من جهة حميّتهم فيعاقبهم عليه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:02 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

27


كان
الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل خروجه الى الحديبية رأى في المنام
أنه والمؤمنين معه دخلوا المسجد الحرام، فنقل رؤياه للمؤمنين، ولما قَبِلَ
(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الصلح في الحديبية ولم يدخل المسجد الحرام،
تسائل المؤمنون عن مدى صحة الرؤيا، وهل كانت أضغاث أحلام؟ وإذا كانت صادقة
فلما لم تتحقق؟، وأجاب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن الرؤيا صحيحة
وأنهم يدخلون المسجد، ولكن ما ظنّه المسلمون من أن تحقق الرؤيا يكون في
هذه السنة -سنة الحديبية- كان غير صحيح فـ ((لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا)) فكان ما أراه الله في المنام صدق ((بِالْحَقِّ))
الصدق هو مطابقة الخبر للواقع، والحق هو مطابقة الواقع للخبر، وقد يجتمعان
للتأكيد، أو المراد أم ما أراه تعالى له (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان
صدقاً -يقع في المستقبل- متلبساً بـ "الحق"، أي بالغرض الصحيح والحكمة
البالغة، فأنتم أيها المؤمنون ((لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ)) مؤكداً باللام ونون الثقيلة ((إِن شَاء اللَّهُ))
إنشاء الله أما كلمة تبرّك، فليس لها معنى الشرط، أو هي مثل لفظ "لعل"
الذي يستعمله القرآن الحكيم المراد به أن الكلام محل "لعل" أو محل "إنشاء
الله" وإن كان سبحانه لا يرجو شيئاً ولا شك له حتى يعلّق على المشيئة، فهو
كإستعمال الأمر بقصد التهديد أو ما أشبه، وكذلك في كل إنشاء وإخبار، قد
يُستعملان بقصد آخر، في حال كونهم ((آمِنِينَ)) عن محاربة الكفار لكم، وفي حال كونكم ((مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ)) من أظفاركم وغيرهما، والظاهر أن المراد أن قسماً محلّق وقسماً مقصّر ((لَا تَخَافُونَ)) بعد ذلك، فالآمن حين الدخول، وعدم الخوف بعد ذلك ((فَـ)) لمجرد الترتيب في الكلام ((عَلِمَ)) الله ((مَا لَمْ تَعْلَمُوا)) من كون المصلحة تأخير دخول المسجد الحرام، وقد تقدّم أن المصلحة ظهرت بعد ذلك ((فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ)) من قبل دخولكم المسجد الحرام ((فَتْحًا قَرِيبًا))
هو فتح خيبر، وبذلك قوي الإسلام واطمئن المسلمون بالنصر والغنائم، الى أن
تيسّر وقت فتح مكة، تصديقاً لرؤى الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

28

وكيف
يزعم بعض المسلمين في الحديبية أنهم إنهزموا، حتى قال قائلهم: "ما شككتُ
في نبوّة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مثل شكّي يوم الحديبية،" والحال
أن الله ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى)) يصحبه الهدى، لهداية الناس الى الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة، ((وَدِينِ الْحَقِّ))،
الدين هي الطريقة، والحق هو الواقع (لأن لكل شيء واقعاً صحيحاً) فالدين
الحق هو الطريقة، والهدى عبارة عن الهداية إليه، كما يُقال : هديتهُ الى
الطريق، والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جاء بأن يهدي الناس، وكان معه
خريطة دين الحق، وإنما أرسله الله سبحانه ((لِيُظْهِرَهُ)) ليغلبه ((عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)) كل الأديان، سواء كانت سماوية منسوخة أو غير سماوية، ((وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))
أن الله يشهد بأنه رسوله وأن ما أتى به هو الدين الحق، وشهادته سبحانه
عبارة عن جعله تعالى الفطرة البشرية موافقة له، وجعل الحجّة له، أو المراد
جعل المعجزة المصدّقة للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معه، ثم إنه كما
يحق لمخترع الطائرة أن يقول ستعم الطائرة كل البلاد، وسيُنسخ السفر بالدواب
-لأنه يعلم ذلك بالمقايسة بين المركوبين، وبفهم طبيعة البشر المائلة الى
الراحة- كذلك ظهور الإسلام على الأديان كلها، شيء موافق للمنطق، بعد فهم
طبيعة الإنسان المائلة الى الأخذ بالمنهج الصحيح، وفهم طبيعة الإسلام
ومقايسته بسائر الأديان ليظهر أنه الألئم بطبيعة الإنسان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفتح

29

وإذ
تقدّم الكلام عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وعن المؤمنين به وعن
المنافقين ذكر الله تعالى صفاتهم الظاهرة ليعرف بها المؤمن عن المنافق ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ)) ظاهر الآية أنه مبتدء وخبر ((وَالَّذِينَ مَعَهُ)) من المؤمنين ((أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ))
لأن الكافر مبدئه فاسد مفسد فإذا لم يُؤخذ بالشدة لإيقافهم عند حدّه فسد
وأفسد، لكن المراد بالشدة الشدة العقلائية -كما هو المتبادر منها- لا الشدة
بمعنى القساوة والإفراط ((رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)) يرحم بعضهم بعضاً، فإن أرواحهم تتلاقى بالإيمان، مما يوجب رحم بعضهم بعضاً ((تَرَاهُمْ)) أيها الرائي ((رُكَّعًا سُجَّدًا)) لكثرة صلاتهم ((يَبْتَغُونَ)) أي يلتمسون بكثرة الصلاة ((فَضْلًا)) وزيادة ((مِّنَ اللَّهِ)) ثواباً ((وَرِضْوَانًا)) يطلبون مرضاته فهؤلاء ((سِيمَاهُمْ)) علامة إيمانهم ((فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) كالسمة التي تحدث في جباههم من كثرة سجودهم، فهذه ثلاث صفات لهم، صفة مع الأعداء، وصفة مع المؤمنين، وصفة مع الله ((ذَلِكَ)) الوصف الذي ذُكر لهم ((مَثَلُهُمْ)) أي وصفهم ((فِي التَّوْرَاةِ)) المنزلة على موسى (عليه السلام) ((وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ))
المنزلة على عيسى (عليه السلام)، فقد وصف المؤمنون في الكتابين، بالأوصاف
الثلاثة المتقدمة، ثم بيّن سبحانه حالة نموّهم وكثرتهم، من جراء تلك
الأوصاف الثلاثة السابقة، فهم ((كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ)) أي فراخه ((فَآزَرَهُ)) فقوّاه، أي قوّى الزرع فراخه، إذ الفراخ يقوى قليلاً قليلاً ((فَاسْتَغْلَظَ)) ذلك الزرع، أي صار من الدقّة الى الغلظة ((فَاسْتَوَى)) واستقام ذلك الزرع بعد الغلظة ((عَلَى سُوقِهِ)) جمع ساق، فإنه كان في بدو أمره، بدون فراخ، وبدون غلظة الساق، وبدون الإستقامة، فإذا هبت ريح أمالته وربما قلعته ((يُعْجِبُ)) ذلك الزرع ((الزُّرَّاعَ))
من منظره وفراخه وغلظته وقوته وكذلك بدء المؤمنون قليلين، ثم أفرخوا
فألحقوا بأنفسهم أناساً آخرين، فهم كالفراخ بالنسبة الى المؤمنين الأولين،
وبذلك حصل موازرة السابقين لللاحقين، وبذلك صار الأولون أقوياء كأنهم
إستغلظوا، لأن من وجد الأعوان يقوى، وحينذاك قاموا بأنفسهم أشداء، لا
تخوّفهم رياح الكفر، ولا يمثل بهم أعاصير الباطل ((لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ))
اللام للعاقبة، مثل (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً)، أي كان
عاقبة كونهم كالزرع الكذائي غيظ الكفار، ولعل الإتيان بهذه الصفة "غيظ
الكافرين" لأجل بيان أنهم لغيظهم يكيدون للمؤمنين، مما يعطي المؤمنين تبرير
قتالهم واستئصال شأفتهم، وبذلك (يُظهره على الدّين كلّه) ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم))
إشارة الى أن كل هذه الكثرة التي إلتفّت حول الرسول (صلّى الله عليه وآله
وسلّم) مما هم كالزرع، ليسوا من أصحاب الجنة بل المؤمنون منهم فقط كذلك ((مَّغْفِرَةً)) غفراناً لذنوبهم ((وَأَجْرًا عَظِيمًا)) في الآخرة، فدنيا المؤمنين كزرع كذا، وآخرتهم غفران وأجر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:03 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

1


((قُلْ)) يا رسول الله للناس: ((أُوحِيَ إِلَيَّ))،
والوحي هو الإلهام إلى رسول الله من قبله سبحانه بواسطة ملك وإلقاء في
القلب بلا واسطة، ويستعمل أيضا بمعنى مطلق الإلهام كقوله: (وأوحى ربك إلى
النحل) وقوله: (وأوحينا إلى أم موسى)، ((أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ))،
أي استمع إلى القرآن طائفة من الجن، فإن نفر بمعنى الطائفة، والجن مخلوقة
من النار - رقاق الأجسام كالهواء، لها أن تتشكل في أبدان غليظة كأبدان
الإنسان، ((فَقَالُوا)) بعضهم لبعض: ((إِنَّا سَمِعْنَا)) من الرسول ((قُرْآنًا عَجَبًا))، أي ما يدعوا للتعجب، لأنه بأسلوب غريب في لفظه ومعناه، وقد سبقت قصتهم في سورة الأحقاف.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

2

((يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ))، أي يدل على الهدى الذي من سلكه رشد، ((فَآمَنَّا)) نحن الجن ((بِهِ))، أي بذلك القرآن، ((وَلَن نُّشْرِكَ)) بعد سماع القرآن ((بِرَبِّنَا أَحَدًا))، أي لم <لن؟؟> نجعل له شريكاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

3

((وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا))، "الجد" هو الحظ، والمراد به هنا العظمة، أي تعالت وارتفعت عظمته من أن يكون له شريك أو زوجة أو أولاد، ((مَا اتَّخَذَ))، أي لم يتخذ الله سبحانه ((صَاحِبَةً))، أي زوجة ((وَلَا وَلَدًا))، فقد كان بعض الكفار يقولون أنه سبحانه اتخذ زوجة من الجن، كما قال سبحانه: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا)، فنفت الجن هذا الكلام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

4

((وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا))، أي جاهلنا، والمراد به جنس الجهال منهم، ((عَلَى اللَّهِ شَطَطًا))،
أي كذباً وبعداً عن الحق، وكان <وكأن؟؟> المراد بذلك ما شاع بينهم
من أنه تزوج بالجنية، أو المراد "بسفيه منا" - إبليس لأنه من الجن -
والمراد أقواله حول الله سبحانه من نسبة الشريك إليه وما أشبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

5

((وَأَنَّا)) ظهر لنا الآن كذب ذلك السفيه بعدما كنا ((ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ)) -الإتيان بالفعل مؤنثاً باعتبار الجماعة - ((عَلَى اللَّهِ كَذِبًا))، فقد كنا نحسب أن ما يقولون من أن له سبحانه صاحبة وشريكاً وولداً صدق، والآن تبين لنا كذبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

6

((وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ))،
أي يعتصمون ويستجيرون، وكان الرجل من العرب إذا نزل الوادي في سفره ليلاً
قال: "أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه،" وقد روي عن الإمام الباقر
(عليه السلام) أنه قال في هذه الآية: "كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول: 'قل لشيطانك فلان قد عاذ بك.'" ((فَزَادُوهُمْ))، أي زاد الجن الإنس العائذين بهم ((رَهَقًا))،
أي طغياناً حيث أنهم رأوا الجن ظهيراً لهم، أو زاد الإنس الجن طغياناً حيث
أنهم ظنوا أن لهم مدخلاً في الأمور الكونية حتى استعاذ بهم الإنس، وأصل
الرهق اللحوق، ومنه غلام مراهق، فكان الإثم والطغيان يلحق الإنسان، ولذا
قيل له رهق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

7

((وَأَنَّهُمْ))، أي الإنس ((ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ)) أنتم معاشر الجن ((أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا)) رسولاً، وهذا من تتمة كلام الجن الذين آمنوا بالرسول.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

8

((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((لَمَسْنَا السَّمَاء))، أي مسسناها بإرادة الصعود في طبقات الجو ((فَوَجَدْنَاهَا))، أي ألفينا السماء ((مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا))، أي حفظة من الملائكة شداداً، و"حرس" جمع حارس، وهو الحافظ، وشديد باعتبار كل واحد من الحفظة، ((وَشُهُبًا)) جمع شهاب، وهو نور يمتد في السماء حتى يطفأ، أنها هيئت لرجم من يريد استراق السمع من الشياطين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

9

((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا))، أي من السماء ((مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ))،
أي محلات قريبة من مراكز الملائكة لنستمع ما يدار بينهم من أخبار الأرض
لنعلم الأخبار ونأتي بها إلى الكهنة، وهذا إلى قبل ميلاد الرسول (صلى الله
عليه وآله وسلم) أو بعثته، ((فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ)) منا إلى كلام الملائكة ((يَجِدْ لَهُ))، أي لنفسه ((شِهَابًا رَّصَدًا))
يرمي به ويرصد له، ففي النجوم عين مواضع لحراسة السماء من الأجنة
والشياطين، فمن يتقدم منهم ليسترق الكلام قذف بالشهاب حتى يحترق أو يطرد،
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال - في حديث يذكر فيه سبب
إخبار الكاهن: "وأما أخبار السماء فإن الشياطين كانت
تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك، وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وإنما
منعت من استراق السمع لئلا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء،
ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله لإثبات الحجة ونفي الشبهة، وكان
الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما حدث من الله في خلقه،
فتختطفها <فيختطفها؟؟> ثم يهبط بها إلى الأرض، فيقذفها إلى الكاهن،
فإذا قد زاد كلمات من عنده يختلط الحق بالباطل، فما أصاب الكاهن من خبر مما
كان يخبر به فهو ما أداه إليه شيطانه مما سمعه، وما أخطأ فيه فهو من باطل
ما زاد فيه، فمذ منعت الشياطين من استراق السمع انقطعت الكهانة."



تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

10

((وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ)) حيث يرجم الشياطين حتى تقطع الأخبار عن أهل الأرض بعذابهم فيفاجأون بالعذاب، ((أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا))
بأن يبعث فيهم نبياً؟ والحاصل أن رجم الشيطان لأحد أمرين: إما لشر أو
لخير. وهذا يؤيد كون المراد من الرجم وقت ولادة الرسول، وأن هذا الكلام من
الجن حكاية حال ماضية، وإلا فقد عرفوا النبأ بعد قترة <فترة؟؟>
وخصوصاً عند وصولهم إلى خدمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

11

((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((مِنَّا))، أي بعضنا ((الصَّالِحُونَ)) بالإيمان والعمل الصالح، ((وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ)) الصلاح، وإنما عبر بهذا التعبير ليشمل الفرق المختلفة، ((كُنَّا)) في السابق ((طَرَائِقَ قِدَدًا))،
أي على طرائق مختلفة، و"قدد" جمع قدة وهي القطعة، كان لكل مذهب لونا
مختلفاً، فهم قطعة مخالفة لقطعة أخرى، وكأن هذه التفصيلات المنقولة من كلام
الجن لبيان حقيقتهم وتوضيح ما يرتبط بهم من مزايا والأحوال.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:04 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

12


((وَأَنَّا)) معاشر الجن ((ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ))
بأن نجمع جموعا ونهيئ قوى حتى يعجز سبحانه من التصرف فينا كيف يشاء، وإنما
جاء بلفظ الـ"ظن" إما لأنهم ظنوا ذلك ولم يتيقنوا أو لبيان أن الظن كاف في
عدم إرادة المخالفة معه سبحانه، ((وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا))، أي لا نتمكن من تعجيزه بهربنا من قدرته فإن قدرته شاملة منبسطة لا يمكن الفرار منها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

13

((وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى)) حيث سمعنا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((آمَنَّا بِهِ))، أي بالهدى وهو الإسلام، ((فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ)) إيماناً صحيحاً ((فَـ)) إنه ((لَا يَخَافُ بَخْسًا))، أي تنقصياً لحقه في الدنياً وفي الآخرة، ((وَلَا رَهَقًا))،
أي ظلما وطغياناً بالنسبة إليه، فإنه سبحانه عادل لا يظلم أحداً، أما غير
المؤمن فإنه يخاف البخس إذ حسناته تمحى بسبب سيئاته، ويخاف الرهق بمعنى
تبعة الإثم - كما سبق في معنى الرهق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

14

((وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ)) الذين دخلوا في دين الله الذي جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ((وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ)) من "قسط" بمعنى جار، أي الجائرون الحائدون عن طريق الحق، ((فَمَنْ أَسْلَمَ))، أي دخل الإسلام ((فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا))، أي طلبوا والتمسوا ((رَشَدًا))، أي هداية وحقاً فيه الرشد والعقل، والتحري هو التطلب والتماس الشيء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

15

((وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ)) العادلون عن طريق الحق ((فَكَانُوا))، أي يكونون أو كان - لمجرد الربط - ((لِجَهَنَّمَ حَطَبًا))، يلقون فيها، فيوقدونها كما يوقد الحطب النار، كما قال سبحانه: (وقودها الناس والحجارة).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

16

((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا)) هؤلاء القاسطون ((عَلَى الطَّرِيقَةِ)) الحقة بأن لم يحيدوا عنها ((لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا))، يقال ما ء غدق، أي كثير، وهذا كناية عن الإفضال عليهم، وهذا ابتداء من كلام الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

17

((لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ))،
أي كنا نسقيهم الماء الكثير لامتحانهم في ذلك السقي، فإن النعم للامتحان،
كما أن النقم للاختبار، وليس المقصود من الامتحان إلا ظهور السرائر لتبيين
مقادير الاستحقاق في الآخرة أو أنه تعليل لمجيء الهدى، أي إنا إنما أرسلنا
الرسول وأنزلنا الهدى للامتحان، ((وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ)) بأن اتخذ طريقة الكفر والعصيان ((يَسْلُكْهُ))، أي يدخله الله سبحانه ((عَذَابًا صَعَدًا))، أي عذاباً يصعد عليه ويعلوه بحيث يشمل جميع جسمه من قرنه إلى قدمه أو عذاباً غليظاً صعباً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

18

وإذ بين كون الهدى إنما هو للامتحان جاء السياق ليبين أنه لا يحق لأحد أن يخضع لغير الله سبحانه ((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ)) جمع "مسجد"، وهو موضع السجود من الوجه والكفين وغيرهما ((لِلَّهِ))، فإنهما مخلوقة له مملوكة لذاته المقدسة، ((فَلَا تَدْعُوا)) أيها الإنسان ((مَعَ اللَّهِ أَحَدًا))،
وكيف تدعو غيره بعضو هو له؟ ويحتمل أن يكون المساجد أعم مما تقدم ومن
المساجد المبنية، وفيه نهي عن الدعاء لغيره سبحانه فيها، كما كان المشركون
يدعون الأصنام في بيت الله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

19

((وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ))، أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((يَدْعُوهُ))، أي يدعوا الله سبحانه وحده ((كَادُوا))، أي الكفار ((يَكُونُونَ عَلَيْهِ))، أي على الرسول ((لِبَدًا))، أي متكاثرين عليه ليمنعوه عن الدعوة، والظاهر أن هذه الجمل كلها من كلام الجن، وأن قوله (لنفتنهم) معترضة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

20

((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار الذين كادوا يكونون لبداً عليك: ((إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي)) وحده لا شريك له ((وَلَا أُشْرِكُ بِهِ))، أي بربي ((أَحَدًا))، فليس ذلك بدعاً جديداً يوجب تكاثركم علي وإرادتكم منعي منه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

21

((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار: ((إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا)) بأن أضركم، ((وَلَا)) أملك لكم ((رَشَدًا))
بأن أرشدكم، وإنما الضرر والإرشاد بيد الله، وأنه هو الذي أمرني بإرشادكم،
فإن لم تقبلوا فهو الذي ينزل الضر بكم، وهذا لبيان أني رسول الله فقط، لا
شيء بيدي سوى الهداية والإرشاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

22

حتى أنا فليس ضري وخيري بيدي، ((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء: ((إِنِّي لَن يُجِيرَنِي))، أي لن يحفظني ((مِنَ)) تقدير ((اللَّهِ أَحَدٌ)) إذا أراد سبحانه بي ضرراً، ((وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ)) سبحانه ((مُلْتَحَدًا))، أي ملجأ ألجأ إليه، من "التحد" بمعنى مال، والإنسان الخائف دائماً يطلب ملجأ في منعطفات الطريق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

23

إني لا أملك شيئاً ((إِلَّا بَلَاغًا))، أي تبليغاً ((مِّنَ)) قبل ((اللَّهِ)) سبحانه بأن أبلغكم آياته ((وَرِسَالَاتِهِ))،
وهذا استثناء منقطع من "لا أملك" وما بعده، وقد سبق أن الاستثناء المنقطع
ينحل إلى ثلاث جمل، ففي المقام هكذا "لا أملك شيئاً إلا بلاغا"، "ولا أملك
لكم أو لي ضراً أو خيراً"، وكأنه قال: "لا أملك كذا، وأملك كذا"، وحق
البلاغ منه سبحانه حق لا يكون لكل أحد، كما أن رسالاته سبحانه شيء والرسول
يملك ذلك الحق كما يعرف الرسالات، فهما شيئان لا شيء واحد حتى يقال أن
العطف للبيان، ((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ)) بعدم إطاعة أوامره وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

24

لكن الكفار لا يبالون اليوم بالنار ((حَتَّى إِذَا رَأَوْا)) الكفار ((مَا يُوعَدُونَ))، أي العذاب الذي وعدوا به في الدنيا ((فَسَيَعْلَمُونَ)) إذا رأوا ((مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا))، هل ناصر الرسول أضعف أم ناصرهم، ((وَأَقَلُّ عَدَدًا))،
فهل جيش الرسول وأعوانه أقل أم جيشهم وأعوانهم، فقد كان الكفار يفتخرون
على الرسول بكثرة جموعهم وضعف أصحابه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتى
السياق ليبين أن في الآخرة تنقلب الكفة، وأنه يتبدد عددهم ويضعف ناصرهم،
فلا يقوى من إنجائهم من عذاب الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

25

وقد
كان الكفار يستعجلون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في إنزال العذاب به
- استهزاء به (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء السياق بقوله: ((قُلْ)) يا رسول الله لهؤلاء الكفار المستعجلين: ((إِنْ أَدْرِي))، أي ما أدري ((أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ))، أي هل قريب العذاب الذي وعدتم به لكفركم وعصيانكم ((أَمْ يَجْعَلُ لَهُ)) أي لـ: "ما توعدون" ((رَبِّي أَمَدًا))، أي مدة، فهو بعيد عنكم؟ فإن عذاب القيامة مجهول الوقت إلا عنده سبحانه، فعنده علم الساعة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:04 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

26


فإنه وحده ((عَالِمُ الْغَيْبِ)) يعلم ما غاب عن الحواس، ((فَلَا يُظْهِرُ))، أي لا يعلم ((عَلَى غَيْبِهِ))، أي الغيب الذي يعلمه هو ((أَحَدًا)) من عباده، فإن علم الغيب خاص به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

27

((إِلَّا مَنِ ارْتَضَى))، أي اختاره للإطلاع على الغيب ((مِن رَّسُولٍ))
أو المعنى إلا من ارتضاه للرسالة من أفراد الرسل، فإنه تعالى يظهره على
قدر من الغيب - حسب الحكمة والصلاح، والنبي يخبر الإمام وسائر الناس بقدر
ما أذن له في الإخبار، وإذ أعلمه الله سبحانه الغيب أحاطه بجملة من الحفظة
حتى يكونوا مراقبين عليه في البلاغ، مع أنه مأمون في نفسه وأن الله عالم به
ولكن هذا للتشريفات، كما وكّل بالعباد حفظة مع أنه عالم بما يصدر منهم، ((فَإِنَّهُ)) سبحانه ((يَسْلُكُ))، أي يجعل في الطريق ((مِن بَيْنِ يَدَيْهِ))، أي من أمام الرسول ((وَمِنْ خَلْفِهِ))، أي من ورائه ((رَصَدًا)) من الملائكة يرصدونه في أعماله، تشريفاً للغيب والوحي الذي أعلم الرسول به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الجن

28

وإنما يرصد ((لِيَعْلَمَ)) الله سبحانه، والمراد ليقع متعلق علمه في الخارج، كقوله (حتى نعلم المجاهدين) إلى غير ذلك، ((أَن قَدْ أَبْلَغُوا)) أولئك الرسل الذي أطلعهم على علم الغيب ((رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ))، فكل ما أوحي إليه رسالة ومجموع الوحي رسالات ((وَ)) ذلك ليس لأنه لا يعلم - بل للتشريفات كما ذكرنا - إذ قد ((أَحَاطَ)) الله سبحانه ((بِمَا لَدَيْهِمْ))، أي بما يفعله الأنبياء من تبليغ الرسالة، ((وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا))،
فعلم أعداد الأشياء كلها، فإحاطته بما لدى الأنبياء من مصاديق إحصائه
سبحانه عدد كل شيء من الخلائق والأعمال والأحوال، هذا هو المعنى الذي
استظهرته من الآيات المباركة حسب ما يظهر من السياق، وهناك قول آخر في
معانيها ليس بهذا القرب إلى الظاهر، والله سبحانه أعلم بمراده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:05 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

1


((يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ))،
المراد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، أصله "المتزمل"، من باب
التفعل، ثم أدغمت التاء في الزاء، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء
بالساكن، ومعنى "تزمل": تلقف في ثوب ونحوه، فقد كان الرسول (صلى الله عليه
وآله وسلم) يتزمل بثوبه وينام، فخوطب بهذا الخطاب لمناسبة الحالة للأمر
المتوجه إليه في قيام الليل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

2

((قُمِ)) في ((اللَّيْلَ)) لأداء صلاة الليل، ((إِلَّا قَلِيلًا)) منه، فلك أن تنام فيه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

3

ثم بين سبحانه مقدار القليل الذي سمح للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنوم فيه بقوله: ((نِصْفَهُ))، أي نم في مقدار نصف الليل، ((أَوِ انقُصْ مِنْهُ))، أي من النصف ((قَلِيلًا)) بأن تضيف على سهرك، فيكون نومك أقل من النصف.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

4

((أَوْ زِدْ عَلَيْهِ))،
أي على النصف بأن تضيف على نومك، فيكون نومك أكثر من النصف، والحاصل أن
المأمور به السهر بمقدار نصف الليل أو أكثر من النصف، أو أقل من النصف،
والمحور النصف، ((وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ))، أي اقرأه قراءة متوسطة لا بسرعة ولا ببطء زائد، ((تَرْتِيلًا))
تأكيد لـ"رتل"، وقد سئل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن هذه الآية
فقال: "بيّنه بياناً، ولا تَهُذّه هَذَّ الشعر،" أي لا تسرعونا
<تسرعون؟؟> في قراءته كما تسرعون في قراءة الشعر، "ولا تنثره نثر
الرمل،" أي لا تفرقوا بعضه عن بعض كنثر الرمل، "ولكن أفزعوا قلوبكم
القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

5

((إِنَّا سَنُلْقِي))، أي سنوحي ((عَلَيْكَ)) يا رسول الله ((قَوْلًا ثَقِيلًا))،
أي كلاماً يثقل عليك القيام به - والمراد به القرآن، فإنه يثقل على
الإنسان العمل به - أو الرسالة - فإنه يثقل أداؤها - أو القيام بالليل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

6

كما فسر قوله تعالى: ((إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ))، أي ساعات الليل، لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة، والمقصود العمل فيها أو المراد العبادة تنشأ في الليل، ((هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا))، أي أكثر ثقلاً وكلفة لصعوبة القيام ليلاً شتاءاً لبرد الهواء وصيفاً لقصر الليل، ولعل المراد كونها أشد من ناشئة النهار، ((وَأَقْوَمُ قِيلًا))، أي قول الليل وعبادته أكثر قواماً واستمساكاً لأنه يؤدي بحضور القلب وتوجه الذهن، ولأن أفضل الأعمال أحمزها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

7

((إِنَّ لَكَ)) يا رسول الله ((فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا))، "السبح": التقلب، ومنه المتقلب في الماء سابحاً، أي تقلباً في أشغالك ((طَوِيلًا))،
من إراءة الطريق والإرشاد وسائر الأعمال، فلا يتأتى منك أن تعبد كما
ينبغي، ولذا جعل الليل للعبادة، وقد روي أن الإمام أمير المؤمنين (عليه
السلام) كان بعمل طول النهار، ويعبد طول الليل، فقيل له: "يا أمير المؤمنين
ألا تهدأ؟" قال: "إذا هدأت النهار كان فيه ضياع الأمة، وإذا هدأت الليل كان فيه ضياع نفسي."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

8

((وَاذْكُرِ)) يا رسول الله ((اسْمَ رَبِّكَ)) بأن تعبده وتخضع له، ((وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا))،
"التبتل" هو الانقطاع إلى الله عز وجل وإخلاص العبادة له، من "بتل" بمعنى
قطع، وإنما قال "إليه" لأن الانقطاع عن الخلق إليه، لا كون الانقطاع عنه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

9

ثم بين "ربك" بقوله: ((رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ))، هو كناية عن الكون، لأن من بيده المشرق والمغرب كان بيده العالم كله، ((لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ))، فلا شريك له كما يزعم المشركون، ولذا لا يحق العبادة لغيره، ((فَاتَّخِذْهُ)) يا رسول الله ((وَكِيلًا))، أي حفيظاً للقيام بأمرك، وفوض إليه أمرك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

10

((وَاصْبِرْ)) يا رسول الله في توحيدك ونبذ الأصنام ((عَلَى مَا يَقُولُونَ))، أي الكفار حولك من أنك ساحر أو كاهن أو مجنون أو ما أشبه ذلك، ((وَاهْجُرْهُمْ))، أي ابتعد عنهم، ((هَجْرًا جَمِيلًا)) بأن تدعوهم إلى الهدى في عين حالة الهجر، بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

11

((وَذَرْنِي))، أي دعني لهم، فأنا أكفيك شرهم، ((وَالْمُكَذِّبِينَ)) برسالتك وما جئت به، ((أُولِي النَّعْمَةِ))، أي أصحاب الثروة وغيرها من سائر النعم، فكل جزائهم إليّ، ((وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا))،
أي أنهم بعد قليل سيقعون في العذاب عذاب الدنيا - في قصة بدر - وعذاب
الآخرة، وقوله "مهلهم" كناية عن الصبر معهم، وهذا تهديد للكفار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

12

((إِنَّ لَدَيْنَا)) في الآخرة، والمراد بـ"لدينا": لدى حسابنا وجزائنا، ((أَنكَالًا)) جمع "نكل" وهي القيود والأغلال، ((وَجَحِيمًا))، أي ناراً كثيرة، فإن جحيم بمعنى ذلك، وهي من أسماء جهنم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

13

((وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ))،
"الغصة" تردد اللقمة في الحلق بحيث لا يتمكن الإنسان من إساغتها، أي أن
أطعمة النار المهيأة لهم ذات غصة فلا يتمكن المجرم من إساغتها إلا بعد علاج
وصعوبة، ((وَعَذَابًا أَلِيمًا)) مؤلماً موجعاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

14

إن هذه الألوان من العذاب إنما هي في ((يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ))، أي تتحرك وتضطرب، فإن الزلزال من علائم يوم القيامة، كما قال سبحانه (إن زلزلة الساعة شيء عظيم)، ((وَالْجِبَالُ)) لتكثير الهول، ((وَكَانَتِ الْجِبَالُ)) في ذلك اليوم ((كَثِيبًا مَّهِيلًا))،
"الكثيب": الرمل المتجمع الكثير، و"المهيل" هو السائل المتناثر، من هال:
إذا حرك أسفله فتحرك وسال أعلاه، أي يكون الجبال هكذا سائلة في الأرض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

15

((إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ)) أيها الكفار ((رَسُولًا))، يعني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ((شَاهِدًا عَلَيْكُمْ)) بما تعملون من الاعتقاد والعمل الصحيح أو الفاسد ((كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا)) وهو موسى (عليه السلام).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

16

((فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)) بأن لم يطع أوامره بل خالفه وعانده، ((فَأَخَذْنَاهُ))، أي أخذنا فرعون ((أَخْذًا وَبِيلًا))، أي شديداً ثقيلاً بإغراقه في البحر، وهكذا أنتم إن لم تؤمنوا أخذناكم بصنوف العذاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

17

((فَكَيْفَ تَتَّقُونَ)) أيها الكفار، أي تجتنبون ((إِن كَفَرْتُمْ)) في الدنيا ((يَوْمًا))، أي من عذاب يوم - وهو مفعول "تتقون" - ((يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ)) جمع ولد، ((شِيبًا))
جمع أشيب، وهو البالغ سن الشيب والشيخوخة، فإن يوم القيامة لشدة أهوالها
يجعل الأولاد في صورة الشيوخ ببياض الشعر ونحوه، أي هل تتمكنون من الاتقاء
عن عذاب يوم القيامة؟ وإذ لا تتمكنون فكيف تكفرون حتى تبتلوا به؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:05 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

18


((السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ))،
أي بذلك اليوم، أي أن السماء تنفطر بسبب أهوال ذلك اليوم، والسماء يجوز
فيها التذكير والتأنيث، ولذا قال في مقام آخر (إذا السماء انفطرت)،
والانفطار هو الانشقاق بأن يرى السماء كالشيء المنشق لاختلال نظام المدارات
ولون الهواء وغير ذلك، ((كَانَ وَعْدُهُ)) سبحانه بمجيء هذه الأمور ((مَفْعُولًا))، أي كأنها لا خلف فيه ولا تبديل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

19

((إِنَّ هَذِهِ))، أي صفة الأمور التي ذكرناها لأهوال ذلك اليوم ((تَذْكِرَةٌ)) وموعظة لكم أيها البشر، ((فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا))، أي سلك سبيلاً يؤدي إلى رضوانه، وهو سبيل الدين والإسلام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المزمل

20

ثم عطف السياق نحو قيام الليل الذي ابتدأ به الكلام فقال: ((إِنَّ رَبَّكَ)) يا رسول الله ((يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى))، أي في الوقت الذي هو أقرب ((مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ))،
ففي بعض الليالي كان يقوم الرسول قبل ثلثي الليل بأن كان الباقي إلى الفجر
ثلثان، وفي بعض الليالي قبل النصف، وفي بعض الليالي قبل الثلث، ((وَ)) تقوم ((طَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ)) من المؤمنين كالإمام المرتضى (عليه السلام) والصديقة الطاهرة (عليه السلام) وسائر الخواص، ((وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ))، أي أن مقدار الليل والنهار بيده، فهو المقدر لها، والمقدر يعلم الأمور المرتبطة بما قدره، ولذا ((عَلِمَ)) الله سبحانه ((أَن لَّن تُحْصُوهُ))، أي لا تتمكنون من إحصاء الليل كله بأن تقوموا فيه من أوله إلى آخره في العبادة والطاعة، ((فَتَابَ عَلَيْكُمْ)) بأن لم يفرض القيام في الليل عليكم عطفاً وتفضلاً، مع أن المقتضى للإيجاب كان موجوداً، ((فَاقْرَؤُوا)) في الليل ((مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ))،
أي من الشيء الذي يقرأ، والمراد به الصلاة والدعاء ونحوهما، والمعنى أنه
حيث لا تقدرون على القراءة كل الليل فاقرأوا ما سهل عليكم وتيسر عندكم، ثم
بين سبحانه حكمة التسهيل بقوله: ((عَلِمَ)) الله تعالى ((أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى)) جمع "مريض"، والمريض لا يقدر على قيام الليل ((وَآخَرُونَ)) منكم ((يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ))، أي يسافرون ((يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ))، أي يطلبون الفضل والتجارة، ((وَآخَرُونَ)) منكم ((يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))
لإعلاء كلمته وسبيل دينه، والمسافر والمحارب حيث تعبا في النهار لا يسهل
عليهما قيام الليل، ولذا خفف سبحانه عنكم ولم يلزمكم بالقيام، أو بمقدار
خاص كالنصف والثلث والثلثين، ((فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ)) وسهل ((مِنْهُ))،
أي من القرآن، والمراد به الصلاة والدعاء والقرآن الحكيم، فإن القرآن مطلق
ما يقرأ، فإن هذه العلل الخاصة أوجبت تخفيفاً عاماً - على نحو الحكمة، ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)) في أوقاتها كما فرض الله سبحانه، ((وَآتُوا الزَّكَاةَ))، أي أعطوها واجبها ومندوبها، ((وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا))
بإنفاق المال في مراضيه، بلا مَن ورياء أو سمعة أو عجب، وكونه إقراضاً
باعتبار أنه سبحانه يرده على الإنسان في الدنيا والآخرة أضعافاً مضاعفة، ((وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم)) إلى الآخرة ((مِّنْ خَيْرٍ))، أي طاعة وعبادة، فإن ما يعمله الإنسان من الخير يقدم له إلى الجنة حتى إذا ذهب إليها وجد فيها ثواب ما عمل، ((تَجِدُوهُ))، أي ذلك الخير ((عِندَ اللَّهِ)) في دار كرامته، ((هُوَ))، أي تجدوه هو - بعينه بلا نقصان أو اختلاف - ((خَيْرًا))، أي في حال كونه خيراً، أو بحذف "تجدوا"، أي تجدوا خيراً، أو أنه بيان لهاء "تجدوه"، ((وَ)) في حال كونه ((أَعْظَمَ أَجْرًا))،
أي ثواباً مما كان هو، فثوابه في الآخرة أعظم من نفسه في الدنيا، إذا كان
في الدنيا يساوي عشرة فتجدون في الآخرة ثوابه مائة - مثلاً - أو أعظم أجراً
من الذي يبقى في الدنيا، ((وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ)): اطلبوا غفرانه، ((إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ)) للذنوب، ((رَّحِيمٌ)): يتفضل بالرحمة فوق غفران الذنوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:06 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

1


((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ))،
المراد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والمدثر أصله من "تدثر" -
باب التفعل - أدغمت التاء في الدار، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء
بالساكن، والمدثر هو لابس الدثار، والدثار هو ما يلسبه الإنسان فوق الثوب
الملاصق لجسده لأجل التدفئة، وفي مقابله الشعار وهو الثوب اللاصق بالبدن،
يسمى به لأنه لاصق بشعر الإنسان، وقد روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) لما أوحي إليه أخذته الرعدة من الهيبة، فقال لخديجة (عليها السلام):
"دثريني،" فدثرته، فجاء النداء: "يا أيها المدثر."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

2

((قُمْ)) من استراحتك ((فَأَنذِرْ)) الناس وخوفهم من العقاب إن تمادوا في الكفر والعصيان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

3

((وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ))، أي كبر الله وعظمه وحده دون الأصنام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

4

((وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ))
فإن المسلم عليه تطهير قلبه عن أدران الشرك بتكبير الله وحده، وتطهير
ثيابه عن الأوساخ بتقصير ذيله حتى لا يتسخ وتنظيفه من النجاسات، وقد روي في
معنى الآية: التطهير من النجاسة والتطهير بالتقصير، وذلك لأن المراد هو
الأعم منهما، وفي الحديث: "قصر ثوبك يكون أتقى وأنقى وأبقى."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

5

((وَالرُّجْزَ))، أي القذارة بأقسامها الشاملة للأصنام وللنجاسات الظاهرية ((فَاهْجُرْ))، أي ابتعد عنها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

6

((وَلَا تَمْنُن)) في العطاء ((تَسْتَكْثِرُ))،
أي تطلب الكثير بعدم المنية، فإن ما يراد به وجه الله يضاعف، أو المعنى لا
تعط العطية تلتمس أكثر منها كما عن الباقر (عليه السلام)، أو لا تمنن
بعطائك على الناس مستكثراً ما أعطيته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

7

((وَلِرَبِّكَ))، أي لأجله سبحانه ((فَاصْبِرْ)) على أذى الكفار والمشركين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

8

فإنه سيأتي يومهم الذي ينتقم فيه منهم، ((فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ))، أي نفخ في الصور، والنقر هو الضرب في الشيء، ومنه نقر الغراب، و"الناقور" فاعول بمعنى البوق لأنه ينقر فيه، فإن النفخ كالنقر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

9

((فَذَلِكَ)) النقر ((يَوْمَئِذٍ))، أي يوم ينقر ((يَوْمٌ عَسِيرٌ)) صعب شديد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

10

((عَلَى الْكَافِرِينَ)) بالله ورسوله وما جاء به من عنده ((غَيْرُ يَسِيرٍ))، أي غير سهل، فإن في ذلك اليوم يعذب الكافر، وهذه الجملة للتأكيد، وإفادة أن عسر ذلك اليوم إنما هو للكفار لا للمؤمن التقي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

11

((ذَرْنِي))، أي دعني يا رسول الله ((وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا))، أي في حال كونه وحيداً لا مال له ولا أولاد، والمعنى أنا أكفيك شره وأنتقم منه جزاءا لتكذيبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

12

((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا))، أي ذا مد وطول، فقد كان "وليد" الذي نزلت فيه هذه الآيات صاحب أموال كثيرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

13

((وَ)) جعلت له ((بَنِينَ))، أي أولاداً ((شُهُودًا))، أي حظوراً عنده، وهذه نعمة أخرى بأن يكون أولاد الإنسان عنده لا يغيبون عنه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

14

((وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا))، أي هيأت له الأمور تمهيداً بأن صار ذا جاه في قومه، ومكانة في البلد، وهيأت له الأسباب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

15

((ثُمَّ يَطْمَعُ)) هذا الشخص ((أَنْ أَزِيدَ)) ماله وأولاده.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

16

((كَلَّا)) لا أزيد بعد ذلك شيئاً له، فقد كفر بي، وأبدل مكان الشكر كفراناً، ((إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا))، أي معانداً لأدلتنا وحججنا، لا يؤمن بها عناداً ومضادة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

17

((سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا))،
أي سأكلفه مشقة من العذاب لا طاقة له بها، والصعود هي العقبة الشاقة
المصعد، فإن من يكلف صعودها يشق عليه، فقد شبه العذاب بذلك للتقريب إلى
الذهن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

18

((إِنَّهُ))، أي الوليد ((فَكَّرَ)) حول القرآن ((وَقَدَّرَ)) القول فيه نفسه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

19

((فَقُتِلَ)): دعاء عليه، أي قتله الله ((كَيْفَ قَدَّرَ))؟
تقديراً يوافق أهواء المكذبين وأذهان العامة، فإن الناس يسرعون إلى نسبة
السحر إلى كل ما خرج عن طورهم، وهذا تعجب من تفكيره وتقديره.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

20

((ثُمَّ)) - للتراخي في الكلام لا في الخارج - ((قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)): تكرير لشدة التعجب منه وإعادة الدعاء عليه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

21

((ثُمَّ نَظَرَ)) في طلب ما يدفع به القرآن، والنظر هنا التفكر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

22

((ثُمَّ عَبَسَ))، أي قطب وجهه وكلحه، ((وَبَسَرَ))، البسور بدو التكره في الوجه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

23

((ثُمَّ أَدْبَرَ))، أي أعرض عن الحق، وأن يقول في القرآن ما علمه منه، ((وَاسْتَكْبَرَ))، فقد منعه كبره عن القول بالحق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

24

((فَقَالَ إِنْ هَذَا))، أي ما هذا القرآن ((إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ))، أي يروى عن السحرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

25

((إِنْ هَذَا))، أي ما هذا القرآن ((إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ))، فليس وحياً منزلاً من السماء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

26

ثم
جاء السياق ليهدده لهذا الكلام المكذوب الذي افتراه، فإنه لو كان سحراً
لقدر السحرة على الإتيان بمثله، ولقدر المشرعون في العالم على أن يضعوا
قوانين شبيهة به، لكنه كلام الله، وقد علموا به، وإنما منعهم عن ذلك كبرهم
وتمردهم. ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ))، أي سأدخله جهنم وألزمه إياها، فإن "الإصلاء" إلزام موضع النار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

27

((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها السامع ((مَا سَقَرُ))، أي أنت لا تدري ما هي لشدة عذابها، حتى كأن الإنسان لا يمكن أن يعرفها على حقيقتها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

28

((لَا تُبْقِي)) شيئا مما يطرح فيها، بل تأكل اللحم وتحرق الجلد والعظم، ((وَلَا تَذَرُ)): إما تأكيد أو بمعنى أنها لا تدعهم يفنون حتى ينجوا من العذاب، بل تحرق وتعيد وهكذا دواليك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

29

((لَوَّاحَةٌ)) من التلويح، بمعنى تغيير اللون بواسطة الشمس ونحوها، ((لِّلْبَشَرِ)) جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

30

((عَلَيْهَا))، أي الملائكة الموكلون عليها ((تِسْعَةَ عَشَرَ))،
وهذا أحد الأعداد الممكنة، ولا مجال لأن يقال: "لماذا ليسوا أكثر ولا
أقل؟" فإن أي عدد كان محل هذا السؤال، كما أن في سائر الأعداد أيضاً لا
إشكال، كثمانية أبواب للجنة وسبعة للنار وسبع سماوات طباقاً... وهكذا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:06 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

31


((وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ))، أي الموكلون بها ((إِلَّا مَلَائِكَةً))، لأنهم أقوى ولعدم رقتهم لأهل النار، بخلاف ما لو كانوا آدميين، ((وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ))، أي تعدادهم بكونهم تسعة عشر ((إِلَّا فِتْنَةً)) وامتحانا ((لِّلَّذِينَ كَفَرُوا))،
حتى يتبين هل هم يؤمنون أم يضحكون من هذا العدد قائلين: "لا يكفي هذا
العدد القليل لتعذيب الكثرة من الكفار والعصاة،" فإن مخلوقاته سبحانه موجبة
للفتنة والامتحان، سواء كانت نعماً أو نقماً - في الدنيا أو في الآخرة -
وسواء كان أصل الشيء أو خصوصياته ومزاياه. وقد ذكرنا عدد الملائكة في
القرآن ((لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ))،
أي اليهود والنصارى بأن الرسول حق، حيث يرون أنه (صلى الله عليه وآله
وسلم) أخبر بما هي في كتبهم مما لا يعلمه أحد إلا هم فقط، فإخبار إنسان لا
يطلع على كتبهم ولم يسمع منهم بذلك يوجب تعيينهم بأنه حق، وإنما تعلم ذلك
بالوحي، ((وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا)) بالرسول ((إِيمَانًا)) حيث يرون تصديق أهل الكتاب - الذين هم أهل الفن - للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيوجب ذلك زيادة إيمانهم، ((وَلَا يَرْتَابَ))، أي لا يشك ((الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ))
في نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا تأكيد للجملة السابقة، فإن
المؤمن قلباً من أهل الكتاب، والمؤمن ظاهراً من سائر الناس بالرسول (صلى
الله عليه وآله وسلم) في معرض الشك والزوال كما هو الشأن في كل ملَكة إذا
لم تقو، فإذا وُجد هذا الشاهد تقوت الملكَة ولم يكن الإنسان معرضاً للريب، ((وَلِيَقُولَ))،
اللام للعاقبة، أي أن الغاية من تعريف عدد خزنة النار أمران، الأول زيادة
إيمان المؤمنين وحصول العلم لأهل الكتاب بصدق الرسول، الثاني شدة نفاق
المنافق وكفر الكافر، فيقول: ((الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ)) من المنافقين ((وَالْكَافِرُونَ)) بالرسول: ((مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا))؟
فكأنهم زعموا أن هذا العدد الخاص من باب المثل، لأنه حقيقة مطابق لعدد
الموكلين بالنار، فأخذوا يستفسرون عن قصد هذا المثل، فشان المعاند حيث
يستفسر حول كل كلمة من كلمات خصمه، لأن التواء قلبه يوجب أن يرى كل شيء
متساوياً، ثم يأتي السياق ليبين جواب هؤلاء السائلين بقوله: ((كَذَلِكَ))، أي ببيان الحقائق - كما بين عدد ملائكة النار - ((يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء))، فإنه إذا ذكر الحقيقة نفر عنها أناس، فذلك إضلال لهم، ((وَيَهْدِي مَن يَشَاء))
إذ يتعلق بالإيمان أناس آخرون، وذلك هداية لهم، فإن إضلاله وهدايته ليسا
بمعنى الجبر، بل بمعنى إنزال آية أو بيان حكم يوجب الضلال والهدى ليمتحن
الناس، وبمناسبة بيان عدد جنوده الموكلين بالنار جاء السياق ليقرر حقيقة
عامة بقوله: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ)) الموكلين بكل شيء، المحافظين لكل خلق ((إِلَّا هُوَ)) سبحانه وحده، إلا إذا أعلم ذلك لبعض، فليس لأحد أن يقول أن جند كذا أكثر أو أقل مما يخبر الله سبحانه، ((وَمَا هِيَ))، أي سقر التي تقدم الكلام حولها ((إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ))، أي تذكرة لهم، بمعنى ذِكْرها يذكرهم بالعذاب فينقلع عن المعاصي، أو أن هذه السورة تذكرة لهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

32

((كَلَّا))، ليس الأمر على ما توهم هؤلاء الكفار من أنه لا حساب ولا جزاء، ((وَالْقَمَرِ))، أي قسماً بالقمر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

33

((وَ)) قسماً بـ: ((اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ)): ولىّ وذهب ليأتي مكانه النهار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

34

((وَ)) قسماً بـ: ((الصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ))، أي إذا أضاء وجاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

35

((إِنَّهَا))، أي "سقر" التي تقدم الكلام حولها ((لَإِحْدَى)) الآيات ((الْكُبَرِ))
جمع كبرى، أي إحدى آيات الله العظمى، فإن من قدر على خلق تلك الآيات من
القمر والليل والنهار لقادر على خلق النار وسقر لتعذيب الكفار وغير
المؤمنين، ولعل اختيار الحلف بهذه الأمور لإيحائها بالظلمة المختلطة بشيء
من الضياء، كالنار التي هي كذلك، كما أن سكون الأمور يوحي بسكون أهل النار
الشبيه بالموت، بخلاف أهل الجنة الذين هم أحياء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

36

في حال كونها ((نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ))، تنذرهم بأنهم إن لم يؤمنوا بها ابتلوا بها، كما تقول هذه السلاسل تنذر المجرمين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

37

((لِمَن شَاء مِنكُمْ)) أيها البشر ((أَن يَتَقَدَّمَ)) إلى الخير لينجوا ((أَوْ يَتَأَخَّرَ)) بالعصيان حتى يبتلي، فلكل إنسان أن يختار مصيره - إما إلى الجنة إما إلى النار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

38

((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)) من الطاعة أو المعصية ((رَهِينَةٌ))،
كالرهن الذي هو محبوس في مقابل الديْن، فإن وفىّ الديْن فُك وإلا لم يُفك،
وكذلك إذا وفىّ الإنسان بما عليه من الإيمان والطاعة فُك وحظي بالثواب،
وإلا كان مصيره النار والبقاء في حبس الأبد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

39

((إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)) الذين يعطى كتباهم بأيمانهم ويؤخذ بهم - يوم القيامة - ذات اليمين نحو الجنان، فإنهم فكوا أنفسهم من الرهن بأعمالهم الصالحة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

40

فإنهم ((فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ))، أي يسأل بعضهم عن بعض أو عن الملائكة أو عن نفس المجرمين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

41

((عَنِ الْمُجْرِمِينَ))
وعلى الأولين، يلتفتون بعد السؤال إلى المجرمين، كما قال سبحانه: (إني كان
لي قرين) إلى قوله: (فاطلع فرآه في سواء الجحيم، قال تالله إن كدت
لتردين)، وعلى الثالث يكون المسؤول ابتداء هو المجرم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

42

فيقولون: ((مَا سَلَكَكُمْ))، أي ما أدخلكم أيها المجرمون ((فِي سَقَرَ)): في هذه النار العظيمة؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

43

((قَالُوا))، أي المجرمون في جوابهم: ((لَمْ نَكُ)) نحن في الدنيا ((مِنَ الْمُصَلِّينَ))، أي ما كنا نصلي الصلوات المفروضة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

44

((وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)) إطعاماً واجباً، بإعطاء الزكاة ونحوها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

45

((وَكُنَّا نَخُوضُ)) في الباطل ((مَعَ الْخَائِضِينَ))، أي مع الذين يخوضون في الباطل، وأصل "الخوض" الدخول في الشيء بجميع الجسم، فكأن الباطل شيء يخاض فيه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:07 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

46


((وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ))، "الدين" هو الجزاء، أي لا نعترف بيوم القيامة، بل نقول أنه كذب لا يكون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

47

((حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ))، أي الموت، بأن لم نتب قبل أن نموت، وسمي الموت يقيناً لأنه سبب لانكشاف ذلك العالم لدى الإنسان حتى يتيقن بما هناك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

48

وإذا كانوا كذلك في الدنيا ((فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ))،
أي الذين يشفعون للمذنبين من الأنبياء والملائكة ومن أشبههم، إذ ذنبهم فوق
حد الشفاعة، وهذا من باب السالبة بانتفاء الموضوع، إذ لا يشفع لهم أحد حتى
تنفع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

49

ثم يأتي السياق عن عنادهم في الباطل ((فَمَا لَهُمْ))، أي ما لهؤلاء الكفار ((عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ))؟ أي لِمَ أعرضوا عن القرآن الذي يذكرهم بالحقائق وبما فيه نفعهم؟ وأي خير لهم في هذا الإعراض؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

50

((كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ)) جمع "حمار"، ((مُّسْتَنفِرَةٌ))، أي وحشية نافرة، و"استنفر" بمعنى نفر، كأنها طلبت من نفسها الفرار لِما شاهدت من الخوف، وتشبيههم بالحمار لعدم إدراكهم وبلادتهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

51

((فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ))، أي من الأسد، فإن الحمار إذا شاهد الأسد فر منه، وكذلك الكفار يفرون من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

52

((بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى))، أي يعطى في يوم القيامة ((صُحُفًا مُّنَشَّرَةً))
بأن يُوحى إليه وينزل عليه الكتاب من الله سبحانه كما قال سبحانه: (وقالوا
لولا نزل عليه الملائكة)، أو المراد أنهم مع هذا الإعراض عن الحق يريد أن
يُعطى كتابه يوم القيامة منشورا فيه الحسنات، إذ الكتاب إذا كان فيه
السيئات يطوى لئلا يطلع عليه أحد، أما إذا كان فيه الحسنات ينشر على رؤوس
الأشهاد للافتخار والمباهاة، كأن الإتيان بـ: "بل" لإفادة أنهم مع الكفر
يتوقعون هذا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

53

((كَلَّا)) لا يعطون كتاباً منشورا، فإنهم لم يعملوا ما يستحقون به ذلك، ((بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ)) حتى يدخلوا في زمرة المؤمنين الموجب لإعطاء كتاب منشور بأيديهم، أو المراد أنهم حيث لا يخافون الآخرة أعرضوا عن التذكرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

54

((كَلَّا)) ليس الأمر على ما توهموا من أن إعراضهم خير لهم، ((إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ))، أي القرآن يذكرهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

55

((فَمَن شَاء)) التذكرة والاهتداء والخير ((ذَكَرَهُ))، أي اتعظ به، ومن لم يشأ فهو شأنه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المدثر

56

((وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ))،
فإن التذكر له طرفان: إرادة الله سبحانه بإرسال الرسول وإرشاد الناس،
وتقبل الإنسان، فتذكرهم مرتبط بإرادة الله، وقد أراد سبحانه وأرشد، فبقي
عليهم أن يقبلوا، ((هُوَ)) سبحانه ((أَهْلُ التَّقْوَى))،
أي أهل لأن يُتقى منه، إذ الإنسان إنما يتقي من العالم القادر الذي إذا
خالفه الإنسان علم بالمخالفة وعاقب، وكل ذلك موجود فيه سبحانه، ((وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ))، أي أهل لأن يغفر الذنب لمن اتقاه وجاء إلى الطريق، فاتقوه أيها الناس حتى يغفر لكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:08 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

1


((لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ))،
"لا" للنفي، وقد سبق أن الإتيان بها لنكتة مليحة، هي أن الحالف يريد أن
يبين ويؤكد المطلب غير حالف مع الإيماء إلى الحلف، كما تقول: "لا أقسم
بحياتك إلا أن الأمر كذا،" تريد أن لا تحلف به - لأمر - مع الإلماع إلى
الحلف ليحصل فائدة التأكيد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

2

((وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ))
وهي النفس اليقظة التي تلوم صاحبها على التقصير في خدمة الله سبحانه - وإن
كان الإنسان في أرقى درجات الطاعة، وقيل أن جهة نفي القسم أن الكفار لم
يكونوا يقرون بالمقسمين، فكأنه قيل لا أحلف بهما لأنكم لا تقرون بذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

3

((أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ))، أي يظن ((أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ)) بعد الموت لأن يحشر؟ والمعنى أنه لا قيامة ولا معاد...


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

4

وقد كان زعم الإنسان بعد الجمع من جهة حسبانه أنه تعالى غير قادر على ذلك، ولذا جاء السياق لدفع هذا الزعم الباطل يقوله: ((بَلَى)) نجمع عظامه، فإنا نكون ((قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ))،
أي رؤوس أصابعه، وهذا في غاية القدرة، لأن خطوط أصابع الناس يختلف بعضها
مع بعض وإن كان البشر عشرات الآلاف من الملايين، ومن يقدر على صنع وإعادة
أدق أجزاء الإنسان قادرا على إعادة غير ذلك من سائر أجزائه، قالوا: وأعجب
ما في الإنسان أربعة: اختلاف الأصوات والوجوه وخطوط البنان وذبذبات الخطوط
حتى أن إنسانين لو خطا كان من المستحيل عادة أن يتساوى خطهما، وإنما يعرف
الاختلاف بالمجاهر والآلات الحديثة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

5

إن الإنسان لا بكفر بالمعاد لأنه ينكر في قلبه قدرة الله سبحانه على البعث ((بَلْ)) إنما ينكر لأنه ((يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ))، أي يعصي ((أَمَامَهُ))،
أي في مستقبل عمره، وحيث أن الاعتراف بالآخرة يمنع عن فجوره ينكر حتى يكون
الطريق مفتوحاً لفجوره، وإذ <وإذا؟؟> خُوِّفَ من الآخرة أنكرها
ليسكت المنكر له.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

6

فـ((يَسْأَلُ)) سؤال منكر ((أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ))؟ أي متى يكون؟ بمعنى أنه لا يكون وإلا فأين هو؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

7

ثم يأتي السياق ليبين وقت القيامة، ((فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ))، أي شخص عند معاينة الأهوال أو تلقب البرق أو خرج منه البرق، فإن الإنسان لدى الاصطدام يخرج من عينه البرق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

8

((وَخَسَفَ الْقَمَرُ))، أي ذهب نوره فظهر جرماً كمداً بلا نور.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

9

((وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)) بأن يختل نظامها الفلكي فيرى كل واحد منهما بجنب الآخر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

10

((يَقُولُ الْإِنسَانُ)) المكذب بيوم القيامة: ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم ((أَيْنَ الْمَفَرُّ))، أي إلى أين يمكن الفرار من هذه الأهوال؟ وهذا استفهام للإنكار والتحسر بأنه لا يمكن الفرار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

11

((كَلَّا)) فإنه لا يمكن الفرار، ((لَا وَزَرَ)) وهو ما يتحصن به الإنسان من جبل ونحوه، أي لا ملجأ للفرار والهرب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

12

((إِلَى)) حساب ((رَبِّكَ)) أيها الإنسان ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم ((الْمُسْتَقَرُّ))، أي المنتهى، فالصالحون إلى جنته والطالحون إلى ناره.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

13

((يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ))، أي يخبر الإنسان، والمخبر هو الله سبحانه بواسطة الأنبياء والشهداء ((يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((بِمَا قَدَّمَ)) إلى الآخرة في حياته من الأعمال الصالحة ((وَ)) ما ((أَخَّرَ))،
كما لو وقف ومات فجرت الصدقة بعد مماته، وإنما يخبر بذلك للجزاء والثواب
أو النكال، فإن المحسن أو المجرم يقرأ أولاً ما عمل ثم يجازى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

14

ومهما اعتذر الإنسان بشتى الأعذار فإنه مما لا يقبل منه، ((بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ)) وما عمل في الدنيا ((بَصِيرَةٌ))، التاء للمبالغة، أي كامل العلم والعرفان، أو تاء التأنيث، أي حجة بصيرية، فإن الأعضاء تشهد بما صدر منه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

15

((وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ))،
أي ولو اعتذر لم ينفعه عذره، أو يعلم ما صنع وإن اعتذر في ظاهر لفظه، فإن
الإلقاء بمعنى الإعطاء، كما يقال فلان ألقى بحجته، و"معاذيره" جمع معذرة أو
معذار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

16

ثم
يأتي السياق لتوجيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في كيفية تحمل
القرآن إذا ما يوحى إليه، ولعل المناسبة: الربط بين أحوال القيامة وبين
العمل الذي يوجه إليه القرآن. قال ابن العباس: "كان النبي إذا نزل عليه
القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة أن ينساه."
ونحوه نقل عن سعيد بن جبير، أقول: ولعل هذا العمل كان منه (صلى الله عليه
وآله وسلم) أثناء هذه السورة، ولذا جاء هذا التوجيه في الأثناء. ((لَا تُحَرِّكْ)) يا رسول الله ((بِهِ))، أي بالقرآن ((لِسَانَكَ)) بأن تقرأه كلمة بمجرد قراءة جبرائيل قبل أن يتم الوحي ((لِتَعْجَلَ بِهِ))، أي لتأخذه على عجلة مخافة أن تنساه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

17

((إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ)): أن نجمعه ونؤلفه ((وَقُرْآنَهُ))، أي أن نقرأه عليك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

18

((فَإِذَا قَرَأْنَاهُ)) وذلك بقراءة جبرائيل لك ((فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ))، أي قراءته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

19

((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ))،
أي إيضاحه وتفسيره في مجملاته ومتشابهاته، فعلينا الجمع والقراءة والبيان،
وعليك الرسالة والتبليغ، وفي الحقيقة الأمر من المدهشات لولا الرسالة،
فإنه كيف يتسنى للشخص أن يحفظ هذا المقدار الكبير من الكلام بدون تكرار في
القراءة عن كتاب؟ ألا ترى أن أبلغ الخطباء وأذكرهم إذا صعد المنبر وقرأ
مقدار صفحتين وكان عرفه <عرضه؟؟> على حفظه لم يتمكن من قراءته مرة
ثانية كما قرأه أولاً؟ لكن وعد الله سبحانه للرسول بقوله: (فلا تنسى) هو
الذي أوجب حفظه بمجرد قراءة جبرائيل، ولو كان الرسول غير صادق في دعواه -
كما زعم الكفار - كيف تسنى له هذا الحفظ المدهش؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

20

ثم رجع السياق إلى الكلام السابق بقوله: ((كَلَّا)) لا تتدبرون القرآن، ولا تتفكرون في المعاد، "إرادة لأن تفجروا أمامكم،" ((بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ))، أي الدنيا الحاضرة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:08 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

21


((وَتَذَرُونَ))، أي تتركون ((الْآخِرَةَ))، فلا تعلمون لها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

22

فاعلموا أن من عمل للآخرة كان حاله هنالك حسنا، ومن لم يعمل كان حاله سيئاً، ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((نَّاضِرَةٌ))، أي ناعمة بهيجة حسنة، وهي وجوه المؤمنين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

23

((إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ))، أي إلى رحمته سبحانه وفضله ولطفه، وهذا كما تقول "انظر إلى فلان،" وهو بعيد عنك، تريد: إلى فضله ورحمته أو إلى حركاته وأعماله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

24

((وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((بَاسِرَةٌ)) شديدة العبوس والتقطيب، فإن الإنسان المخزون الخائف يبسر وجهه، وهي وجوه الكافرين والعصاة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

25

((تَظُنُّ)) أصحاب تلك الوجوه - ونسبة الظن إلى الوجوه مجاز - ((أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ))،
أي داهية فقار الظهر من شدتها، وإنما قال "تظن" لأن الإنسان مهما رأى
العذاب قريباً لا يستعد لأنْ يعترف بنزوله عليه رجاء أن يدفع عنه، فهو ظان
بالعذاب لا متيقن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

26

((كَلَّا)) ردع عن إيثار العاجل على الآجل ((إِذَا بَلَغَتْ)) النفس بقرينة الحال والمقال ((التَّرَاقِيَ)): أعالي الصدور.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

27

((وَقِيلَ)): قال من حوله ((مَنْ رَاقٍ))؟ يرقيه بما يشفيه، أو قالت الملائكة من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

28

((وَظَنَّ)): أيقن المحتضر ((أَنَّهُ الْفِرَاقُ)): أن ما حل به فراق الدنيا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

29

((وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)): ساقه بساقه من كرب الموت، أو اتصلت شدة فراق ما يحب بشدة هول الآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

30

((إِلَى رَبِّكَ)): إلى حكمه ((يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)) السوق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

31

((فَلَا صَدَّقَ)) بالحق أو فلا زكى ماله، ((وَلَا صَلَّى)) لله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

32

((وَلَكِن كَذَّبَ)) بالحق، ((وَتَوَلَّى)) عن الإيمان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

33

((ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)): يتبختر إعجاباً بنفسه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

34

((أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى)): دعا عليه، فيه تهديد، واللام زائدة، أي وليك ما تكره أو الهلاك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

35

((ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى))، أو وليك الشر في الدنيا ثم الآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

36

((أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى)) هملا لا يكلف ولا يجازى؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

37

((أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى))، تراق في الرحم؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

38

((ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى))، فقدره إنساناً فعدله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

39

((فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ)) الصنفين ((الذَّكَرَ وَالْأُنثَى)).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة القيامة

40

((أَلَيْسَ ذَلِكَ)) الفاعل لهذه الأمور ((بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى))، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت قال: "سبحانك بلى."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:08 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

1


((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ))
استفهام للتقرير حتى يقر الإنسان بهذه الحقيقة، فيرتب عليه أنه إذا لم يكن
ثم كان، كان مكونه قادراً على أن يعيده بعد أن يفنى ويهلك، ((حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ))، أي زمان طويل من الأزمنة السالفة ((لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا))، أي شيئا يذكر بأن كان معدوماً لا أثر له؟ والجواب أنه نعم كان كذلك، وهل لأحد أن ينكر هذه الحقيقة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

2

((إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ)) هي المني، ((أَمْشَاجٍ))
جمع "مشيج" من مشجت بمعنى خلطت، أي النطفة أخلاط مختلفة من ماء الرجل وماء
المرأة، ومن الأجزاء المتجمعة من المأكولات المختلفة، وإنما خلقناه لـ((نَّبْتَلِيهِ))، أي نمتحنه بما نكلفه من الأعمال: هل يحسن أم يسيء؟ ((فَجَعَلْنَاهُ))، أي الإنسان ((سَمِيعًا بَصِيرًا))، يسمع ويبصر ليتم عليه التكليف.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

3

((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ))، أي الطريق إلى الحق ببعث الأنبياء وإرسال الكتب، فـ((إِمَّا)) يكون ((شَاكِرًا)) لأنعم الله سبحانه بالإيمان والإطاعة، ((وَإِمَّا)) يكون ((كَفُورًا)) كثير الكفر، فإن كل كافر هو كفور باعتبار مختلف الأزمنة والأحوال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

4

((إِنَّا أَعْتَدْنَا))، أي هيئنا ((لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا)) لأن يجروا بها، جمع سلسلة وهي قطعات الحديد المتداخلة، وهي غير منصرفة لأنها على وزن مفاعل، ((وَأَغْلَالًا)) جمع غل، لأنْ يقيدوا بها ((وَسَعِيرًا))، أي ناراً مستعرة، أي ذات لهب واتقاد، والمراد تهيؤ ذلك لهم في الآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

5

((إِنَّ الْأَبْرَارَ)) جمع بر وهو المؤمن الصالح ((يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ))
وهي القدح التي تكون فيه الخمر أو سائر أقسام المشروبات، ولعل تقديم
الشراب لمناسبته مع ما تقدم من "السعير" الموجبة لطلب الإنسان الماء -
مناسبة الضد للضد، ((كَانَ مِزَاجُهَا))، أي ما يمزج بشرابها ((كَافُورًا))
لبرودته وعذوبته وطيب عرفه، وإتيان الضمير مؤنثاً لأن الكأس مؤنث سماعي،
وقد كانت العرب تمزج الخمر بالكافور حيناً وبالزنجبيل حيناً، ولذا ذكروا أن
خمر الجنة كذلك، تماشياً مع مداركهم، وإن كان هناك ما لا يشبه أطعمة
الدنيا وأشربتها لذة وفضلا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

6

((عَيْنًا))، أي أن تلك الكأس تملأ من عين، وكأنها منصوبة على تقدير الفعل، أي نبشركم أو نهنئكم ((يَشْرَبُ بِهَا))، أي منها، والإتيان بالباء لنكتة بلاغية، ((عِبَادُ اللَّهِ)) الذين عبدوا الله وأطاعوه حق طاعته، ((يُفَجِّرُونَهَا))، أي يجرونها <يفجرونها؟؟> ويخرجونها حيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم ((تَفْجِيرًا))، ومن المتعة أن يكون المنزل بحيث يمكن تفجير العين فيه، فإن تلهي وتلذذ.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

7

ثم وصف عباد الله بقوله: ((يُوفُونَ بِالنَّذْرِ))،
أي كانوا في الدنيا بحيث إذا نذروا نذراً وفوا به ولم يخشوا، والنذر هو أن
يلتزم الإنسان على نفسه خيراً لأجله سبحانه، كأن ينذر الصيام أو الصدقة أو
ما أشبه، ((وَيَخَافُونَ يَوْمًا))، أي من أهوال ذلك اليوم، وهو يوم القيامة، ((كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا))، أي منتشراً في كل جهة حتى يشمل كل كافر وآثم، وليس كشرور الدنيا التي تكون خاصة بأرض أو إنسان أو محل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

8

((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ))، أي لأجل الله سبحانه وعلى حبه تعالى، أو بمعنى أنهم يحبون الطعام لجوعهم ((مِسْكِينًا)) وهو الفقير الذي أسكن الفقر حركاته، فإن الغني يتحرك هنا وهناك، أما الفقير فإنه يسكن لعدم مال له يصرفه في أموره، ((وَيَتِيمًا)) وهو الطفل الذي مات أبوه أو أبواه، وقد يطلق على من ماتت أمه، ((وَأَسِيرًا)) الذي أسر في الحرب، وقد كان أهل البيت (عليهم السلام) وفوا بالنذر وأطعموا الثلاثة - كما تقدم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

9

وقصدهم حين الإطعام هو ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ)) أيها الفقراء ((لِوَجْهِ اللَّهِ))، أي لذته سبحانه وإنما جيء بـ"الوجه" كناية عن الاتجاه والقصد تشبيهاً بوجه الإنسان الذي يتوجه الإنسان إليه حين طلب مرضاته، ((لَا نُرِيدُ مِنكُمْ)) أيها الفقراء ((جَزَاء)) لنا، كأن تعلموا بعض أعمالنا جزاء تصدقنا لكم، ((وَلَا شُكُورًا)) بأن تشكروننا ولو باللسان، وإنما الصدقة خالصة لله سبحانه، للتقرب من رضوانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

10

((إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا)) لو عصيناه بأن لم نف بالنذر أو لم نطعم المسكين لوجهه ((يَوْمًا عَبُوسًا))، أي مكفهراً تعبس فيه الوجوه، ونسبت العبوس إلى اليوم من باب علاقة الحال والمحال، من قبيل "يا سارق الليلة،" ((قَمْطَرِيرًا))، أي صعباً شديداً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

11

((فَوَقَاهُمُ اللَّهُ))، أي حفظهم وكفاهم ((شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ))، أي يوم القيامة ((وَلَقَّاهُمْ))، أي استقبلهم وأعطاهم ((نَضْرَةً)) في الوجوه، وهي البهجة والحسن، ((وَسُرُورًا)) في القلوب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

12

((وَجَزَاهُم))، أي كفاهم وأعطاهم جزاء ((بِمَا صَبَرُوا))، أي بسبب صبرهم ((جَنَّةً وَحَرِيرًا)) مكاناً للسكنى ولباساً وأثاثاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

13

في كال كونهم ((مُتَّكِئِينَ))، أي مستريحين ((فِيهَا))، أي في الجنة ((عَلَى الْأَرَائِكِ)) جمع أريكة، وهي سرير العروس في الحجلة، ((لَا يَرَوْنَ فِيهَا))، أي في تلك الجنة ((شَمْسًا)) تحرقهم ((وَلَا زَمْهَرِيرًا))، أي برداً يؤذيهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

14

((وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا))،
يعني أن ظل أشجار الجنة قريبة منهم فإن الضياء الموجود هناك وفيه شيء من
الحرارة محجوب بالأشجار وحيطان القصور والسقوف، ويكون الهواء في ظلالها
أهنأ وأطيب، وإنما جعل كذلك لتطلب الإنسان تغيير الهواء من الظل إلى الحر،
وبالعكس و"دانية" حال عطف على "متكئين" ((وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا)) جمع قطف وهو الثمرة، ((تَذْلِيلًا))، أي سهلت أخذ ثمارها باليد لقربها ونضجها فتقطف بسرعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

15

((وَيُطَافُ عَلَيْهِم))، والطائف هم الولدان المخلدون ((بِآنِيَةٍ))، أي ظرف كأنها الإبريق ونحوه مما فيه الماء ((مِّن فِضَّةٍ)) لعل فيها الشراب، ((وَأَكْوَابٍ)) جمع كوب، وهو القدح الصغير، وذلك لصب الشراب من الآنية في الأكواب لتناول الأبرار، ((كَانَتْ)) تلك الأكواب ((قَوَارِيرَا))، أي زجاجات.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:10 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

16


((قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ))،
فهي من زجاجة بلون الفضة لتجمع بين اللذتين في المشاهدة، قال الصادق (عليه
السلام): "ينفذ الزجاج"، أقول: فهي جامعة بين صفاء الزجاجة وشفيفها وبياض
الفضة ولينها، ((قَدَّرُوهَا))، أي قدروا تلك الأكواب ((تَقْدِيرًا))،
كأنها صنعت بـ"الماكينة" في توحيد أشكالها ومزاياها، لا كالأواني المصنوعة
باليد التي يراها الإنسان مختلفة ينبو عنها العين لاختلافها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

17

((وَيُسْقَوْنَ فِيهَا))، أي في الجنة، والفاعل هم الأبرار المقدم ذكرهم ((كَأْسًا))، أي شراباً في الكأس - بعلاقة الحال والمحل، ((كَانَ مِزَاجُهَا))، أي مزج بشرابها ((زَنجَبِيلًا))، أي ما يشبه الزنجبيل في الطعم، وهو عقار معروف كانوا يخلطونه بالشراب - كما تقدم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

18

((عَيْنًا)) بدل من زنجبيل، أو منصوب على تقدير الفعل كما ذكر سابقاً، ((فِيهَا)) في الجنة، ((تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا))،
فالشراب الممزوج بالزنجبيل يؤخذ من تلك العين، وسميت "سلسبيلا" لسيلانه في
الأنهار عذابً صافياً رقرقاً، أو لأنه سائغ في الخلق لصفائه وخفته، فلا
يتوهم أن الزنجبيل يوجب لذعاً وحرقة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

19

((وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ))
معنى الطواف هو الذهاب من عند هذا إلى ذاك، وهكذا حتى يرجع إلى الأول،
و"الولدان" جمع ولد، ومعنى مخلدون باقون في الجنة إلى الأبد، وهو قسيم
للحور، فهم الأولاد وتلكم بنات، ((إِذَا رَأَيْتَهُمْ)) أيها الإنسان ((حَسِبْتَهُمْ))، أي ظننتهم ((لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا)) لصفاء ألوانهم وبريقها، وتفرقهم هنا وهناك، يشبههم باللؤلؤ غير المنظوم، لانتشارهم في الخدمة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

20

((وَإِذَا رَأَيْتَ)) يا رسول الله، أو أيها الرائي ((ثَمَّ))، أي الجنة، فإن "ثم" بمعنى هنالك، ((رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا))، أي وسيعاً، فإنه يعطي لأقل أهل الجنة منزلة من القصور والجنان ما يكفي، لأن يضيف الثقلين في ضيافة واحدة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

21

((عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ))، أي يعلوهم، والمراد يلبسون ثياباً سندساً، وهو الحرير الأخضر الرقيق، ((وَإِسْتَبْرَقٌ)) هو الحرير الخشن والرقيق، أنعم للبدن، والخشن أجمل في المنظر، ((وَحُلُّوا))، أي يحلون بالزينة ((أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ)) جمع سوار، وهو ما يلبس في اليد من الحلي، والفضة هنا أثمن من الذهب - كما قالوا - وقد كانت العادة في الملوك والكبراء لبس السوار، ((وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا))، فليس كشراب الدنيا نجساً أو موجباً للرذيلة من السكر ونحوه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

22

ويقال لهم: ((إِنَّ هَذَا)) النعيم الذي أنتم فيه ((كَانَ لَكُمْ جَزَاء)) على إيمانكم وأعمالكم الصالحة، و"كان" لمجرد الربط، ((وَكَانَ سَعْيُكُم)) وتعبكم في الدنيا ((مَّشْكُورًا))، شكره الله سبحانه وقدره، ولذا جزاكم بهذا الثواب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

23

ثم
يأتي السياق ليسلي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عما يلاقيه من الأذى
في سبيل الدعوة إلى مثل هذه الجنات بعدما بين جزاء العاملين ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ)) يا رسول الله ((الْقُرْآنَ تَنزِيلًا))، والتأكيد بـ"نحن" لدفع كلمات الكفار حول القرآن، بأنه كهانة أو شعر أو يعلمه بشر أو ما أشبه ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

24

((فَاصْبِرْ)) يا رسول الله في تبليغ القرآن ((لِحُكْمِ رَبِّكَ)) بأن تبلغ رسالاته في وسط هذا الموج العاتي من الإنكار والإيذاء والاستهزاء ((وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ))، أي من هؤلاء ((آثِمًا))، أي عاصياً ((أَوْ كَفُورًا))،
أي كافراً، يعني لا تطع الآثم في إثمه ولا الكفور في كفره، بأن لا تبلغ
الأصول أو الفروع إطاعة لها، وجلباً لرضائها، فقد ورد أن أبا جهل نهى
الرسول عن الصلاة، كما أن عتبة والوليد قالا له (صلى الله عليه وآله وسلم):
"ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك بالمال والتزويج،" والآية عامة تشمل كل
كافر يأمر بالكفر وآثم يأمر بالإثم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

25

((وَاذْكُرِ)) يا رسول الله ((اسْمَ رَبِّكَ)) بالذكر والدعاء والصلاة ((بُكْرَةً))، أي صباحاً ((وَأَصِيلًا))، أي عصراً، يعني استمر على شأنك والدعاء إليه في طرفي النهار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

26

((وَمِنَ اللَّيْلِ))، أي بعض الليل، ((فَاسْجُدْ لَهُ))، أي لله سبحانه، والمراد بالسجود الصلاة والعبادة، أي اخضع لله سبحانه، ((وَسَبِّحْهُ))، أي سبح الله ونزهه عما لا يليق به ((لَيْلًا طَوِيلًا))،
فإن الليل ربيع العباد يتخذون طوله وسيلة للضراعة والاستكانة، فإن الخواطر
الكامنة لا تجيش إلا بطول الضراعة والابتهال، وقد ورد أن "بكرة" لصلاة
الصبح، و"أصيل" للظهرين، و"اسجد له" للعشائين، و"سبحه" لصلاة الليل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

27

((إِنَّ هَؤُلَاء)) الكفار الذين تراهم معرضين عن الله مقبلين على شهواتهم ((يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ))، أي الدنيا والشهوات العاجلة، ((وَيَذَرُونَ))، أي يتركون ((وَرَاءهُمْ)) في مستقبلهم ((يَوْمًا ثَقِيلًا)) هو يوم القيامة الذي يثقل على الإنسان لما فيه من الأهوال والشدائد، فلا يعملون لذلك اليوم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

28

إنهم يكفرون بالله الذي خلقهم، وأعناقهم بيد <؟؟>((نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ)) من العدم، ((وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ))،
أي أحكمنا خلقهم، بتنظيم الأجهزة، فإن "الأسر" أصله الشد، ومنه سمي الأسير
أسيرا، لأنه يشد بالحبال، فالمعنى أحكمنا شدهم في الخلقة بحيث لا ينفصم
جزء من جزء، بل كلها متماسكة مترابطة ((وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ)) مكانهم ((تَبْدِيلًا))، بأن أهلكنا هؤلاء وجئنا بدلهم مكانهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

29

((إِنَّ هَذِهِ)) السورة أو هذه العظات والعبر المذكورة في القرآن ((تَذْكِرَةٌ)) تذكر الناس بما أودع في فطرتهم، وإلفات لهم نحو الكون وآياته، ((فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا))، أي مضى في طريق مرضاته سبحانه بعدما رأى الحق وميز الصدق والكذب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

30

((وَمَا تَشَاؤُونَ)) أنتم أيها البشر الإيمان والهداية ((إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ)) بأن يرسل الرسول ويوضح الطريق، إذ الهداية لها طرفان: طرف من جانبه بنصب الأدلة، وطرف من جانبكم بالاتباع والاهتداء، ((إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا)) بمصالحكم، ((حَكِيمًا)) فيما يفعل، فإن الحكمة وضع الأشياء موضعها، والله لا يفعل شيئا إلا بالحكمة والمصلحة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:10 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنسان

31


((يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ))، أي في سعادة الدنيا والآخرة، وليس الإدخال اعتباطاً بل إنما يدخل سبحانه عباده الصالحين ((وَالظَّالِمِينَ)) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر أو العصيان ((أَعَدَّ))، أي هيأ سبحانه ((لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا))، أي مؤلماً موجعاً في الدنيا بعيشة ضنك وفي الآخرة بالنار والنكال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:11 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

1


((وَالْمُرْسَلَاتِ))، أي قسماً بالملائكة التي أرسلت إرسالاً إلى الأرض، ((عُرْفًا))، أي في حال كونهم كعرف الفرس في تواليه وتتابعه، وهو شعورها النابتة على رقبتها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

2

((فَالْعَاصِفَاتِ))، أي ثم قسماً بالملائكة التي تعصف عصف الرياح في امتثال أمره سبحانه، ((عَصْفًا)) مصدر تأكيدي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

3

((وَ)) قسماً بـ((النَّاشِرَاتِ))، أي الملائكة التي تنشر الكتب وتبسطها، أو تنشر الآجال والأرزاق وما أمر الله بنشرها، ((نَشْرًا)) مصدر تأكيدي، إن الإتيان بالواو للتفنن الذي هو من أنواع البلاغة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

4

((فَالْفَارِقَاتِ))، أي قسماً بالملائكة التي تفرق بين الأشياء بأمر الله سبحانه، ((فَرْقًا)) مصدر تأكيدي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

5

((فَ)) قسما بالملائكة ((الْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا))، أي تلقي الذكر إلى الأنبياء من قبل الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

6

((عُذْرًا أَوْ نُذْرًا))، أي لأجل إعذار الله سبحانه وإنذاره للبشر على كفرهم وعصيانهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

7

قسماً بهؤلاء الطوائف من الملائكة ((إِنَّمَا تُوعَدُونَ)) من أحوال القيامة والجنة والنار ((لَوَاقِعٌ))، أي يقع لا محالة فلا خلف فيه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

8

ثم بين علامة القيامة بقوله: ((فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ))، أي ذهب نورها حتى صارت بلا ضياء أو نور.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

9

((وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ))، أي شقت وصدعت فصار فيها فروج وشقوق لاختلال نظام المادارات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

10

((وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ))، أي قلعت من أماكنها، وصارت كالهباء سائرة في الفضاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

11

((وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ))، أي جمعت لوقتها في القيامة لتشهد على الأمم، وهو من الوقت، وإنما تبدل الواو همزة لكراهة ضم الواو - كما قالوا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

12

((لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ))؟
هذا حكاية عن الحال، أي أن الحالة تقتضي أن يقال فيها: لأي يوم أجلت وأخرت
الرسل؟ ولماذا يراد جمعهم؟ وهذا تعظيم لليوم وتعجيب من هوله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

13

ويأتي الجواب ((لِيَوْمِ الْفَصْلِ)) الذي يفصل فيه بين أهل النار وأهل الجنة، والسعداء والأشقياء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

14

((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان أو يا رسول الله ((مَا يَوْمُ الْفَصْلِ))؟ أي لا تدري أنت حقيقة هذا اليوم الهائل، وهذا تعبير للتهويل والاستعظام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

15

((وَيْلٌ)) هي تقال عند الهول والشدة المتوجهة على أحد ((يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذين يكذبون بالله ورسوله والمعاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

16

ثم يأتي السياق لإنذار المكذبين بأنهم في معرض العذاب في الدنيا قبل الآخرة، ((أَلَمْ نُهْلِكِ)) الأمم ((الْأَوَّلِينَ)) الذين كذبوا أنبياءهم؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

17

((ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ))، أي أتبعنا الأولين بـ((الْآخِرِينَ))، فأهلكنا الأمم الآخرين أيضاً لما كذبوا الرسل، والأولون كقوم نوح وكعاد وثمود، والآخرون كقوم لوط وفرعون وقومه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

18

و((كَذَلِكَ))، أي إهلاكاً كإهلاك أولئك ((نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ)) الذين أجرموا بالكفر والعصيان، فإن العذاب ينزل بهم، وهذا تهديد لكفار مكة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

19

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذين يكذبون بالله وآياته وسائر الأصول.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

20

ثم يأتي السياق لبيان جملة من نعم الله على البشر ليشكروه بعدما هددهم ليخافوا منه، ((أَلَمْ نَخْلُقكُّم)) أيها البشر ((مِّن مَّاء مَّهِينٍ))، أي من النطفة التي هي "مهين"، أي حقير ذليل؟ من هان بمعنى ذل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

21

((فَجَعَلْنَاهُ))، أي جعلنا ذلك الماء بعد خروجه من الصلب والترائب ((فِي قَرَارٍ))، أي مستقر ((مَّكِينٍ))، أي مستحكم، والمراد به الرحم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

22

((إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ))، أي مقدار من الزمان معين، وهو مدة الحمل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

23

((فَقَدَرْنَا)) على ذلك، ((فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)) نحن إذ نقدر على كل شيء، وبعد هذا هل ينكر الكافر قدرتنا على البعث وإعادة الأجسام حياً بعد مماتها؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

24

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ))، وتكرار هذه الجملة للتركيز والإيحاء كما سبق في سورة الرحمن وغيرها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

25

((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا))، يقال كفت الشيء إذا ضمه، أي ضامة للعباد تكفتهم وتشمل عليهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

26

((أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا))، فتشمل أحياءهم بالبناء والزرع وسائر لوازم الحياة، وتشمل أمواتهم في بطنها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

27

((وَجَعَلْنَا فِيهَا))، أي في الأرض ((رَوَاسِيَ)) جمع راسية، وهي الجبل الشامخ، ((شَامِخَاتٍ))، أي عاليات مرتفعات تحفظ الأرض عن التصدع والانهيار والتفرق في الهواء، ((وَأَسْقَيْنَاكُم)) أيها البشر ((مَّاء فُرَاتًا))، أي عذباً سائغاً، أليست كل هذه النعم شاهدة على إله واحد عالم قدير؟ وأليست هذه النعم موجبة لإيمانكم بالله وتصديقكم لرسوله؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

28

((وَيْلٌ يوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) بما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنهم يلقون عذاباً ونكالاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

29

وإذا قامت القيامة للمكذبين: ((انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ))، أي إلى النار التي كنتم تكذبون بها وتقولون أنها غير كائنة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

30

((انطَلِقُوا))، أي اذهبوا أيها الكفار ((إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ))،
لعل المراد بالظل النار فوقها الدخان، وكونه على ثلاث شعب لأنهم كانوا في
الدنيا يطوفون بين الكفر والإيمان والنفاق، وقيل أن شعبة من فوقهم، وشعبة
من يمينهم وشعبة من يسارهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

31

((لَا ظَلِيلٍ))، أي لا يظل صاحبه من الحر، ((وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ))،
أي من لهب النار، وهو ما يعلوها باختلاط الهواء: أحمر أو أصفر أو أزرق،
فإن هذا الظل ليس كظلال السقوف يمنع الهواء الحار ولهب النار، كما أنهم
كانوا يعيشون في الدنيا في ظل العصيان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:11 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

32


((إِنَّهَا))، أي النار التي فهمت من قوله (ما كنتم به تكذبون) ((تَرْمِي))، أي تطرح وتطير ((بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ))،
الشرر هو ما يتطاير من النار لشدة الحرارة، وخفة ذلك الشرر، والقصر هو
البيت الجميل من الحجارة أو أصل الشجر، والأول أظهر، والثاني أنسب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

33

((كَأَنَّهُ))، أي الشرر المرمي ((جِمَالَتٌ صُفْرٌ))،
أي الشرارة كالحمل الأصفر في لونه، بعدما كان بقدر القصر في حجمه،
والتشبيه بالجمالة لأنها لتتابعها وتطايرها كالجمالات التي ترتع هنا وهناك،
ونارهن أشرارها كيف يكون أصلها ومحلها؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

34

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذي <الذين> يكذبون بهذه الأمور كيف يلقون في النار ويقاسون العذاب والنكال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

35

((هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ))، أي المجرمون من شدة الهول والفزع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

36

((وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ)) في الكلام ((فَيَعْتَذِرُونَ))
عن سالف أعمالهم، وهذا إنما يكون في موقف من مواقف القيامة، وفي موقف آخر
يتكلمون ويعتذرون، فللقيامة خمسون موقفاً كل موقف يطول ألف سنة كما ورد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

37

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذين كذبوا بالله وبما أرسل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

38

ثم يقال لهم: ((هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ)) الذي يفصل فيه بين المحسنين والمجرمين، ويدخل كل إلى محله الذي هيئه لنفسه، ((جَمَعْنَاكُمْ)) أيها الكفار ((وَالْأَوَّلِينَ))، أي مع المكذبين الأولين السابقين عليكم من سائر الأمم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

39

((فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ)) في خلاصكم من العقاب ((فَكِيدُونِ))،
أي احتالوا وكيدوا لإنجاء أنفسكم، وهذا استهزاء بهم وتقريع لهم، فقد كانوا
يكيدون للمؤمنين في الدنيا، فليكيدوا هنا أن كان لهم كيد وحيلة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

40

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة، وأصله يوم إذ كان كذا، وحذفت الجملة وقام التنوين مقامها، ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) بهذا اليوم وبسائر ما جاء به الرسل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

41

وإذ رأينا مقام الكفار، فلننظر إلى مقام الأخيار: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ)) الذين اتقوا الكفر والمعاصي ((فِي ظِلَالٍ)) من أشجار الجنة، وظلال قصورها ((وَعُيُونٍ))، أي أنهم في أرض بين العيون، أو المراد أنهم يسبحون ويستحمون في نفس العيون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

42

((وَ)) في ((فَوَاكِهَ)) جمع فاكهة، وهي الثمرة أي أن الثمار تحيط بهم من كل جوانبهم، ((مِمَّا يَشْتَهُونَ))، أي من الأجناس التي يميلون إليها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

43

ويقال لهم: ((كُلُوا)) من الثمار ((وَاشْرَبُوا)) من العيون، والمراد بالأمر الإباحة من قبيل (وإذا حللتم فاصطادوا)، ((هَنِيئًا))، أي أكلاً وشرباً خالياً من الأذى، فإن الهنيء هو النفع الخالص من شائب الأذى، ((بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))، أي مقابل أعمالكم الصالحة في الدنيا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

44

((إِنَّا كَذَلِكَ))، أي كالذي ذكرنا من الإنعام والإفضال ((نَجْزِي الْمُحْسِنينَ)) الذين أحسنوا بالإيمان والعمل الصالح.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

45

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ))، كيف يرون أن هذه النعم أفلتت من أيديهم بسبب أعمالهم الفاسدة في الدنيا؟ وكم يتحسرون لذلك؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

46

ثم يأتي السياق ليخاطب المجرمين - في الدنيا - ((كُلُوا)) أيها الكفار ((وَتَمَتَّعُوا)) بمتع الحياة الدنيا ((قَلِيلًا))، فإن أمد الدنيا قصير، ((إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ))، وهل من فائدة للأكل والتمتع القليل لمن وراءه عذاب شديد؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

47

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذين كذبوا بالله وبما جاء من عنده.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

48

((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ))، أي للمكذبين ((ارْكَعُوا)) واخضعوا لله سبحانه، فإن المراد بالركوع إما مطلق الخضوع أو الركوع كناية عن الصلاة، ((لَا يَرْكَعُونَ))
عناداً واستكباراً، وروي أنها نزلت في وفد ثقيف حين أمرهم رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) بالصلاة فقالوا: "لا نحني فإن ذلك سبة علينا!" فقال
(صلى الله عليه وآله وسلم): "لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود." أقول:
المراد بـ"لا نحني"، أي لا نعطف ظهورنا، فقد استقبحوا رفع عجيزتهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

49

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ)) الذين كذبوا بالأحكام ولم يصدقوا بالركوع وسائر العبادات، فإنهم يلاقون جزاء ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المرسلات

50

((فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ))، أي بعد القرآن ((يُؤْمِنُونَ))؟
فإنهم إذا لا يؤمنون بالقرآن الذي هو أحسن الحديث من جميع النواحي فهل
هناك رجاء لإيمانهم بشيء آخر؟ كلا! إنه الشقاء الأبدي الذي يشملهم إن لم
يؤمنوا بهذا الكتاب العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:13 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

1


((عَمَّ يَتَسَاءلُونَ))،
أصله "عن ما" مركبة من "عن" الجارة، و"ما" الاستفهامية، ثم أدغمت النون في
الميم لقرب مخرجهما، وحذفت الألف من "ما" على ما هي القاعدة من حذفها
مطلقاً إذا دخلت على "ما" حرف جر، فيقال: "بم، ولم، وعم" وهكذا. والمعنى
عما ذا يتساءل الكفار بعضهم عن بعض؟ فقد قال في المجمع قالوا: لما بعث رسول
الله وأخبرهم بتوحيد الله تعالى وبالبعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن
جعلوا يتساءلون بينهم - أي يسأل بعضهم بعضاً على طريق الإنكار والتعجب
فيقولون: "ماذا جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وما الذي أتى به؟"
فأنزل الله تعالى "عم يتساءلون". أقول: والمراد بالاستفهام التفخيم، كما
تقول: أية قصة هذه؟ إذا أردت تفخيمها، وورد في جملة من الأحاديث أن المراد
بالنبأ العظيم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا من باب المصداق أن
أريد بالآية الأعم، ومن باب البطون أن أريد بها القيامة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

2

ثم جاء الجواب ((عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ))، أي الخبر المهم، وهو ما يتعلق بالمبدأ والمعاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

3

((الَّذِي))، أي النبأ الذي ((هُمْ))، أي هؤلاء الكفار ((فِيهِ))، أي في ذلك النبأ ((مُخْتَلِفُونَ)) فمن مصدق له باعتبار كونه من أهل الكتاب - أو من أشبههم - ومن مكذب له.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

4

((كَلَّا)) ليس الأمر كما قالوا وزعموا، حيث أنكروا التوحيد والرسالة والمعاد ((سَيَعْلَمُونَ)) عاقبة تكذيبهم وصدق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

5

((ثُمَّ)) لترتيب الكلام ((كَلَّا)) ليس الأمر كما زعموا، ((سَيَعْلَمُونَ)) عند موتهم أو في يوم القيامة أن الأمر كان كما أخبر الرسول، وأنهم كانوا في ضلال وانحراف، وهذا تهديد بعقب <يعقب؟؟> تهديد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

6

ثم جاء السياق ليذكر طرفاً من نعمه سبحانه الدالة على وجوده وسائر صفاته حجة على المنكرين، ((أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا))؟ أي وطاء وقراراً مهيأ للتصرف، كالمهد الذي يستقر فيه الطفل من غير أذية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

7

((وَ)) ألم نجعل ((الْجِبَالَ أَوْتَادًا))
جمع "وتد"، وهو "المسمار"، أي مسامير للأرض حتى لا تتشقق ولا تتبعثر في
الهواء من جراء الحركة والجاذبيات كالوتد الذي يربط بعض ألواح الخشب ببعض
حتى لا تنفصم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

8

((وَخَلَقْنَاكُمْ)) أيها البشر ((أَزْوَاجًا)) جمع "زوج"، وهو الصنف، أي أصنافاً وأشكالاً باختلاف ألوانكم وألسنتكم ومدارككم إلى غير ذلك من الاختلافات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

9

((وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ)) أيها البشر ((سُبَاتًا))، أي قاطعاً للعمل لأجل الاستراحة، ومنه سبت أنفه إذا قطعه، فمن يا ترى جعل هذه الأمور غير الله سبحانه؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

10

((وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا))،
أي غطاء وسترة يستر كل شيء كما يستر اللباس البدن، وذلك لحكمة الاستراحة
والانصراف عن العمل، فإن الليل لو كان مثل النهار لم يهدأ الإنسان ولم يهنأ
بالراحة، بالإضافة إلى أن ظلمة الليل تساعد على الراحة والنوم - كما قالت
الأطباء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

11

((وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا))، المعاش هو العيش، أي وقت العيش تتقبلون فيه لتحصيل المعاش والبقاء، وهذا من الإسناد المجازي، فإن النهار زمان المعاش لا نفسه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

12

((وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ))، أي خلقنا وصنعنا فوقكم أيها البشر ((سَبْعًا))، أي سبع سماوات، والمراد بها مدارات الكواكب السيارة أو ما أشبه، ((شِدَادًا)) جمع "شديد"، أي محكمة متقنة الأسلوب والنظام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

13

((وَجَعَلْنَا)) في السماوات ((سِرَاجًا ))، أي مصباحا، والمراد به الشمس، ((وَهَّاجًا))، أي وقاداً متلألئاً بالنور، من "وهج" بمعنى أنار وأضاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

14

((وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ))
بصيغة اسم الفاعل، والمراد بها السحائب، فإنها تعصر نفسها بما أودع فيها
من الطاقات العاصرة حتى تمطر، كالغسالة التي تعصر الثوب حتى تخرج قطرات
الماء منه، أو المراد بالمعصرات الرياح التي تعصر السحاب، ومعنى "من"
نشويه، ((مَاء ثَجَّاجًا))، أي صباباً دفاعاً في الصبابة، من "ثج" بمعنى انصب بكثرة، والمراد المطر الكثير الانصباب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

15

وإنا أنزلنا المطر ((لِنُخْرِجَ بِهِ))، أي بواسطة ماء المطر ((حَبًّا)) كالحنطة ونحوهما ((وَنَبَاتًا)): كل ما ينبت من أنواع المزروعات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

16

((وَ)) نخرج به ((جَنَّاتٍ)) أي بساتين ((أَلْفَافًا))، أي ملتفة بالشجر، وهو جمع "لف" يراد به الشجر الملتف بعضه ببعض، ويسمى البستان "جنة" لتسترها بالأشجار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

17

ثم يأتي السياق لبيان المعاد، بعدما ذكر جملة من أدلة الألوهية ((إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ)) الذي يفصل فيه بين الخلائق، ليجزي كل إنسان بما عمل من خير وشر وهو يوم القيامة ((كَانَ مِيقَاتًا))، أي وقتا وزماناً لما وعد الله سبحانه من الحساب والجزاء، فإن "الميقات" يستعمل بمعنى الزمان وبمعنى المكان كمواقيت الحج.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

18

ثم بين ذلك بقوله: ((يَوْمَ)) بدل "يوم الفصل" ((يُنفَخُ فِي الصُّورِ))،
أي البوق، ينفخ فيه إسرافيل لحشر الخلائق وحياتهم بعد الموت، كما ينفخ
النافخ في البوق لحركة القافلة أو الجيش أو من أشبه، وهذه هي النفخة
الثانية، ((فَتَأْتُونَ)) أيها البشر من قبوركم أحياءا ((أَفْوَاجًا)) جمع "فوج"، أي جماعات، كان كل جماعة تشتمل على المشاكلين في العمل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

19

((وَفُتِحَتِ السَّمَاء))، أي انشقت وظهرت فيها أبواب، ((فَكَانَتْ)) السماء ((أَبْوَابًا))، فإن كلها بشكل أبواب تنزل الملائكة منها للحساب والجزاء وإطاعة الأوامر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

20

((وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ))، أي سارت عن أماكنها بعد أن انقلعت، وإنما يسيرها الله سبحانه، ((فَكَانَتْ)) الجبال ((سَرَابًا))،
أي كالسراب الذي هو خيال الماء في الصحراء وقت الظهيرة، فإن الجبال إذا
رآها الإنسان حسبها جامدة كسابقتها، بينما في صارت كالهباء، ترى شيئاً
جامداً وليس بجامد، كالضباب الذي يحسبه البعيد شيئاً وليس بشيء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:13 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

21


((إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا))
كالمحل الذي يرصد فيه لحفظ الدار أو البستان أو ما أشبه، فإنها محل لرصد
الملائكة للناس، حيث يرون منها أي إنسان يجرم حتى يستحق النار، وأيا يحسن
حتى لا يستحقها، فإن "المرصاد" هو المكان الذي يراقب فيه العدو.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

22

((لِلْطَّاغِينَ))، أي الذين طغوا وجاوزوا حدود الله سبحانه ((مَآبًا)) من "آب" بمعنى رجع، والمراد به المنزل، ويسمى المنزل "مآباً" لأن الإنسان كلما خرج منه رجع إليه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

23

((لَابِثِينَ)) من "لبث" بمعنى بقى، أي يبقي الطاغون ((فِيهَا))، أي في جهنم ((أَحْقَابًا))
جمع "حقب" على وزن غرف، وهو جمع "حقبة"، والمراد بها الزمان الطويل، أي
يمكثون في جهنم دهوراً طويلة، وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه
قال: "الأحقاب ثمانية حقب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما،
واليوم كألف سنة مما تعدون." أقول: أما المعاند من أهل الباطل فلا مخرج له
منها، وأما العصاة فإنهم يخرجون بعد أزمنة طويلة حسب اختلاف عصيانهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

24

((لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا))، أي في جهنم ((بَرْدًا وَلَا شَرَابًا))، فلا هواء بارد ولا طعام بارد، ولا شيء بارد لهم هناك، ولا شراب يشربون ليروي عطشهم المتزايد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

25

((إِلَّا حَمِيمًا)) وهو الماء الحار المغلي، ((وَغَسَّاقًا)) وهو صديد أهل النار، والاستثناء منقطع، أي لا يذوقون إلا الحميم والغساق أما البرد والشراب فليس لهم، أو متصل بقوله "شراباً".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

26

إنما يجزون بذلك ((جَزَاء)) على كفرهم وعصيانهم ((وِفَاقًا))، أي وفق أعمالهم وبقدرها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

27

ثم يأتي البيان ليبين أعمالهم التي استحقوا بها هذا العذاب، ((إِنَّهُمْ كَانُوا)) في الدنيا ((لَا يَرْجُونَ حِسَابًا))، أي لم يكونوا يتوقعون القيامة، بل كانوا يكذبون بها، وكان لفظة "لا يرجون" باعتبار أن كل متوقع لشيء إنما يحتمل النجاح فيه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

28

((وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا)) التي أقمناها على المبدأ والرسالة والمعاد، ((كِذَّابًا))، أي تكذيباً، فلم يكونوا يقبلون الآيات الدالة على الألوهية والرسالة والمعاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

29

وهل زعم هؤلاء أن أعمالهم الباطلة لا تأخذهم؟ ((وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ))، أي جميع أعمالهم جمعناه وعددناه وبيناه، ((كِتَابًا))، أي إحصاء في الكتاب لا بالقول فقط.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

30

وهناك يقال لهم: ((فَذُوقُوا)) هذا العذاب والنكال جزاءاً على أعمالكم الباطلة، ((فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا))،
فليس الأمر محتمل النقص والانقطاع، بل تزدادون عذاباً ونكالاً كل يوم
وساعة، وذلك باعتبار أن كل يوم يضاف عذاب ذلك اليوم على الأيام السابقة -
وإن كان بقدره في الكيفية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

31

وإذا عرفنا أحوال المجرمين في الآخرة فلنتعرف بالمؤمنين، ((إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا))، مصدر ميمي، أي إن لهم فوزاً وفلاحاً، و"المتقي" هو المؤمن الذي يتقي الله فلا يذنب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

32

((حَدَائِقَ)) بدل من "مفاز" جمع حديقة وهي البستان الصغير المنظم، أو هي الجنة المحوطة بالسور وإن كانت كبيرة، من "حدق" بمعنى أحاط، ((وَأَعْنَابًا)) جمع "عنب" خص بالذكر مثالاً ولكثرة الالتذاذ به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

33

((وَكَوَاعِبَ)) جمع "كاعبة"، وهي المرأة التي استدار ثديها لكونها في أول زمان رشدها، ((أَتْرَابًا))
جمع "ترب" وهي من في سن الأخر كأنهم أتراب بعضهن لبعض، أو بعضهن مع
أزواجهن، فليس عمر إحداهن أقل من عمر الزوج أو أكثر ليرى العنت والصعوبة في
معاشرتها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

34

((وَكَأْسًا)) وهو الإناء الشراب، ((دِهَاقًا)) أي مملوءة، من "الدهق" بمعنى شدة الضغط، كأنه لا مجال فيها للماء أو الشراب بعد ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

35

((لَّا يَسْمَعُونَ))، أي المتقون ((فِيهَا))، أي في الجنة كلاماً ((لَغْوًا)) لا فائدة فيه، ((وَلَا كِذَّابًا))، أي تكذيباً من بعضهم لبعض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

36

إنما يكون المتقون في هذا النعيم الأبدي ((جَزَاء مِّن رَّبِّكَ)) يا رسول الله لهم، على أعمالهم الحسنة في الدنيا في حال كونهم ذلك الجزاء ((عَطَاء حِسَابًا))، أي بالحساب، فليس الأمر اعتباطاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

37

ثم بين ربك بما يدل على عظمته سبحانه يقوله: ((رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا))، فكل شيء له خلقاً وتربية، ((الرحْمَنِ)) وجيء بهذا الوصف للدلالة على أنه سبحانه رحيم بعباده يتفضل عليهم بالمغفرة والرحمة، وإنهم إنما استحقوا الثواب برحمته لا بأعمالهم، ((لَا يَمْلِكُونَ))، أي البشر ((مِنْهُ)) تعالى ((خِطَابًا))،
فلا يقدر أحد أن يكلم الله سبحانه أو يشفع لأحد إلا بإذنه، فهو رحيم ذو
هيبة وجلال، وليس كرحيم الدنيا الذي إذا عطف قلبه على أحد يمكن التسلط عليه
للين قلبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

38

ثم بين معنى (لا يملكون منه خطاباً) بقوله: ((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ)) وهو ملك عظيم كما ورد في الأحاديث ((وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا)) كما يصطف الجيش أمام الملك، وذلك مما يزيد القيامة هيبة وهولاً، ((لَّا يَتَكَلَّمُونَ))، أي أولئك الملائكة والروح أو أي متكلم ((إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ)) بالكلام في أي شأن من الشؤون ((وَقَالَ صَوَابًا))،
وكان هذا في بعض المواقف، وفي بعض المواقف الأخر يتكلم كل أحد بما يريد من
صدق وكذب كما قال سبحانه: (انظروا كيف كذبوا على أنفسهم)، أو المراد
بالتكلم: الشفاعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

39

((ذَلِكَ الْيَوْمُ)) الذي وصف هو اليوم ((الْحَقُّ))
الكائن لا محالة، فلا كذب في الأخبار به، قالوا: إذا طابق الخبر الواقع
فباعتبار كونه مطابقاً للواقع يسمى صدقاً، وباعتبار مطابقة الواقع له يسمى
حقاً، ((فَمَن شَاء)) منكم أيها الناس ((اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ))، أي إلى رضاه وثوابه ((مَآبًا))
بالإيمان والطاعة، كان المؤمن اتخذ إلى ربه مآباً، والكافر اتخذ إلى ربه
غيره مآباً، حيث يبتعد عن لطفه ورحمته بسبب الكفر والعصيان فليس مآبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النبأ

40

((إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ)) أيها الناس ((عَذَابًا قَرِيبًا))، فإن الآخرة قريبة وإن ظنها الناس بعيداً، كما قال سبحانه: (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً)، ثم بين وقت ذلك العذاب بقوله: ((يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ))، أي يرى جزاء أعماله ويلاقيه، ونسبة التقديم إلى اليد لكونها العضو الفعال في الأمور المرتبطة بالإنسان، ((وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا))
لهول ما يرى من العذاب، فإنه يتمنى أن كان في الدنيا تراباً، ولم يكن
إنساناً حتى يكفر فيبتلى بذلك العذاب العظيم، لكن تمنيه هناك لا ينفع كما
لا ينفع تمني كل مجرم إذا وقع في مخالب الجزاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:14 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

1


((وَالنَّازِعَاتِ))، أي قسما بالنازعات، وهي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار عن أبدانهم بشدة، ((غَرْقًا))، أي إغراقا في النزع، كما يغرق النازع في القوس فيبلغ به غاية مد الوتر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

2

((وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا))، أي قسما بالملائكة الناشطات التي تنشط في قبض أرواح الكفار نشاطا، أو تنشط في الذهاب بأرواحهم نحو الهاوية بعد نزعها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

3

((وَالسَّابِحَاتِ))، أي قسما بالملائكة التي تسبح في الفضاء بعد قبض الأرواح، و"السبح" هي الحركة بسهولة كحركة السابح في الماء، ((سَبْحًا)) مصدر تأكيدي، وروي أن المراد بذلك الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين يسلونها سلا رقيقاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

4

((فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا))،
أي قسما بالملائكة التي تسبق بالأرواح - أو بأرواح المؤمنين - نحو الملأ
الأعلى، والإتيان بالفاء هنا وبالواو قبله للتفنن في الكلام الذي هو نوع من
البلاغة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

5

((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا))،
أي قسماً بالملائكة التي تدبر الأمور بإذن الله سبحانه، قسما بأولئك
الطوائف من الملائكة أن ما يأتي من أهوال القيامة وأخبار النار صدق مطابق
للواقع، وقد حذف هذا في الكلام لدلالة الآيات التالية عليه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

6

أذكر يا رسول الله: ((يَوْمَ تَرْجُفُ))، أي تتحرك وتضطرب ((الرَّاجِفَةُ))، أي الأرض، كما قال سبحانه (يوم ترجف الأرض والجبال).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

7

((تَتْبَعُهَا))، أي تتبع رجفة الأرض ((الرَّادِفَةُ))، أي التي تردف وتتبع الأرض في اختلال النظام والاضطراب وهي السماء، أو المراد بالراجفة النفخة الأولى وبالرادفة النفخة الثانية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

8

((قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم - وهو يوم القيامة - ((وَاجِفَةٌ))، أي شديدة الإضطراب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

9

((أَبْصَارُهَا))، أي الأبصار المنسوبة إلى تلك القلوب أو أبصار أصحابها ((خَاشِعَةٌ))، أي ذليلة، لا تنظر إلا من طرف خفي خشية ورهبة وخوفاً وخجلاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

10

((يَقُولُونَ)) أصحاب تلك القلوب: ((أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ))،
أي الطريقة التي جئنا فيها، فإن "الحافرة" هي الطريقة التي مر فيها
الإنسان، تسمى بذلك باعتبار أنه حفرها بتأثير أقدامه فيها، وهذا حكاية عن
أولئك حال كونهم في الدنيا حيث يتساءلون: "هل نحن نرجع إلى الحياة بعد
الموت حتى نكون كالسابق؟" وهذا استفهام إنكاري منهم للمعاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

11

((أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً))، أي وقت كنا عظاماً بالية، من "نخر" إذا بلى، أي كيف نرجع إلى حالتنا الأولى بعد أن متنا وصرنا عظاماً؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

12

((قَالُوا)) هؤلاء المنكرون للمعاد : ((تِلْكَ))، أي تلك الرجعة التي تقولون بها أنتم المؤمنون ((إِذًا))، أي إذا كانت كما تقولون ((كَرَّةٌ))، أي رجعة إلى الدنيا ((خَاسِرَةٌ))،
فإن الإنسان خاسر في تلك الكرة، وإنما أسندت الخسارة إلى الكرة مجازاً
بعلاقة الظرف والمظروف، وقد قال الكفار ذلك على وجه الاستهزاء، لأنهم لم
يكونوا يرضون بذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

13

وجاء الرد عليهم بقوله: ((فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ))،
أي أن الكرة ليست صعبة على الله سبحانه، وإنما الكرة هي صيحة واحدة يصيح
بها إسرافيل في الصور في النفخة الثانية، وسميت الصيحة "زجرة" لأنها تزجر
وتردع المخاطب عن سيره الأول إلى نحو السير الثاني.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

14

((فَإِذَا هُم))، أي البشر كلهم ((بِالسَّاهِرَةِ))،
أي راجعون عن بطون الأرض إلى ظاهرها، فإن "الساهرة" هي وجه الأرض، وإنما
سميت بذلك لأن الإنسان يسهر عليها ولا ينام - إذا كان في الصحراء خوفاً من
العدو والسبع - بعلاقة الحال والمحل، فإن الإنسان يسهر في الأرض، لكن السهر
نسب إلى المحل، وفيه إشارة إلى أن المحشر يكون في أرض مستوية كالفلاة لا
اعوجاج فيها ولا بناء ولا شجر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

15

ثم يأتي السياق ليبين طرفاً من قصة موسى وفرعون ليعتبر الكفار كيف عوقب فرعون لما لم يؤمن، ((هَلْ أتَاكَ))، أي هل جاءك وهل سمعت ((حَدِيثُ مُوسَى))، أي قصته؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

16

((إِذْ))، أي في حين ((نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ))، أول ما أوحى إليه سبحانه عند مرجعه من "مدين شعيب" إلى أرض مصر ((طُوًى)) اسم للوادي الذي كلم الله فيه موسى وأوحى إليه بالنبوة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

17

قائلاً له ((اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ)) الملك الطاغي ((إِنَّهُ طَغَى))، أي تجاوز الحد في الكفر والعصيان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

18

((فَقُلْ)) يا موسى له ((هَل لَّكَ)) طلب بصورة الاستفهام تأدباً ((إِلَى أَن تَزَكَّى))، أي هل لك رغبة في أن تسلم وتطهر نفسك من الكفر والعصيان؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

19

((وَ)) هل لك أن ((أَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ))، أي أدلك عليه، فإن الإنسان لا يعرف مزاياه سبحانه إلا بعد الإرشاد والهداية، ((فَتَخْشَى))، أي تخشاه باجتناب الكفر والعصيان، إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

20

((فَأَرَاهُ))، أي أرى موسى (عليه السلام) فرعون ((الْآيَةَ))، أي المعجزة ((الْكُبْرَى)) وهي العصى، أو المراد جنس الآية من جميع آياته التسع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

21

((فَكَذَّبَ)) فرعون بالآيات ((وَعَصَى)) موسى، فلم يتمثل أمره في الإذعان لله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

22

((ثُمَّ أَدْبَرَ)) فرعون، أي ولّى الدبر ((يَسْعَى)) ويجتهد ليطلب ما يكسر به حجة موسى ويبطل به نبوته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

23

((فَحَشَرَ)) فرعون، أي جمع حاشيته وجنوده، ((فَنَادَى)) وخطب فيهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

24

((فَقَالَ)) لهم: ((أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى))، فإن الأصنام تحت ألوهيتي، وإنما الرب الأعلى الذي لا رب فوقه هو أنا، لا كما يزعم موسى بان لي إلهاً فوقي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

25

((فَأَخَذَهُ اللَّهُ)) بالعذاب، وهو إغراقه وجنوده في البحر وإدخاله النار، ((نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى))،
"النكال" هو العقوبة، وهو مصدر تأكيدي لأن معنى "أخذ": نكل به، أي عاقبه
سبحانه عقوبة الآخرة في النار، وعقوبة الأولى بالغرق، أي عذبه بالصنفين من
العذاب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:15 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

26


((إِنَّ فِي ذَلِكَ)) النكال الذي حل بفرعون ((لَعِبْرَةً))، أي لَعِظَةً واعتباراً ((لِّمَن يَخْشَى)) النكال والعقاب، كي يعتبر به ويعلم أن الكفر عاقبته العقاب والنكال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

27

وبعدما
أتم قصة فرعون في سرعةٍ مُوُقِظَة يأتي السياق ليحدد من اعتزاز الكفار
بقوتهم أمام أمر الله سبحانه، مبينا أنهم لا شيء قبال خلق الله سبحانه،
فكيف بهم في قبال أمره سبحانه؟ ((أَأَنتُمْ)) أيها البشر أو يا كفار مكة ((أَشَدُّ خَلْقًا)) وأقوى استحكاماً ((أَمِ السَّمَاء))؟ ولا شك أن الجواب كون السماء أشد، وهذا لا ينافي كون الإنسان ألطف وأدق وأجمل خلقاً، لأن الكلام في الشدة لا في الجمال والدقة، ((بَنَاهَا)) الله سبحانه، وباني السماء لا يصعب عليه شيء، ولا تعادل قوته قوة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

28

((رَفَعَ)) الله ((سَمْكَهَا))، أي سقفها، فإن السمك هو الارتفاع، أي أنه سبحانه رفع كثيراً السماوات في جهة الطول، ((فَسَوَّاهَا))، أي عدلها بلا شقوق ولا فطور ولا فساد وخلل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

29

((وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا))، أي أظلمها، ((وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا))، أي أظهر ضياءها، وإنما نسب الأمران إلى السماء لأنها مصدرهما، بطلوع الشمس وغروبها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

30

((وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ))، أي بعد خلق السماوات وتنظيم أمورها ((دَحَاهَا))،
أي بسطها، فإنه سبحانه أولاً خلق الأرض غير مدحوة، ثم خلق السماوات، ثم
دحى الأرض، و"الدحو" هو البسط، وقد استدل علماء الفلك بهذه الآية على حركة
الأرض، لأن الدحو هو الرمي المستلزم للحركة، ولذلك يقال للإمام أمير
المؤمنين (عليه السلام): "داحي الباب"، كذا استدلوا بقوله (ألم نجعل الأرض
كفاتا)؟ من كفت الطير إذ طار، والله العالم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

31

((أَخْرَجَ مِنْهَا))، أي من الأرض ((مَاءهَا)) بأن فجر العيون وفلق البحار، ((وَمَرْعَاهَا))، أي مروجها التي هي محل رعي الحيوانات البهائم وذلك بمعنى أنه سبحانه خلق فيها الأعشاب والنبات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

32

((وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا))، أي أثبتها في أطراف الأرض لئلا تتزلزل الأرض وتضطرب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

33

وإنما فعل كل ذلك ((مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ))،
أي لأحل تمتعكم ومنفعتكم أنتم البشر، وتمتع أنعامكم بالسكون في الأرض،
وتحصيلكم المعايش ورعي البهائم، و"أنعام" جمع نعم، وهي الإبل والبقر
والغنم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

34

((فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ))
هي القيامة، سميت بذلك لأنها تطم، أي تعلو وتغلب على كل شيء، يقال: "طم
الطائر الشجرة،" أي علاها، تسمى الداهية طامة لأنها تعلو الشيء وتغلبه، ((الْكُبْرَى))، لأنها أكبر من كل داهية هائلة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

35

وذلك ((يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى))،
أي ما علمه من خير وشر، فإن الإنسان في ذلك اليوم يتذكر كل عمل إما ذكراً
في الخاطر وإما ذكراً من مطالعة كتابه الذي كتبه الملكان الموكلان به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

36

((وَ)) يوم ((بُرِّزَتِ))، أي أظهرت، والمُظهر لها هو الله سبحانه، ((الْجَحِيمُ)) هي جهنم، ((لِمَن يَرَى))، أي لكل من تأتي منه الرؤية، فإنهم يرونها ظاهرة مكشوفة، وجواب "إذا" محذوف، أي كان الناس قسمين، وإنما حذف لدلالة ما بعده عليه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

37

((فَأَمَّا مَن طَغَى))، أي تكبر وتجاوز الحد في كفره وعصيانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

38

((وَآثَرَ))، أي اختار ((الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)) على الحياة الآخرة بأن كانت أعماله للدنيا ولم يعمل شيئا للآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

39

((فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى)) له، و"المأوى" من آوى، بمعنى اتخذ المنزل، أي أن مصيره إلى النار الكثيرة، فإن الجحيم بمعنى ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

40

((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ))، أي المقام المربوط بالرب تعالى وهو يوم القيامة، والإضافة تشريفية من قبيل "بيت الله" بمعنى خاف عذاب الآخرة، ((وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى))، أي نهى نفسه وحفظها من أن يتبع هواها ومشتهياتها في ارتكاب المحرمات وترك الواجبات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

41

((فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)) له، فإنه يصير إليها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

42

وحيث كان الكلام في يوم القيامة أتى السياق لجواب سؤال الناس عن وقت القيامة، ((يَسْأَلُونَكَ)) يا رسول الله ((عَنِ السَّاعَةِ))، أي القيامة ((أَيَّانَ مُرْسَاهَا))، أي متى يكون قيامها، من "الإرساء" وهو الثبوت والاستقرار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

43

((فِيمَ أَنتَ))، أي فيما ذا أنت يا رسول الله ((مِن ذِكْرَاهَا))،
أي من تذكر الساعة فإنك لا تعلم وقت قيامها، كأن الإنسان إذا كان داخلاً
في شيء علم مزاياه، وأما إذا كان خارجاً لا يعلم خصوصياته، و"فيم أنت"
للإنكار، أي لست من ذكراها في شيء حتى تعلمها، فإن علمها خاص بالله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

44

((إِلَى رَبِّكَ)) يا رسول الله ((مُنتَهَاهَا))،
أي انتهاء علم الساعة إلى الله سبحانه، فإذا سئل شخص عن الساعة حوّله
المسؤول عنه إلى غيره، وغيره إلى آخر، وهكذا حتى ينتهي إلى الله الذي هو
عالم بوقتها، والمنتهي أضيف إلى الساعة، والمراد بها وقتها بعلاقة
الملابسة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

45

إنما علم وقت الساعة مربوط بك، فـ((إِنَّمَا أَنتَ)) يا رسول الله ((مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا))، أي شأنك الإنذار لمن يخشى من الساعة، وإنما خص الإنذار بهم لأنهم المنتفعون بالإنذار دون سواهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة النازعات

46

ثم جاء السياق لينذر الناس ويذكرهم بأن لبثهم في الدنيا قليل حتى ((كَأَنَّهُمْ))، أي الناس ((يَوْمَ يَرَوْنَهَا))، أي يرون الساعة، فيما إذا قامت عليهم ((لَمْ يَلْبَثُوا))، أي لم يمكثوا ولم يبقوا في الدنيا ((إِلَّا عَشِيَّةً))، أي مقدار عصر يوم ((أَوْ ضُحَاهَا)): أو صبح تلك العشية، والمعنى يظنون أنهم لم يكونوا في الدنيا إلا نصف يوم صباحاً أو مساءاً.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:16 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

1


((عَبَسَ)) عثمان بن عفان، أي قطب وجهه ((وَتَوَلَّى))، أي أعرض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

2

((أَن جَاءهُ الْأَعْمَى))، أي بسبب أن جاءه شخص أعمى. قالوا وكان الأعمى ابن مكتوم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

3

ثم أخذ السياق لـانيب عثمان بما فعله موجها الخطاب معه كما هو دأب القرآن في توجيه الخطاب إلى الناس، نحو "أأنتم أشد خلقاً؟" ((وَمَا يُدْرِيكَ)) أيها العابس ((لَعَلَّهُ يَزَّكَّى))، أي لعل الأعمى يتطهر بالعمل الصالح؟ فيكون الاعراض عنه إثماً، حيث أنه أعرض عن الزاكي الطاهر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

4

((أَوْ يَذَّكَّرُ))، أي يتذكر بسبب الوعظ والإرشاد، أصله "تذكر" ثم أدغمت التاء في الذال لقرب مخرجهما، فجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن، ((فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى))، والفرق بين الآيتين أن الأولى "زكاة" من نفسه والثانية "زكاة" بواسطة التذكير.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

5

((أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى))، أي كان غنياً بالمال والآيتان من باب الاستفعال من جهة أن الشخص يطلب الغنى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

6

((فَأَنتَ)) يا عابس ((لَهُ تَصَدَّى))، أي تتعرض، أصله "تتصدى" حذفت إحدى تاءيه على القاعدة، أي تُقبل عليه وتحاوره.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

7

((وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى))، أي لا تبالي هل هو زكي أم لا؟ فإن المال هو الذي يعظم في نفسك لا الدين، ولذا لا تبالي بالدين إذا كان الشخص ذا مال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

8

((وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى)) ساعياً لأجل الخير والرشد كابن أم مكتوم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

9

((وَهُوَ يَخْشَى)) الله عز وجل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

10

((فَأَنتَ)) أيها العابس ((عَنْهُ)) عن ذلك الساعي ((تَلَهَّى))، أي تتلهى - على غرار تصدى - أي تتغافل تشتغل بغيره لأنه فقير معدوم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

11

((كَلَّا)) ليس الأمر على ما زعمت من أن المال خير من الدين، ((إِنَّهَا)) - هذه الآيات - ((تَذْكِرَةٌ)) مذكرة بالحسن والقبيح الكامن في النفس والفطرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

12

((فَمَن شَاء)) الخبر والسعادة ((ذَكَرَهُ))، أي ذكر ما أودع في نفسه وفطرته بأن عمل بالوعظ والإرشاد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

13

إن هذه التذكرة هي ((فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ)) عند الله سبحانه، والمراد "بالصحف" اللوح المحفوظ وسائر الألواح الموجودة في الملأ الأعلى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

14

((مَّرْفُوعَةٍ)) في السماء - حساً - أو معظمة مجللة - معنىً، ((مُّطَهَّرَةٍ))، أي منزهة من الخطأ والنقائص وما أشبهها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

15

((بِأَيْدِي سَفَرَةٍ))، أي أن تلك الصحف إنما هي بأيدي الملائكة الكرام، فإن "سفرة" جمع "سافر" وهو الكاتب، أو السفير.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

16

((كِرَامٍ)) جمع كريم، أي ذوي مقامات رفيعة ((بَرَرَةٍ)) جمع "بار"، وهو المحسن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

17

ثم يأتي السياق ليتعجب من الكافر كيف يكفر بهذا الكتاب العظيم المنزل من عند الله - الذي هو الخالق وبيده أزمة كل شيء. ((قُتِلَ الْإِنسَانُ))، دعاء عليه، أي اللهم اقتله، والمراد به الجنس المنحرف بدلالة القرائن الآتية، ((مَا أَكْفَرَهُ))؟ تعجب من كفره وضلاله بعد وضوح الحجة وتمام المحجة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

18

((مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)) الله تعالى؟ أي ألا ينظر إلى أصل خلقه كيف خلقه تعالى من ماء مهين حتى جعله إنساناً بهذه الغرابة في الدقة والأجهزة والآلات؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

19

((مِن نُّطْفَةٍ))، أي قطرة من المني ((خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ))، أي قدر مزاياه وخصوصياته من حواسه ومشاعر وآلاته وأجهزته وكمه وكيفه وطوله وعرضه وغير ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

20

((ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ))،
أي يسر وسهل له سبيل الحياة، بأن هيأ له الأسباب والوسائل وأرشده إلى خيره
وسعادته، والأصل يسر السبيل ثم حذف الجر على قاعدة القطع والتوصيل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

21

((ثُمَّ)) بعد أن انتهى أمده في الحياة ((أَمَاتَهُ)) بأن قبض روحه، ((فَأَقْبَرَهُ))، أي أدخله القبر، وهو المحل الذي يشتمل على جسمه بعد الموت وإن كان البحر أو نحوه، أو من باب الغلبة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

22

((ثُمَّ إِذَا شَاء)) وأراد سبحانه قيام القيامة ((أَنشَرَهُ))، أي بعثه حياً سوياً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

23

فهل تراه تهيأ للنشور واستعد لذلك اليوم العظيم بالإيمان والعمل الصالح؟ ((كَلَّا)) إنه في غفلة وسبات و((لَمَّا يَقْضِ))، أي لم يأت بعْدُ ((مَا أَمَرَهُ)) الله سبحانه من الإيمان والعمل الصالح.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

24

ثم يأتي السياق لتذكير الإنسان بجملة من الآيات الكونية تدليلاً على وجوده بالآيات الآفاقية بعد أن ذكّره الآيات الأنفسية. ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) الذي يأكله، ليتذكر أصل الخلقة ومن خلقها ليرعوي عن غيه وضلاله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

25

((أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء)) المطر من السماء ((صَبًّا))، أي إنزالاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

26

((ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ)) بإخراج النبات منها ((شَقًّا)) حتى أن النبات الضعيف خرج من الأرض الصلبة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

27

((فَأَنبَتْنَا فِيهَا))، أي في الأرض ((حَبًّا))، أي جنس الحبوب من الحنطة والشعير وأمثالها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

28

((وَ)) أنبتنا فيها ((عِنَبًا))، خص بالذكر لكثرته ولذته وعظم فائدته ((وَقَضْبًا)) وهو القت الرطب الذي يقضب ويقطع مرة بعد أخرى لعلف الدواب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

29

((وَزَيْتُونًا)) وهو ما يعصر منه الزيت، ((وَنَخْلًا)) وهو الشجرة التي تعطي التمر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

30

((وَحَدَائِقَ)) جمع "حديقة" وهو البستان المحوط بالسور أو البستان الصغير ذو الأشجار والأوراد، ((غُلْبًا)) جمع "غلباء" وهي الحديقة العظيمة الملتفة الأشجار، كأنه مأخوذ من التغالب، لتغالب أشجارها في الارتفاع للاستفادة من الهواء والضياء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

31

((وَفَاكِهَةً))، أي سائر ألوان الفواكه ((وَأَبًّا)) وهو المرعى من الحشيش وغيره الذي يرعاه الحيوان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

32

وإنما أنبتنا كل ذلك ((مَّتَاعًا لَّكُمْ))، أي لأجل متاعكم وعيشتكم ((وَلِأَنْعَامِكُمْ))، أي بهائمكم، قالوا: الفاكهة لكم، والأب لأنعامكم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:16 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

33


ثم ينتقل من المبدأ إلى المعاد بقوله تعالى: ((فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ))
وهي من أسامي القيامة بمعنى الصاكة، لأنها تصك الأسماء <الأسماع>،
أي تبالغ في إسماعها من أصواتها الشديدة كصوت النفخة وصوت النار وأصوات
الملائكة وما أشبه، والجواب محذوف، أي يكون الناس يومئذ قسمين، وقد دل على
الجواب ما يأتي في قوله (وجوه).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

34

ثم بين وقت مجيئها بقوله: وذلك ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ))، أي كل واحد ((مِنْ أَخِيهِ)) خوفاً بأن يبتلى به بأن يطلب منه شيئاً أو يلقي عليه بعض تبعته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

35

((وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)) حذراً من أن يكون قصر في حقهما أو يطالبانه بشيء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

36

((وَصَاحِبَتِهِ)) أي زوجته، وهو من باب المثال، وإلا فالزوجة أيضاً تفر من زوجها ((وَبَنِيهِ))، أي أولاده، والمراد أنه يفر من أعز أقربائه وعشرائه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

37

((لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ))، أي من هؤلاء الفارين، أو كل من حضر في القيامة ((يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ))، أي أمر عظيم ((يُغْنِيهِ)) عن شؤون غيره لأنه مبتلى بحساب نفسه يشغله عن الاهتمام بالآخرين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

38

((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة، وهي وجوه المؤمنين ((مُّسْفِرَةٌ))، أي مشرقة مضيئة، من "أسفر" بمعنى ظهر، فإنها تظهر عليها آثار الفرح والسرور.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

39

((ضَاحِكَةٌ)) من السرور ((مُّسْتَبْشِرَةٌ)) استبشرت بالخير والثواب، أي فرحت وتهللت.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

40

((وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة، والمراد بها وجوه الكفار والعصاة ((عَلَيْهَا غَبَرَةٌ))، أي سواد وكآبة وحزن، مشتق من الغبار وهو التراب المتصاعد الذي يعلو الأشياء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

41

((تَرْهَقُهَا))، أي تعلو الوجوه وتغشاها ((قَتَرَةٌ))
وهي ظلمة الدخان، فالغبار والدخان وعبوس النفس كلها تظهر على وجوههم، ولا
يجليها رضوان الله ورحمته كما يجلى وجوه المؤمنين، لو فرض مرورها من محلات
القيامة المغبرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة عبس

42

((أُوْلَئِكَ)) الذين وصفوا بتلك الأوصاف السيئة ((هُمُ الْكَفَرَةُ)) جمع كافر، ((الْفَجَرَةُ)) جمع فاجر، أي العاصي، يعني أن الكفار والفجار هم الذين تكون على وجوههم غبرة وقترة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:17 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

1


((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))، أي ذهب نورها فأظلمت، والتكوير هو اللف، كان المراد لف ضوؤها، فذهب انبساطها في الآفاق، فتصير سوداء مظلمة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

2

((وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ)) بأن يذهب نورها وضياؤها، من الكدرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

3

((وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ))، قلعها الله من مكانها، وسيرها كالهباء في الفضاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

4

((وَإِذَا الْعِشَارُ))، وهي النوق الحوامل، جمع "عشراء"، وهي الناقة الحامل، والناقة التي وضعت لتمام ((عُطِّلَتْ))، أي تركت هملاً بلا راع ولا محافظ، وذلك كناية عن أن أهوال ذلك اليوم بحيث توجب أن يذهل الإنسان عن أعز ماله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

5

((وَإِذَا الْوُحُوشُ))، جمع وحش، وهو الحيوان البري الذي لا يأنس، أو مطلق الحيوان، ((حُشِرَتْ))، أي جمعت في ذلك اليوم ليقتص للمظلوم منها من الظالم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

6

((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ))، أي حولت إلى النيران، ومنه تسجير التنور، بإيقاد النار فيه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

7

(((وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ))
بأن قرنت كل نفس إلى من يشاكلها فالمؤمن مع المؤمن والكافر مع الكافر، أو
زوجت نفوس المؤمنين بحور العين ونفوس الكافرين بالشياطين، أو زوجت النفوس
بالأحياء بعد مفارقتها عنها في حال الموت.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

8

((وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ)) من وئد بمعنى دفن الشيء حياً، فقد كانت العرب تئد البنات خوف الفقر والعار، ((سُئِلَتْ))، أي يسأل عنها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

9

((بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ))؟ أي يسأل عن الذين وأدوا بناتهم: بأي ذنب صدر منهن قتلتموهن وهن بريئات لا ذنب لهن؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

10

((وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ))، أي صحائف أعمال الناس تنشر ليقرأها أصحابها ويطلعوا على ما فيها من خير وشر، وحتى يجازون بما عملوا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

11

((وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ))،
والكشط هو القلع عن شدة، كأن السماء جلد يكشط ويقلع عن الكون، وذلك كناية
عن تبدل الأنظمة العلوية حتى يرى الإنسان السماء غير السماء كما يرى البدن
المكشوط جلده بغير شكله السابق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

12

((وَإِذَا الْجَحِيمُ))، أي ا لنار ((سُعِّرَتْ))، أي أوقدت، بأن ترتفع نارها ولهيبها لتشتد وتزداد حرارة وهولاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

13

((وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ))، أي قربت، كأنها في محل بعيد في الفضاء ثم تدنى إلى الأرض التي هي المحشر والموقف، أو المراد قربت إلى المؤمنين قرباً زمانياً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

14

إذا كانت هذه الأمور ((عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ))، أي عرفت أعمالها التي عملتها في دار الدنيا من خير وشر وسعادة وشقاء التي أحضرها ليوم القيامة، فإنها تعرف بأعمالها لتجازى عليها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

15

ثم جاء السياق لتثبيت أمر الرسالة وبيان أن القرآن ليس كلام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يزعم الكفار ((فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ))،
قد سبق أن "لا" للنفي، وإنما يؤتى بها لنكتة هي إرادة تعظيم القسم
والإشعار بها مع عدم الحلف واقعاً، كما تقول لرجل عظيم: "لا أقسم بحياتك
لكن الأمر كذا." و"الخنس" جمع الخانس، وهو الذي يستتر ويرجع، والمراد بها
الكواكب، أي لا أقسم بالكواكب التي تستتر عند مغيبها في المغرب أو لضياء
النهار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

16

((الْجَوَارِ)) جمع جارية، لأن الكواكب تجري وتسير في السماء، ((الْكُنَّسِ))
جمع "كانس"، وهو الذي يستتر في محله، كالظبي الذي يأوي إلى كناسه، أي
منزله، وكان المعنى لا أقسم بالكواكب السيارة التي ترجع في دورتها الفلكية
وتجري وتختفي في أماكنها، فإن أول الليل يرى الإنسان الكواكب رجعت عن
مغيبها، ثم يرى جريانها ثم اختفائها عند المغرب أو عند إضاءة الصباح.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

17

((وَ)) قسماً بـ((اللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ))، أي أقبل، أو بمعنى أدبر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

18

((وَ)) قسماً بـ((الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ))، أي أسفر وأضاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

19

ثم جاء متعلق الحلف بقوله: ((إِنَّهُ))، أي إن هذا القرآن ((لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ))،
المراد به جبرائيل (عليه السلام)، في مقابل أن يكون من مخترعات الرسول كما
زعم الكفار، وكونه قول جبرائيل يراد به حكايته لذلك عن الله سبحانه لا أنه
قوله الاستقلالي - كما لا يخفى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

20

((ذِي قُوَّةٍ)) جسدية وعقلية، فيتمكن من النزول من السماء إلى الأرض، ويبلغ رسالة الله إلى الرسول كاملاً بلا زيادة أو نقصان، ((عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ))،
أي له مكان عظيم عند الله سبحانه - الذي هو صاحب العرش، المالك للكون كله -
كما يقال للملك "صاحب العرش" كناية عن كونه ملكاً، و"مكين" بمعنى متمكن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

21

وهو ((مُطَاعٍ)) للملائكة، أي يطيعونه الملائكة لكبر مقامه، ((ثَمَّ))، أي هناك في الملأ الأعلى ((أَمِينٍ)) على الوحي، فلا يزيد فيه ولا ينقص.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

22

فالقرآن إذاً كلام الله تعالى، أما الرسول: ((وَمَا صَاحِبُكُم)) أيها الكفار - والمراد به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي صحبهم - ((بِمَجْنُونٍ)) قد خلط عقله كما تتقولون عليه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

23

((وَلَقَدْ رَآهُ))، أي رأى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جبرائيل ((بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ)) في ناحية المشرق عند الأفق الواضح، فلم يكن وهماً أو إلقاء من الشياطين أو ما أشبه كما تزعمون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

24

((وَمَا هُوَ))، أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ((عَلَى الْغَيْبِ))، أي وحي الله سبحانه له ((بِضَنِينٍ))، أي بمتهم، من "الضنة" بمعنى التهمة، أو ببخيل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

25

((وَمَا هُوَ))، أي ليس القرآن ((بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ)) مرجوم، أي مطرود باللعن كسائر الكهانات التي هي أقوال الشياطين تلقى على الكهنة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

26

((فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ))
أيها الكفار؟ وكيف لا تؤمنون والقرآن شاهد صدق على نفسه بأنه ليس كلام
مجنون ولا كلام شيطان؟ ولا ما زيد فيه أو نقص لبخل الرسول بإعطاء الوحي
كاملاً، فإنه من طرف المنزّل وهو الله، ومن طرف المُنزل إليه وهو الرسول،
أحسن كتاب للهداية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:18 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

27


((إِنْ هُوَ))، أي القرآن ((إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ))، أي لجميع فطرتهم من الأمور المرتبطة بالألوهية والرسالة والمعاد والأخلاق وما أشبه ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

28

((لِمَن شَاء مِنكُمْ)) أيها الكافرون ((أَن يَسْتَقِيمَ))
في عقيدته وعمله بأن لا ينحرف يميناً أو شمالاً، وإنما خصهم لأنهم
المنتفعون بالذكر، كما تقول: "هذا معلم لمن شاء أن يتلمذ عنده،" تعني أن
المريد هو المستفيد، وإن كان هو مستعد لتعليم كل فرد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة التكوير

29

((وَمَا تَشَاؤُونَ)) أنتم الاستقامة ((إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ))،
فإن الإنسان لا يتمكن على الاهتداء إلا بعد مشيئة الله بنصب الأدلة وقد
شاء سبحانه ذلك، وأرسل الرسول، وأنزل الكتاب، فلم يبق إلا مشيئة البشر أن
يقبلوا الهدى ويتبعوا السبيل، وفي هذا تحريض العباد على المشيئة، إذ الله
رب العالمين قد شاء، فهل يحق للبشر أن لا يشاء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:19 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

1


((إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ))، أي انشقت وظهر فيها أثر الانفطار حتى إذا شاهدها رآها كالحائط المنفطر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

2

((وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ))، أي تهافتت واختلفت أمكنتها وبطل نظامها الحالي، من النثر وهو التبعثر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

3

((وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)) كما تتفجر العيون بأن أخذت تغلي بالماء أو اللهب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

4

((وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ))، أي قلب ترابها لخروج الأموات منها، والشيء المبعثر هو المتفرق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

5

إذا صار كل ذلك فقد قامت القيامة، و((عَلِمَتْ)) كل ((نَفْسٌ))، والمراد بالنفس الجنس، ولذا أدخلنا عليها "كل" ((مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ))،
أي يعرف كل إنسان - بالنظر إلى صحيفة عمله - ما قدم إلى الآخرة في حال
كونه في الدنيا وما أخّر إلى الآخرة بعد وفاته بما خلّف من صدقات جارية
وكتب وعلم ودين أو أشياء ضارة وما أشبه ذلك، فإنه يعرف بكل ذلك ليُجزى حسب
ما عمل، إن حَسَنا فحسن، وإن سيّئاً فسيئ.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

6

ثم يأتي السياق لإيقاظ الإنسان من نومه يقوله: ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ))؟
أي أيُّ شيء خدعك بربك حتى صرت تعصيه وتخالفه آمناً من عذابه وعقابه؟ وهل
كان من العدل أن تقابل كرمه بالعصيان؟ و(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟ وفي
حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تلا هذه الآية قال: "غره جهله."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

7

((الَّذِي خَلَقَكَ)) بأن أوجدك منياً، ((فَسَوَّاكَ)): جعل أجهزتك سليمة لمنافعها، ((فَعَدَلَكَ))، أي جعل بعض أعضائك عدل بعض كعينين ويدين ورجلين وما أشبه، بحيث يتناسب أحدهما مع الآخر دون كبر في بعض وصغر في بعض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

8

((فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء))، "ما" مزيدة لتأكيد اختلاف الصور، ((رَكَّبَكَ))،
أي ركبك في أية صورة شاء من أنواع الصور الحسنة والقبيحة والمليحة أو
غيرها وهكذا، فإن بسائط الجسم من لحم وعظم وشحم ودم وغيرها ركّب سبحانه
منها صورة كل إنسان بشكل خاص.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

9

فهل بعد ذلك كله تنكرون وجود الله أو قدرته على البعث، ((كَلَّا)) ليس الأمر على ما تزعمون ((بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ))، أي بالجزاء لا تؤمنون بل تكذبون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

10

وتظنون أن لا حساب، ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ)) أيها الناس ((لَحَافِظِينَ)) من الملائكة، يحفظون أعمالكم بكتابتها في دواوين لتجزون عليها يوم القيامة، و"حافظين" اسم "إن".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

11

((كِرَامًا))، أي ملائكة كراماً ذوي رفعه ومكانة رفيعة، ((كَاتِبِينَ)) يكتبون أعمال بني آدم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

12

ولا يسقط من حسابهم شيء، بل ((يَعْلَمُونَ)) كل ((مَا تَفْعَلُونَ)) من طاعة ومعصية وخير وشر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

13

ثم في يوم القيامة يجازى كل حسب ما عمل، ((إِنَّ الْأَبْرَارَ)) جمع "بر"، وهو المحسن في العقيدة والعمل ((لَفِي نَعِيمٍ)): الجنان ورفاها وخيرها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

14

((وَإِنَّ الْفُجَّارَ))، جمع "فاجر"، وهو العامل بالمعاصي كفراً كان أو غيره، ((لَفِي جَحِيمٍ))، اسم من أسامي جهنم، وهي النار الكثيرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

15

((يَصْلَوْنَهَا))، أي يدخلونها ملازمين لها ((يَوْمَ الدِّينِ))، أي يوم القيامة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

16

((وَمَا هُمْ))، أي الفجار ((عَنْهَا))، أي عن الجحيم ((بِغَائِبِينَ)) بأن يغيبوا عن النار في بعض الأوقات، بل إنهم مؤبدون فيها بلا انقطاع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

17

وإذ تقدم ذكر يوم القيامة جاء السياق لتهويل شأنه ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان ((مَا يَوْمُ الدِّينِ))؟ أي أيّ شيء هو؟ فإن أهوالها لا تدرك حتى يراها الإنسان رأي العين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

18

((ثُمَّ)) لترتيب الكلام وتكثير التهويل: ((مَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان ((مَا يَوْمُ الدِّينِ))؟ أي ما هو يوم الجزاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الإنفطار

19

إنه ((يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا))، فلا يقدر أحد الدفاع عن غيره أو إنقاذه بسائر الوسائل، ((وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ))، أي في ذلك اليوم ((لِلَّهِ)) وحده، ولا ينفع للنجاة إلا العمل الصادر لله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:21 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

1


((وَيْلٌ))، هي كلمة تقال بمعنى سوء الحال، أي أن سوء الحال ((لِّلْمُطَفِّفِينَ))، و"التطفيف" هو نقص الكيل والميزان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

2

ثم فسره سبحانه بقوله: ((الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ))، أي كالوا ما على الناس ليأخذوه لأنفسهم، كما لو دفعوا مالاً لاشتراء من من الحنطة، فإذا كالوها ((يَسْتَوْفُونَ))، أي يأخذون بمقدار حقهم وافياً، ولما كان الكيل والوزن من جنس واحد اكتفى بأحدهما عن ذكرا الآخر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

3

((وَإِذَا كَالُوهُمْ))، أي كالوا لهم ((أَو وَّزَنُوهُمْ)) أي وزنوا لهم بأن أرادوا بيع من من الحنطة مثلاً للناس، وقبض الثمن لأنفسهم ((يُخْسِرُونَ))،
أي ينقصون فيما يعطون، فمثلاً ينقصون من المن حقه، ولا يخفى أن العمل
الأول ليس محرماً، وإنما يكون بشعاً إذا قيس بالعمل الثاني، كما أن إطراء
الناس في وجههم ليس محرماً، ولكن إذا ضم إلى ذمهم في قفاهم صار بشعاً، وسمي
الفاعل لذلك ذا لسانين، وكان له يوم القيامة لسانان من نار كما ورد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

4

((أَلَا يَظُنُّ))، والإتيان بلفظ الظن لإفادة أن مجرد الظن كاف في الانقلاع فكيف بالعلم، ((أُولَئِكَ)) المطففون ((أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ))


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

5

((لِيَوْمٍ عَظِيمٍ))، أي يبعثون في يوم القيامة الذي يحاسب فيه كل إنسان بما عمل؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

6

وهو ((يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ)) عن قبورهم ((لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))، أي لحسابه وجزائه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

7

((كَلَّا))، ليس الأمر على ما زعمتم من أنه لا حساب ولا جزاء، بل هناك يجازي كل إنسان بما عمل، فـ((إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ))، جمع فاجر، وهو العاصي لله سبحانه سواء كان بالكفر أو الإثم، والمراد بكتابهم ما أدرج فيه أسماؤهم وخصوصياتهم، ((لَفِي سِجِّينٍ))،
وهو السجن على جهة التخليد فيه، يعني أنه قرر لهم السجن الأبدي، وهكذا سجل
أسماؤهم بأنهم في هناك كما تقول: "كتاب فلان في المجرمين،" أي أنه كتب
مجرماً في صمن سائر المجرمين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

8

ثم جاء السياق لتهويل أمر سجين بقوله: ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان أو يا رسول الله ((مَا سِجِّينٌ))؟ فما أعلمك به؟ بل أنتم لا تدرون به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

9

إنما هو ((كِتَابٌ مَّرْقُومٌ))، قد رقم وكتب وفرغ منه، فلا يمكن تبديله وتغييره بأن يمحى اسم الفاجر منه، ليدرج في كتاب الأبرار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

10

((وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((لِّلْمُكَذِّبِينَ)).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

11

ثم حدد معنى المكذبين والمراد بهم بقوله: ((الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ))، أي يوم القيامة، فإن الدين بمعنى الجزاء، والتكذيب بيوم القيامة يلازم التكذيب بسائر الأصول.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

12

((وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ))، أي بيوم القيامة ((إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ)) يعتدي ويظلم ويتجاوز عن الحد، ((أَثِيمٍ)) يأثم ويعصي في كثرة، ويبالغ في الاعتداء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

13

((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ))، أي تُقرأ على ذلك المعتدي ((آيَاتُنَا)) الدالة على الألوهية والتوحيد وسائر الأصول، أو المراد بها القرآن ((قَالَ)) هذه التي تتلونها هي ((أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ))،
حكاياتهم وكلماتهم الخرافية، جمع "أسطورة"، وهي القصة الخيالية التي لا
حقيقة لها، وفي هذا اليوم يسمون الدين "رجعية"، عبارة أخرى عن "أساطير
الأولين".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

14

((كَلَّا)) ليس الآيات أساطير، ((بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم))، "الرين" في الأصل بمعنى الغلبة، أي غلب عليها ((مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) من الذنوب والآثام حتى أن عصيانهم سبب أن يتحجر قلبهم، فلا يرون الحق إلا باطلاً والآيات إلا أساطير، قال الصادق (عليه السلام): "يصدا القلب، فإذا ذكرته بالله انجلى."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

15

((كَلَّا))
لا يبقى هؤلاء في خير ونعيم إلى الأبد كما يظن الكفار بأنهم هناك أيضاً
يحظون بكرامة الله وإحسانه قائلين (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها
منقلبا)، ((إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ))، أي عن لطفه ورحمته ((يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((لَّمَحْجُوبُونَ))، أي ممنوعون، وهذا كما تقول: "حجبني فلان عن المَلِك،" أي منع لطفه عني.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

16

((ثُمَّ إِنَّهُمْ)) بعد أن حُجبوا عن فضل الله ولطفه ((لَصَالُوا الْجَحِيمِ))، أي داخلون فيها ملازمون لها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

17

((ثُمَّ يُقَالُ)) لهم بعد أن دخلوا الجحيم على وجه التقريع والتوبيخ: ((هَذَا الَّذِي)) ذقتموه من العذاب والنكال ((كُنتُم بِهِ)) في الدنيا ((تُكَذِّبُونَ))، وتقولون: لا جنة ولا نار ولا حساب ولا جزاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

18

((كَلَّا)) ليس الأمر كما زعمتم من أنكم أهل كرامة الله، وأن الكرامة ليست لكم، وإنما هي للأبرار، ((إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ))، أي الكتاب الذي أدرج فيه أسماؤهم وعُيّن فيه مقاماتهم، و"أبرار" جمع بر، وهو المحسن عقيدة وعملاً، ((لَفِي عِلِّيِّينَ))، أي مراتب عالية، فإنهم مكتوبون في سجلهم أن مقامهم هناك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

19

ثم جاء السياق لتعظيم مقامهم بقوله: ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان أو يا رسول الله ((مَا)) هي ((عِلِّيُّونَ))؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

20

إنه((كِتَابٌ مَّرْقُومٌ)) قد رُقّم وسُجّل فلا يمحى عنه أسماء الأبرار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

21

((يَشْهَدُهُ))، أي يعرفه ويعلم مزاياه ((الْمُقَرَّبُونَ))، أي الملائكة المقربون، وفي ذلك كرامة أخرى للأبرار، لأن الإنسان يجب أن يطلع الناس وغيرهم على أعماله الحسنة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

22

ثم جاء السياق يعين مكان الأبرار الذين كتب في كتابهم أنهم في عليين، ((إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)) في الملاذ والمشتهيات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

23

وهم جالسون ((عَلَى الْأَرَائِكِ))، جمع أريكة، وهي كرسي العروس الذي تجلس عليه، ((يَنظُرُونَ)) إلى هنا وهناك ليتلذذوا بالنظر كما التذوا بسائر أنواع الحواس.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

24

((تَعْرِفُ)) أيها الإنسان إذا نظرت إلى أولئك الأبرار ((فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ))، أي بريقه وحسنه وجماله، فإن الإنسان الذي في نعمة وراحة يظهر على وجهه بريق ولمعان ونضارة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:22 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

25


((يُسْقَوْنَ))، والساقي هم الملائكة بأمره سبحانه ((مِن رَّحِيقٍ))، هو الشراب الخالص من كل كدورة وفساد، ((مَّخْتُومٍ)) قد ختم على آنية بعد أن سد رأسه، لئلا يصيبه الأذى من الخارج كالمربيات والأشربة التي تقفل وتختم في العلب في الدنيا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

26

((خِتَامُهُ مِسْكٌ))، فإن المداد الذي يختم به على أواني الرحيق من المسك المذابة، وفي ذلك تشويق وأناقة ودلالة على النعيم وكثرة الرفاه، ((وَفِي ذَلِكَ)) النعيم ((فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ))،
أي فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله سبحانه، وأصل التنافس التزاحم
على الشيء، إن نعيم الجنة هو القابل لأن يتزاحم فيه الناس، وذلك بأن يبادر
كل إلى الأعمال الصالحة لينالها، لا أن يتنازعوا في ملذات الدنيا فإنها
زائلة فانية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

27

((وَمِزَاجُهُ))، أي الشيء الذي مزج بذلك الرحيق ((مِن)) عين تسمى بالـ((تَسْنِيمٍ))، وهي عين جيدة سميت بالتسنيم لارتفاعها، من سنم بمعنى ارتفع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

28

في حال كون التسنيم ((عَيْنًا)) أو منصوب على المدح، ((يَشْرَبُ بِهَا)) ، أي منها ((الْمُقَرَّبُونَ)) الذين قربوا إلى رضوان الله تعالى بأعمالهم الصالحة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

29

ثم يأتي ليبين أن ما يراه المجرم والمحسن هناك إنما هو جزاء أعمالهم، ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا))، أي فعلوا الجرائم والآثام في دار الدنيا ((كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ))
على وجه السخرية بهم والاستهزاء لهم، و "من" ابتدائية، كان ضحكهم كان
يبتدئ وينشأ من طرف المؤمنين، وهذا حكاية عن أحوالهم وهم في الدنيا، وكأن
الحكاية في الآخرة حين يُعاتب المجرمون ويثاب المحسنون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

30

((وَإِذَا مَرُّواْ))، أي المؤمنون ((بِهِمْ)) أي بالمجرمين ((يَتَغَامَزُونَ))
بأن يشير بعضهم إلى بعض بالعين والحاجب استهزاء بالمؤمنين، ومن المعلوم أن
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان ممن يتغامز به المنافقون ولذا ورد
في بعض الروايات تفسير الآية بذلك، وهو من باب المصداق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

31

((وَإِذَا انقَلَبُواْ))، أي رجع أولئك المجرمون ((إِلَى أَهْلِهِمُ))، أي إلى بيوتهم ((انقَلَبُواْ)) ورجعوا في حال كونهم ((فَكِهِينَ))، الفكه من المرح الأشر، أي متلذذين بالسخرية منهم كما هو شان الجهلاء دائماً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

32

((وَإِذَا رَأَوْهُمْ))، أي رأى المجرمون المؤمنين ((قَالُوا))، أي قال بعضهم لبعض: ((إِنَّ هَؤُلَاء)) المؤمنين ((لَضَالُّونَ)) عن طريق الصواب حيث تركوا نعيم الدنيا، بزعم نعيم الآخرة، وهل عاقل باع الوجود بدين؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

33

((وَ)) الحال أن الكفار ((مَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ))، أي على المؤمنين ((حَافِظِين)) أعمالهم ويشهدون برشدهم وضلالهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

34

((فَالْيَوْمَ))، أي يوم القيامة ((الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) جزاء وفاقاً كما ضحك الكفار منهم في الدنيا، فإن بعض الأحوال السيئة لشخص يوجب ضحك الطرف المقابل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

35

((عَلَى الْأَرَائِكِ))، جمع أريكة وهو الكرسي المعد لجلوس العروس، ((يَنظُرُون))، أي ينظر المؤمنون إلى الكفار وهم في النار يتقلبون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة المطففين

36

ثم يأتي التمسخر بهم جزاء استهزائهم بالمؤمنين في الدنيا ((هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ))، أي أثيبوا وجوزوا ((مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) في الدنيا؟ نعم أثيبوا وهاهم في النار يتقلبون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:22 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

1


((إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ))، أي تصدعت وانفرجت، كما ينشق الحائط فيظهر في السماء لون الانفطار والانشقاق، ويتناثر النجوم لاختلال النظام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

2

((وَأَذِنَتْ)) السماء ((لِرَبِّهَا))،
أي خالقها، والمراد انقادت لله سبحانه، وأصل الإذن الاستماع، يقال: "أذن
فلان لأمري،" أي استمع، واستعمل مجازاً بمعنى الانقياد بعلاقة السبب
والمسبب، ((وَحُقَّتْ))، أي وحق لها أن تأذن وتنقاد، وإنما جيء بالمجهول لأن المعنى أنها جعلت حقيقة بالانقياد بأن خلقت بكيفيةٍ تنقاد وتطيع الأمر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

3

((وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ))، أي بسطت باندكاك جبالها حتى تصير كالصحيفة الملساء، فتوسع لأنه لا عوج فيها ولا أمت.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

4

((وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا))، أي أخرجت ما في جوفها من الكنوز والمعادن والأموات، ((وَتَخَلَّتْ))، أي خلت فلم يبق في بطنها شيء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

5

((وَأَذِنَتْ))، أي انقادت الأرض ((لِرَبِّهَا)) الله سبحانه، ((وَحُقَّتْ)) لها أن تأذن بالإطاعة والانقياد، والجواب لإذا محذوف، أي انقسم الناس إلى قسمين: ناج وهالك، يدل على ذلك قوله (فأما من).


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

6

ثم توجه الخطاب إلى الإنسان ليستعد لهذا اليوم المهول ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا))،
"الكدح" هو السعي الشديد في الأمر، أي سعي إلى ربك - أي إلى جزائه وحسابه -
سعياً شديداً، فإن الإنسان لا يزال يسعى في الأرض بجهده وشدة
<بشدة؟؟>، إذ الدنيا دار تعب وعناء، حتى ينتهي إلى حساب الله سبحانه،
((فَمُلَاقِيهِ))، أي تلاقي كدحك بمعنى جزاء عملك عندما صرت إلى حسابك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

7

((فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ))، أي أعطي ((كِتَابَهُ)) الذي كتبه الملكان المدروج فيه أعماله ((بِيَمِينِهِ))، أي بيده اليمنى، وذلك دليل السعادة والفلاح.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

8

((فَسَوْفَ)) بعده بمدة ((يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا)) سهلاً بلا أتعاب ونقاش، ولعل المدة بين إعطاء الكتاب وبين الحساب طويل ولذا جيء بـ"سوف".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

9

((وَيَنقَلِبُ))، أي يرجع من محل المحاسبة ((إِلَى أَهْلِهِ)) الذين حوسبوا قبله وانتظروا مقدمه، أو المراد حور العين التي أعدت له ((مَسْرُورًا)) فرحاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

10

((وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ)) بأن يأخذ الملائكة بيده اليسرى إلى وراء ظهره ثم يعطيه كتابه هناك تكثيراً للخزي والفضاحة وإيذاناً بأنه من أهل النار والعذاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

11

((فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا)) أي هلاكاً، إذا قرأ كتابه فيقول: "وا ثبوراه"، أي يا هلاك أحضر <هلاكاً حضر؟؟> فهذا وقتك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

12

((وَيَصْلَى سَعِيرًا))، أي يدخل النار المستعرة الملتهبة ملازماً لها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

13

((إِنَّهُ))، أي هذا المجرم ((كَانَ فِي أَهْلِهِ)) في الدنيا ((مَسْرُورًا)) بما أوتي من أمور الدنيا لا يهتم بأمر الآخرة، بخلاف من يهتم بأمر الآخرة فإنه حزين لأنه لا يدري ماذا يُصنع به وما تكون عاقبته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

14

((إِنَّهُ ظَنَّ)) في الدنيا ((أَن لَّن يَحُورَ))، أي لن يرجع إلى حال الحياة بعد الموت، من "حار" بمعنى "رجع".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

15

((بَلَى)) يرجع، وظنه فاسد ((إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)) يرى أعماله فيجازيه عليها ولا يتركه سدى هملاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

16

((فَلَا أُقْسِمُ))، أي أقسم، أو أن "لا" للنفي كما اخترنا سابقاً ((بِالشَّفَقِ))، وهي الحمرة التي تبقى في الأفق عند الغروب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

17

((وَ)) لا أقسم بـ((اللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ))، أي ما جمع وضم مما كان منتشراً بالنهار من أقسام الحيوان وأفراد الإنسان، ويقال: "وسقه" إذا جمعه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

18

((وَ))لا أقسم بـ((الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ))، أي إذا تكامل بدراً، فإنه يجتمع حينئذ، افتعال من "وسق".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

19

((لَتَرْكَبُنَّ))، أي لتشاهدون وتعانون ((طَبَقًا))، أي حالاً ((عَن طَبَقٍ))،
أي بعد حال سابقة مما قدر لكم من الأحوال، والإتيان بـ"عن" لأنها للتجاوز،
أي تركبن حالاً مجاوزين عن حال سابقة، وإنما سمي الحال طبقاً لأنه يطابق
الإنسان، والمعنى أنكم تسيرون في أحوالكم المختلفة سيراً حتى تنتهون إلى
يوم القيامة، كما قال في أول السورة (إنك كادح)، وهذا جواب (لا أقسم)، وكأن
هذه الجمل للتنبيه على تغير أحوال الدنيا، فلا يغتر الإنسان بحالها الحسن
وينسى الآخرة حتى تفوته دنياه وآخرته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

20

وإذا كانت الدنيا معرض زوال وفناء، وأحوالها معرض تبدل وانقلاب ((فَمَا لَهُمْ))، أي لهؤلاء الكفار ((لَا يُؤْمِنُونَ)) بالله حتى ينجوا من عذاب الآخرة الباقية؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

21

((وَ)) ما لهم ((إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ))؟ أي لا يخضعون لله سبحانه بعد أن تتلى عليهم آياته، وتتم عليهم الحجة بقراءة القرآن عليهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

22

((بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ)) عوض أن يخضعوا ((يُكَذِّبُونَ)) بالله والرسول واليوم الآخرة <الآخر؟؟>.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

23

((وَاللَّهُ أَعْلَمُ)) من كل أحد حتى من أنفسهم ((بِمَا يُوعُونَ))
هؤلاء المكذبون، والمعنى بما يضمرون في صدورهم من الكفر والنوايا السيئة،
من "وعى" بمعنى تقبل وجمع، يقال: "فلان يعي الكلام" أي يتقبله ويحفظه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

24

((فَبَشِّرْهُم)) يا رسول الله، والإتيان بلفظ البشارة للاستهزاء بهم بعلاقة الضد، ((بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) مؤلم موجع لهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الانشقاق

25

((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ)) بالله والرسول واليوم الآخر ((وَعَمِلُواْ)) الأعمال ((الصَّالِحَاتِ)) الملازم لعدم الإتيان بالسيئات ((لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ))،
أي غير مقطوع، لأن نعيم الآخرة دائم لا نفاذ له، والظاهر أن الاستثناء
منقطع، وقد سبق أن ذكرنا وجه الاستثناء المنقطع في مثل هذه المقامات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:23 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

1


((وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ))،
أي قسماً بالسماء التي هي صاحبة البروج، جمع برج وهو القطعة من السماء،
سميت برجاً لظهوره من برج إذا ظهر، والبروج هي الحمل والثور والجوزاء
والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت،
والقمر في سيره النفسي يقطع كل برج في ظرف يومين ونصف، والشمس تقطعه في ظرف
شهر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

2

((وَ)) قسماً بـ((الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)) وهو يوم القيامة الذي وعد به الخلق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

3

((وَ)) قسماً بـ(( شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)) في ذلك اليوم، أو كل شاهد ومشهود، وهذا هو الأقرب بالعموم وإن أورد في التفسير معاني مختلفة لهما.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

4

((قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ))
هو الشق العظيم في الأرض، أي قتل الله أصحاب الأخدود الكفار الذين حفروا
الأخاديد في الأرض لتعذيب المؤمنينـ وهذا دعاء على أولئك الكفار، وكان من
قصتهم على ما نقله القمي: "إن الذي هيج الحبشة على غزو اليمن ذو نواس، وهو
آخر من ملك من حمير، تهوّد واجتمعت معه حمير على اليهودية، وسمى نفسه يوسف،
وأقام على ذلك حيناً من الدهر، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين
النصرانية، وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله
برياس، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم
فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية، ثم عرض
عليهم دين اليهودية والدخول فيها، فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم، وحرص
الحرص كله، فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل،
فاتخذ لهم أخدوداً وجمع فيه من الحطب وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق
بالنار ومنهم من قتل بالسيف، مثّل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق
بالنار عشرين ألفاً، وأفلَتَ رجلاً منهم يدعى 'دوس'".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

5

((النَّارِ)) بدل عن أخدود، أي أصحاب النار ((ذَاتِ الْوَقُودِ)) الكثيرة، إشارة إلى عظم تلك النار، والوقود هو الحطب الذي توقد به النار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

6

((إِذْ هُمْ))، أي أولئك الأصحاب الكفار ((عَلَيْهَا))، أي على حوالي النار ((قُعُودٌ)) جمع قاعد، أي كان الكفار قاعدين أطراف النار يشاهدون ما يفعل بالمؤمنين من رميهم فيها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

7

((وَهُمْ)) الملك الكافر وأصحابه ((عَلَى مَا يَفْعَلُونَ)) جلاوزتهم ((بِالْمُؤْمِنِينَ)) من إلقائهم في النار ((شُهُودٌ)) جمع شاهد، أي حاضرون مشاهدون، وهذا ذم لهم كيف رضوا وسمحت لهم أنفسهم بأن يشاهدوا هذا النحو من التعذيب البشع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

8

((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ))، أي ما كره الملك وأصحابه من المؤمنين ((إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ)) ويتركوا دين الملك الباطل، ((الْعَزِيزِ)) الغالب في سلطانه ((الْحَمِيدِ))
المجرد في أفعاله، إشارة إلى أن الغلب كان للمؤمنين، وإن صَالَ الملك
وجَالَ أياماً، كما أن ما فعل بالمؤمنين كان لحكمة وصلاح لهم لعلو درجاتهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

9

((الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) فهو المالك المطلق لهما، ((وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ))، أي حاضر عالم، فلم يغب عنه ما فعلوا بالمؤمنين فسينتقم منهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

10

((إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ))، أي عذبوهم وأحرقوهم بنار الأخدود من أصحاب ذلك الملك الطاغي ((ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)) بعد ذلك بالإيمان والطاعة ((فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ)) في الآخرة بكفرهم، ((وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ))
بما أحرقوا المؤمنين، وكان المراد بعذاب جهنم سائر أنواع عذابها من لدغ
السامات وأكل الزقوم وشرب غسلين وما أشبه، و"حريق" اسم النار، ولذا أضيف
إليه عذاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

11

وفي مقابل أولئك المؤمنون ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا)) بالله ورسوله واليوم الآخر ((وَعَمِلُوا)) الأعمال ((الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ))، أي بساتين، وسميت جنة لتستُّر أرضها بالأشجار والقصور، ((تَجْرِي مِن تَحْتِهَا))، أي من تحت قصورها وأشجارها ((الْأَنْهَارُ)) من عسل ولبن وخمر وماء وغيرها، ((ذَلِكَ)) التنعم بتلك الجنات ((الْفَوْزُ)) والفلاح ((الْكَبِيرُ))
الذي ليس فوقه فوز، ولعل المراد بأن الذين فتنوا وإن الذين آمنوا مطلق
الكفار والمؤمنين، لا خصوص الكافر والمؤمن من أصحاب الأخدود أو أصحاب
الرسول ومعاصريه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

12

((إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ)) يا رسول الله، أي أخذه للكافرين وانتقامه منهم ((لَشَدِيدٌ))، فإنه إذا بطش بأحد يغشاه العذاب بمختلف ألوانه وصنوفه، فليحذر الكفار والعصاة بطشه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

13

((إِنَّهُ)) سبحانه ((هُوَ يُبْدِئُ)) الخلق، بأن يعطيهم الحياة من العدم أولاً، ((وَيُعِيدُ)) للخلق بعد الممات إحياء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

14

((وَهُوَ الْغَفُورُ)) لمن تاب وآمن، أي كثير المغفرة، ((الْوَدُودُ)) الذي يحب الناس فلا يريد تعذيبهم إلا إذا تمادوا في الكفر والعصيان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

15

((ذُو الْعَرْشِ))، وهو كناية عن أن له الملك، يقال للملك "صاحب العرش" كناية عن سلطانه، وإن لم يكن له كرسي يجلس عليه ((الْمَجِيدُ)) الموصوف بالمجد والعظمة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

16

((فَعَّالٌ))، أي كثير الفعل ((لِّمَا يُرِيدُ))،
فكل شيء أراده فعله، لا يمتنع عليه شيء، وهذه الآيات للإلماع إلى وجوب
رجاء البشر إياه وخوفهم منه، لأن له الملك والعظمة، وإنه يفعل ما يشاء
فعله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

17

ثم جاء السياق لبيان شاهد على ما تقدم من أنه سبحانه يفعل ما يريد، ليرجوه المؤمن ويخافه الكافر، ((هَلْ أَتَاكَ)) يا رسول الله أو أيها السامع ((حَدِيثُ الْجُنُودِ))، أي هل بلغك خبر الذين تجندوا على خلاف الله ومحاربة أنبيائه، لتعرف كيف صنع الله بهم؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

18

((فِرْعَوْنَ)) وجنده الذين أرسل إليهم موسى (عليه السلام)، ((وَثَمُودَ)) الذين أرسل إليهم صالح (عليه السلام)، فإنهم لما كذبوا الأنبياء عذبهم الله سبحانه، وهكذا عادة الله سبحانه مع المكذبين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

19

إن كفار مكة لا يرعوون عن كفرهم وعصيانهم بهذه الأمثال والقصص، ((بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا)) بالله ورسوله ((فِي تَكْذِيبٍ)) للإسلام والقرآن، أي مشغولون به معرضون عن الحق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:24 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

20


((وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم)) أي من جوانبهم ((مُّحِيطٌ))،
كأنهم في دائرة علم الله سبحانه الشامل وقدرته الواسعة، فيعلم ماذا
يصنعون، وهم في قبضة قدرته، يقول الملك: "أنا محيط بفلان" يريد إحاطة علمه
وقدرته لا إحاطة الجسم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

21

بل كما ذكر الكفار أن القرآن شعر أو كهانة أو ما أشبه، ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ)) ذو مجد وعظمة لأنه من قبله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البروج

22

((فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)) من التغيير والتبديل، فهو محفوظ باق وإن اجتهد الكفار لمحوه وإبطاله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:26 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

1


((وَالسَّمَاء))، أي قسماً بالسماء، ((وَالطَّارِقِ))،
أي قسماً بالطارق، وهو الذي يأتي ليلاً، سمي طارقاً لأنه يطرق الباب إما
في النهار فقد كانت العادة الجارية لديهم أن تفتح الأبواب، فإذا جاء أحد
استأذن ودخل، والمراد به هنا النجم الذي يطلع ليلاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

2

((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها الإنسان، أو أيها الرسول ((مَا)) هو ((الطَّارِقُ))؟ وذلك لتعظيم شأنه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

3

وهو ((النَّجْمُ الثَّاقِبُ))
الذي يثقب السماوات بنوره، ومن يعرف عظم النجوم وكثرة بعدها حتى أنها
تحتاج إلى سنوات ضوئية حتى توصل نورها إلى الأرض يعرف عظم هذا القسم،
والظاهر أن المراد بالنجم الجنس لا خصوص نجم واحد، وما ذكر له في التفسير
من المصداق فهو من باب المثال.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

4

((إِن كُلُّ نَفْسٍ))، أي ما كل إنسان ((لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ))، أي إلا عليها حافظ من قبل الله سبحانه، وهو الملائكة الذين يحفظون البشر من المهالك كما يحفظون أعمالهم، وهذا هو متعلق القسم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

5

وإذا كان الإنسان في شك من الإله فليفكر في أصله ونشأته، ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ))، أي ليفكر ويتدبر ((مِمَّ خُلِقَ))، أي مماذا خلق وما هو أصله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

6

((خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ))، أي ماء يدفق، والدفق هو الصب الذي فيه دفع وقوة، فإن المني يخرج هكذا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

7

((يَخْرُجُ)) ذلك الماء الذي هو مبدأ الإنسان ((مِن بَيْنِ الصُّلْبِ)) للرجل، وهو العظم الذي في ظهره مركز المني، ((وَالتَّرَائِبِ)) نواحي الصدر، واحدتها "تربية"، فإن مني المرأة مركزة هناك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

8

إن الله الذي خلق الإنسان بهذه الكيفية ((إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ))، أي إرجاعه إلى الحياة بعد الموت ((لَقَادِرٌ)) كما قدر على ابتداء خلقه حين لم يكن شيئاً مذكوراً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

9

قادر على رجعه في ((يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ))،
أي تختبر الضمائر، فإن "سرائر" جمع سريرة، وهي المحل الكامن في الإنسان،
فإن يوم القيامة تظهر بواطن الناس وما انطووا عليه من خير وشر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

10

((فَمَا لَهُ))، أي للإنسان ((مِن قُوَّةٍ)) يدفع بها العذاب ((وَلَا نَاصِرٍ)) ينصره من تلك الأهوال، فليخش وليحذر أن يخالف الله سبحانه حتى لا يبتلى بالعذاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

11

((وَالسَّمَاء))، أي قسماً بالسماء ((ذَاتِ الرَّجْعِ))
التي ترجع في كل دورة إلى مكانها الأول، أو ذات المطر، وسمي المطر رجعاً
لأنه يرجع كل نفسه، أو لأنه يرجع إلى الأرض بعد التصاعد منها بالأبخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

12

((وَالْأَرْضِ))، أي قسماً بالأرض ((ذَاتِ الصَّدْعِ)) التي تتصدع وتتشقق فيخرج منها النبات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

13

((إِنَّهُ))، أي القرآن، أو ما ذكر من رجوع الخلق بعد الموت وتشقق الأرض عنهم، وهذا هو المناسب للآيتين السابقتين، ((لَقَوْلٌ فَصْلٌ)) يفصل بين الحق والباطل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

14

((وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ))، أي باللعب، فإنه كلام واقعي لا أنه قيل على وجه اللعب والهزل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

15

((إِنَّهُمْ))، أي الكفار ((يَكِيدُونَ)) ويحتالون لإبطال هذا الكلام الذي هو قول فصل، ((كَيْدًا)) بقولهم أنه شعر وسحر وكهانة وما أشبه ذلك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

16

((وَأَكِيدُ))، أي أريد أمراً آخر ضد ما يريدون، وسمي كيداً للمشابهة، ((كَيْدًا)) كما أنهم يكيدون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الطارق

17

((فَمَهِّلِ)) يا رسول الله ((الْكَافِرِينَ))، أي انتظر بهم قليلاً فلا تشغل نفسك بهم، ((أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا))، أي زماناً قليلاً حتى ترى بأس الله فيهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:27 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

1


((سَبِّحِ))، أي نزه يا رسول الله أو أيها المخاطب ((اسْمَ رَبِّكَ))
عما لا يليق به من الشرك والولد، فلا تنسب إليه شيئاً ينافي مقام
الألوهية، وذكر "اسم" للتعظيم، فمن يجب أن يسبح اسمه يجب أن يسبح<ه>
هو بالأولى، ((الْأَعْلَى))، أي الأرفع من كل شيء، فلا شيء أرفع منه في العلم أو القدرة أو الخلق أو الرزق أو غير ذلك من سائر صفات الذات وصفات الفعل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

2

((الَّذِي خَلَقَ)) الخلق كلهم، ((فَسَوَّى))
بينهم في الأحكام والإتقان والدقة، فليس بعض الخلق متقناً وبعضه غير متقن،
كما سوّى خلق كل شيء فأعطاه ما يصل به إلى الكمال اللائق به من الأجهزة
والآلات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

3

((وَالَّذِي قَدَّرَ))، والتقدير هو التخطيط، كما يقدر المهندس البناء فم يبنيه، ((فَهَدَى)) كل ذي روح إلى مصالحه، فهو خَلْقٌ وإعطاء أجهزة وتقدير للحياة وهداية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

4

((وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى))، أي أنبت الحشيش الذي ترعاه الحيوانات من الأرض .


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

5

((فَجَعَلَهُ))، أي المرعى بعد الخضرة ((غُثَاء))، أي هشيماً جافاً الذي تراه فوق السيل، بمعنى المجتمع من هنا وهناك بلا علاقة وارتباط ومشابهة، ((أَحْوَى))، أي أسود بعد الخضرة، فإن الحوة بمعنى السواد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

6

ومن
هدايته سبحانه أنه أنزل القرآن على الرسول، وقد قال ابن العباس: كان النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نزل عليه جبرائيل بالوحي يقرأه مخافة أن
ينساه، فكان لا يفرغ جبرائيل من آخر الوحي حتى يشرع الرسول في القراءة.
فأنزل الله تعالى عليه هذه الآية، ((سَنُقْرِؤُكَ)) القرآن، أي نتلو عليك لتقرأه، ((فَلَا تَنسَى))
منه شيئاً، فقد شاءت إرادته سبحانه أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله
وسلم) منزهاً عن النسيان، وكذلك سائر الأنبياء، أما قوله "تنسى" فهو من
قبيل (إنا نسيناكم)، ولعل العمل كان تعليماً للمسلمين فيما بعد بأن يحرصوا
على القرآن مثل هذا الحرص.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

7

((إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ))
أن تنساه، وفيه دلالة على أن عدم نسيانه إنما هو من الله سبحانه، حتى أنه
إذا شاء غيره قدر عليه، قالوا: ودخول المشيئة في هذه الآية للدلالة على أن
النبي مهما بلغ من العظمة فإن جميع أموره بيده الله تعالى، ((إِنَّهُ)) سبحانه ((يَعْلَمُ الْجَهْرَ)) من الكلام ((وَمَا يَخْفَى))
كالسر والنجوى، فكل ذلك من الإقراء وعدم النسيان إلا بمشيئته تابع لعلمه
الواسع الذي يشمل كل شيء وبما علمه من الصلاح جعل النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) بحيث لا ينسى، وإلا فلو كان ينسى لم يؤمَّن على التبليغ، لتطرق
احتمال النسيان في كل شيء من أقواله وأفعاله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

8

((وَنُيَسِّرُكَ)) يا رسول الله، أي نوفقك ((لِلْيُسْرَى))، أي الطريقة اليسرى في جميع الأمور، فإن أحكامه سبحانه توصل إلى السعادة بأيسر الطرق وأسهلها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

9

((فَذَكِّرْ)) يا رسول الله الناس بما أودع فيهم من الفطرة الدالة على الألوهية والمعاد وما أشبه، ((إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى))،
أي إن كان الذكر في معرض النفع ولو إتمام الحجة، أما إذا علم الرسول أن
ذكره لا ينفع إطلاقاً لا في الهداية لليأس ولا في إتمام الحجة لتمام الحجة
على المخاطبين سابقاً فلا لزوم للتذكير، وقيل "إن" بمعنى "قد"، أي "قد نفعت
الذكرى" بمعنى قد تنفع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

10

((سَيَذَّكَّرُ)) أصله "يتذكر" أدغمت التاء في الذال، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن، ((مَن يَخْشَى)) أي سيتعظ بالقرآن وبكلامك من يخشى عقاب الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

11

((وَيَتَجَنَّبُهَا))، أي يبتعد عن الموعظة والذكرى ((الْأَشْقَى))، أي الأكثر شقوة، فإن الكافر المتجنب أكثر شقاء من العاصي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

12

((الَّذِي يَصْلَى))، أي يدخل ويلازم ((النَّارَ الْكُبْرَى))، وهي نار جهنم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

13

((ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا))، أي في تلك النار ليستريح، ((وَلَا يَحْيَى)) حياة هادئة مريحة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

14

((قَدْ أَفْلَحَ))، أي فاز ونجح ((مَن تَزَكَّى))، أي تطهر باجتناب الرذائل والتحلي بالفضائل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

15

((وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ))، أي تذكر الله سبحانه بقلبه، والإتيان بـ"اسم" للتعظيم، ((فَصَلَّى))
لله، أي خضع وخشع، أو أتى بالصلاة، فإنها دليل خشوع الإنسان وتذكره لله
تعالى، وفي بعض الروايات أن المراد بها زكاة الفطرة وصلاة العيد، والظاهر
أنها من باب المصداق، وانطباق الكلي على مصاديقه، يمكن أن يكون بعد مدة -
عند وجود المصداق - فلا يقال: "كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك زكاة
فطرة ولا صلاة عيد؟"


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

16

((بَلْ)) أنتم أيها الناس لا تفعلون ذلك، وإنما ((تُؤْثِرُونَ))، أي تختارون ((الْحَيَاةَ الدُّنْيَا))، أي الحياة القريبة، وتختارونها على الآخرة فتصرفون أموالكم وأوقاتكم في ملاذها لا في الزكاة والصلاة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

17

((وَالْآخِرَةُ))، أي الجنة ((خَيْرٌ)) من الدنيا،لأن نعيمها أكثر ولا يشوبها كدر، ((وَأَبْقَى)) لأنها دائمة مستمرة، بخلاف الدنيا فإنها فانية زائلة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

18

((إِنَّ هَذَا)) الذي ذكر من فلاح المتزكي المصلي أو سائر ما ذكر في هذه السورة ((لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى)) فكل كتب الله المنزلة تحرض على الزكاة والصلاة وسائر الخيرات، وليس هذا بدعاً من القرآن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الأعلى

19

((صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى))، وذكر هذين النبيين من المثال، وإلا فكل الأنبياء كانوا يدعون إلى التزكي والتطهر والصلاة والزكاة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:28 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

1


((هَلْ أَتَاكَ)) أيها الإنسان أو يا رسول الله ((حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)) أي خبر القيامة؟ وتسمى بالغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها، والاستفهام للالتفات والإيقاظ.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

2

((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((خَاشِعَةٌ)) ذليلة بسبب ما عملت من الكفر والآثام، وإنما نسب الخشوع إلى الوجه لظهوره فيها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

3

((عَامِلَةٌ)) قد عملت في النار وكدت، ((نَّاصِبَةٌ)) وتعبت، فإن النصب بمعنى التعب، ولكنها لم تنتفع بأعمالها وأتعابها، بل العكس وصارت دنياه سبباً للعذاب والعقاب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

4

((تَصْلَى نَارًا))، أي تدخل تلك الوجوه النار وتلازمها، ((حَامِيَةً)) قد حميت حتى تناهت في الحر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

5

((تُسْقَى))، أي أصحاب تلك الوجوه، وقد أطلق الوجوه على أصحابها بعلاقة الجزء والكل من قبيل إطلاق "الرقبة" على الإنسان، ((مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)) قد بلغت حرارتها وآناها إلى منتهى الدرجة، فإن آنية بمعنى البالغة أشد درجات الحرارة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

6

ذاك شرابهم، فما هو طعامهم؟ ((لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ))،
وهو نبت يضر ولا ينفع، وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه
شيء يكون في النار يشبه الشوك، أمرّ من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشد حراً
من النار.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

7

((لَا يُسْمِنُ)) أكله ((وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ))، فآكله يحس بالجوع بعد أكله، كما يحس بالجوع قبل أكله.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

8

ذلك أحوال العصاة، فلننظر إلى أحوال المتقين، ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ))، أي في يوم القيامة ((نَّاعِمَةٌ)) منعمة في أنواع اللذات، ظاهر عليها أثر النعمة والسرور.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

9

((لِسَعْيِهَا)) في الدنيا وما عملت سابقاً ((رَاضِيَةٌ)) حيث قد حصلت على الجنة بسببها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

10

((فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)) رفيعة المكان والقدر، فإن قصورها ومكانها في أعالي الجو.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

11

((لَّا تَسْمَعُ)) أولئك الأشخاص أصحاب الوجوه الناعمة ((فِيهَا)) - في الجنة - ((لَاغِيَةً))، أي كلمة لا فائدة فيها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

12

((فِيهَا))، أي في تلك الجنة ((عَيْنٌ جَارِيَةٌ)) تجري حتى يتناول كل إنسان يمر بها، والماء الجاري أطيب ذوقاً وأجمل في النظر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

13

((فِيهَا))، أي في تلك الجنة ((سُرُرٌ)) جمع سرير، وهو الكرسي ((مَّرْفُوعَةٌ)) في المكان وفي القيمة وفي القدر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

14

((وَأَكْوَابٌ)) جمع كوب، وهو قدح صغير جميل، ((مَّوْضُوعَةٌ)) على حافّات الأنهر للاستسقاء والشرب، وفي تقابل "موضوعة" لـ"مرفوعة" بلاغة بديعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

15

((وَنَمَارِقُ)) جمع نمرقة، وهي الوسادة التي يتكأ عليها، ((مَصْفُوفَةٌ)) قد صف بعضها إلى جانب آخر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

16

((وَزَرَابِيُّ)) جمع زربي، وهو البساط، ((مَبْثُوثَةٌ))، أي منتشرة مفروشة للجلوس عليها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

17

وإذ ذكر سبحانه بعض أحوال الجنة والنار عطف السياق نحو الأدلة على الألوهية تعبئة للناس نحو السعادة الأبدية. ((أَفَلَا يَنظُرُونَ)) هؤلاء المنكرون للخالق ((إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ))
في أحكام وتدقيق، وليس لأي حيوان بالذات خصوصية في التذكير بالله سبحانه
والدلالة عليه، إذ كل حيوان آية دالة على وجود الله وسائر صفاته، وإنما ذكر
الإبل لأنها إحدى الآيات الأليفة للعرب، مع مناسبة لها بسائر ما ذكر في
الآيات التالية، فإن السماء المرفوعة والأرض المبسوطة الوسيعة والجبال
المرفوعة إنما تلائمها الإبل السائرة عبر الصحاري حيث لا شيء إلا الأرض
والجبال والسماء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

18

((وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ))،و المراد بها الكواكب أو المدارات أو ما يرى من الهواء الملون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

19

((وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ)) على الأرض كالأوتاد لئلا تزول وتتحرك وتضطرب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

20

((وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ))؟،
أي بسطت لتصلح طرائق للناس، والمراد أفلا يتفكرون في هذه المخلوقات حتى
يستدلوا بها على وجوده سبحانه وسائر صفاته؟ والاستفهام للتوبيخ والتقريع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

21

((فَذَكِّرْ)) يا رسول الله الناس بهذه الآيات، ((إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ))، تبين لهم الحقائق ليتذكروا ما أودع الله في فطرتهم من الألوهية والمعاد وما أشبه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

22

((لَّسْتَ عَلَيْهِم))، أي على هؤلاء القوم ((بِمُصَيْطِرٍ))، أي بمسلط، حتى تكون مسؤولاً عن انحرافهم، وإنما شأن الأنبياء التذكير والوعظ، فمن شاء اهتدى ومن شاء انحرف.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

23

فذكر، فإن الذكرى تنفع ((إِلَّا)) في ((مَن تَوَلَّى))، أي أعرض عن الحق ((وَكَفَرَ)) بالله واليوم الآخر، وذلك لا يفلت من قبضة الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

24

((فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ))، وهو عذاب الآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

25

((إِنَّ إِلَيْنَا))، أي إلى جزائنا وحسابنا ((إِيَابَهُمْ))، أي رجوعهم بعد الموت، من "آب" بمعنى رجع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الغاشية

26

((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا)) بعد الإياب ((حِسَابَهُمْ)) فيحاسب كلٌ بما عمل، ويعطي جزاؤه، إن كان شراً فشر، وإن كان خيراً فخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:28 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

1


((وَالْفَجْرِ))، أي قسماً بالفجر، وهو انفجار الصبح قبل طلوع الشمس، فإن النظر يظهر ممتدا في جانب المشرق قبل ساعة ونصف من الطلوع.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

2

((وَلَيَالٍ عَشْرٍ))،
أي قسما بالليالي العشر من ذي الحجة - على ما ذكروا - وكان الحلف هنا بما
ينشأ منه الخير، فإن الفجر ينشأ منه الضياء، وهذه الليالي محل الأعمال
والطاعات.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

3

((وَ)) قسماً بـ((الشَّفْعِ)) ركعتا صلاة الليل، ((وَالْوَتْرِ)) الركعة الأخيرة منها، أو الشفع يوم تروية، والوتر يوم عرفة - كما روي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

4

((وَ)) قسماً بـ((اللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ))،
أي يمضي، كقوله "والليل إذا أدبر"، وأصله "يسري" حذف الياء للسياق،
والمقسم له محذوف، تقديره لنعاقب الكفار، دل عليه قوله "ألم تر..."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

5

((هَلْ فِي ذَلِكَ)) الذي تقدم من الإيمان ((قَسَمٌ)) يكن ((لِّذِي حِجْرٍ))،
أي ذي عقل؟ فإن "الحجر" من أسماء العقل، سمى بذلك لأنه يحجر صاحبه عن
الإتيان بما لا يليق به، والاستفهام للتأنيب، بمعنى كيف لا تصدقون بما نقول
بعد هذا الإيمان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

6

((أَلَمْ تَرَ)) يا رسول الله أو أيها السامع، والمراد بالرؤية العلم، أي ألم تعلم ((كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ))، أي بقبيلة عاد؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

7

((إِرَمَ))
عطف بيان لـ"عاد"، وهي اسم أرض بنَتْ عاد عليها أبنية فخمة جميلة، وإنما
مع أن تكون "إرم" عطف بيان، لأن "عاداً" اسم لقبيلتين "عاد" الأولى و"عاد"
الثانية، فالأولى كانت صاحبة "إرم" والتقدير "عاد إرم"، وهذا كما تقول
"مررت ببني هاشم المدينة المنورة"، ((ذَاتِ الْعِمَادِ))
جمعه عمد، أي أبنية: إرم التي كانت لها أعمدة، ويستعمل العماد في القوة
والشرف، يقال "فلان رفيع العماد." فقد قالوا إن "شداد" من أبناء "عاد" توسع
سلطانه، وعظم أمره، وكان كافرا بالله، فسمع بالجنة وأوصافها، فقال نبني في
الأرض مثلها، فبناها في "إرم" وسميت بهذا الاسم، وكانت عظيمة فخمة جميلة
ذات قصير وحدائق وأثاث ورياش، فلما أن أراد هو وقومه وجيشه دخولها أهلكهم
الله سبحانه، بأن بعث عليهم صيحة عظيمة فهلكوا جميعا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

8

((الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا))، أي مثل قبيلة عاد في القوة والثروة وما أشبه، أو مثل "إرم" في الفخامة والضخامة والجمال، ((فِي الْبِلَادِ)) والظاهر أن المراد عدم خلق مثلها في تلك الأزمنة لا مطلقا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

9

((وَ)) ألم تر كيف فعل ربك بـ((ثَمُودَ)) قوم صالح ((الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ))، أي قطعوا الصخور من الجبال، وجاؤوا بها ((بِالْوَادِ))، أي وادي قرى، وهو مسكنهم فبنوا بها البيوت الصخرية؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

10

((وَ)) ألم تر كيف فعل ربك بـ((فِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ))،
جمع "وتد" الذي كان يَدُق في جسم المجرم لديه الوتد، ويذره حتى يموت - كما
قيل - والمراد به فرعون موسى "عليه السلام"، وقد مثل الله سبحانه بأقوى
الأمم في زمانهم ليبين أنهم حيث عتوا وخالفوا أوامر الله سبحانه أهلكهم
سبحانه ولم تنفعهم قوتهم شيئا ومصير هؤلاء الكفار الذين هم أضعف من أولئك
مصير أولئك - لو تمادوا في الكفر والطغيان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

11

((الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ)) أي تجبروا على أنبياء الله، عملوا بالكفر والمعاصي.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

12

((فَأَكْثَرُوا فِيهَا))، أي في البلاد ((الْفَسَادَ)) بالقتل والفجور وغيرهما.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

13

((فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ))،
وإنما عبر عن العذاب بالسوط لشدة إيلامه، ونسب إليه الصب لأن السوط حيث
فيه لين يأتي إلى الجسم تدريجياً مشابهاً للصب الذي يأتي على الجسم
بالتدريج، وفي هذا التعبير من البلاغة ما لا يخفى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

14

((إِنَّ رَبَّكَ)) يا رسول الله ((لَبِالْمِرْصَادِ))،
هو المحل الذي يجلس الإنسان ليرصد ويراقب أحوال غيره من حيث لا يرونه،
وهذا كناية عن أنه سبحانه مطلع على الناس، فمن كفر وأساء مراقب من قبله
تعالى، لا يفوته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

15


وهكذا يطغي الإنسان - ليكون له ذلك المصير- إذا لم يسترشد بإرشادات الله تعالى، ((فَأَمَّا الْإِنسَانُ))، والمراد به الذي لم يهتد بنشر الإيمان ((إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ))،
أي امتحنه واختبره، و"ما" مزيدة جيئت للتأكيد، ولعل النكتة في زيادتها
الإلماع إلى أن "ابتلاءه" ليس بابتلاء حقيقة، وإنما هو شيء طفيف يصيبه ومع
ذلك لا ينجـح في الامتحان، ((فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ)) بأن جعل له مكانا كريما ذا شرافة، ونعمة وافرة، ليختبره هل يعمل بوظيفته في الثروة والجاه أم لا؟ ((فَـ)) يفرح بذلك ويظنه ثوابا له وجزاء على عمله، وإنه باستحقاق أوتي ما أوتي، و((يَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ)) حذفت الياء تخفيفا، أي أن هذا لكرامتي على الله، ولا يعتبره امتحانا.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

16

((وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ))، أي امتحنه الله سبحانه بالفقر والضعة ((فَقَدَرَ))، أي ضيق ((عَلَيْهِ))، أي على الإنسان ((رِزْقَهُ)) فجعله فقيراً مملقاً ((فَـ)) يحزن لذلك ويظن أن ذلك هوان من الله عليه، و((يَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ))،
أي أهانني، ولا يعتبر ذلك ابتلاء، وهذا بخلاف الإنسان المؤمن الذي يرى كل
شيء يصيبه اختباراً وامتحاناً، فيخاف من النعمة لئلا يعصي الله فيها فلا
يشكره، ولا يحزن من الفقر لأنه يعتبره امتحانا له إن صبر كان رفعاً لدرجته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

17

((كَلَّا)) ليس الأمر كما ظن هذا الإنسان، فإن التنعيم ليس لكرامة، والإفقار ليس لإهانة، بل كل ذلك مختلف، والمجموع للابتلاء والاختبار، ((بَل))
إنهم غافلون عن حكمة الإعطاء والمنع ذاهلون أن كل ذلك للابتلاء، ولذا لا
يقومون بواجب العطاء - ولم يذكر القيام بواجب الفقر <الفقير؟؟>من
الصبر، لأن الكلام كان موجها نحو الأغنياء من الناس الذين مثل لهم بمصارع
عاد وثمود وفرعون- فـ ((لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)) الذي مات أبواه، بإيوائه وإعطائه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

18

((وَلَا تَحَاضُّونَ)) من الحض وهو الحث، أي لا يحث بعضكم بعضاً ((عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ))، أي الفقير الذي أسكنه فقره عن الحركة في الأمور.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:29 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

19


((وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ))، أي الميراث ((أَكْلًا لَّمًّا))
شديداً تلمون جميعه في الأكل، بلا إعطاء حقوق الميت وحقوق الله وحقوق سائر
ذوي الميراث، فإنهم كانوا يحرمون النساء والصبيان والضعفاء من الورثة، فلا
يعطونهم من حقهم شيئا، وهذا دليل الشره نحو المال وإنهم لا يجعلون المال
دليلا للإبتلاء، بل دليلاً لتكريم الله لهم. لهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

20

((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا))،
أي حباً كثيرا شديداً، حتى إنهم لا ينفقونه فيما يجب أو يستحب إنفاقه، كما
هو شأن من لا يؤمن بالله واليوم الاخر، ولا يجعل المال دليل الإبتلاء
ليعمل فيه بأمر الله ويخشى مغبته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

21

((كَلَّا)) ليس الأمر كما زعمتم بأنه لا عواقب وخيمة لأعمالكم هذه - فإن من يظن تكريم الله له يسهل عليه العمل بالوظائف في أموره وشؤونه فـ((إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ))، أي كسر كل شيء على ظهرها ((دَكًّا دَكًّا)) كسراً كسراً، من جبال ومرتفعات وأنصبة وأشباهها، وذلك لأن الأرض تسوى حتى لا يبقى على ظهرها عوج ولا أمت.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

22

((وَجَاء رَبُّكَ))،
أي أمر ربك، كما يظهر ملوك الدنيا في هيبة وجلال، فإن الهيبة والجلال التي
تظهر يوم القيامة لله سبحانه تكون بمثابة مجيء الله سبحانه، لكنه حيث كان
منزها عن الجسم ولوازمه يجيء آثار جلاله، ((وَ)) جاء ((الْمَلَكُ)) المربوطون بذلك اليوم في حال كونهم ((صَفًّا صَفًّا))، أي مصطفين صفوفا متعددة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

23

((وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((بِجَهَنَّمَ)) بأن تمتد نيرانها إلى المحشر بعدما كانت مبتعدة مستعدة لالتهام الكفار والعاصين، ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم - وأصله يوم إذ كان كذا - ((يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ))، إي يتعظ ويخاف ويهتدي، ((وَ)) لكن ((أَنَّى لَهُ الذِّكْرَى))؟ أي من أين ينفعه التذكر في ذلك اليوم؟ فقد مضى وقت نفع التذكر، وإنما هناك جزاء فقط لا عمل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

24

((يَقُولُ)) الإنسان العاصي: ((يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ)) عملاً صالحاً ((لِحَيَاتِي)) لهذه التي تبقى إلى الأبد، ولكن لا ينفعه التمني - كما يقول المثل: "ندم زيد ولما ينفعه الندم."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

25

((فَيَوْمَئِذٍ))، أي في ذلك اليوم ((لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ))، أي لا يعذب مثل عذاب الله أحد، فإن عذابه ليس كسائر أنواع عذاب الناس لبعض، وإنما هو عذاب غريب عجيب.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

26

((وَ)) يومئذ ((لَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ))، أي مثل وثاقه سبحانه وتعالى ((أَحَدٌ))، والوثاق هو الشد، يقال وثقته أي شددته.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

27

ثم يخاطب المؤمنون بقوله سبحانه: ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)) من أهوال ذلك اليوم لما عملت في الدنيا من الإيمان والإطاعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

28

((ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ))، أي إلى ثوابه وجزائه في حال كونك ((رَاضِيَةً)) عن الله سبحانه ((مَّرْضِيَّةً)) له تعالى، فإنه سبحانه راض عنك بسبب إيمانك وأعمالك.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

29

((فَادْخُلِي فِي)) زمرة ((عِبَادِي)) الصالحين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الفجر

30

((وَادْخُلِي جَنَّتِي))، فأنت رضاي وفي جنتي، وكان الخطاب للنفس لزيادة التكريم، حتى كأنه هي التي تحملت أتعاب الجسد، فاستحقت هي أن تكون هي صاحبة المثوبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:34 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

1


((لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ))
والمراد به مكة، و"لا" إما للنفي، جيء بها للتلويـح إلى القسم مـع تعظيم
المقسم به، وإما زائدة، فالمعنى أقسم بهذا البلد، والآية الثانية تناسب
الأمرين باعتبارين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

2

((وَأَنتَ)) يا رسول الله ((حِلٌّ))، أي مقيم قد حللت ((بِهَذَا الْبَلَدِ))،
فإنه قد تشرف به، فإن شرف المنزل بشرف النازل، و"الحل" بمعنى الحال،
وكلاهما بمعنى الساكن، فهذا البلد إنما يقسم به لشرفه به أو يعظم فلا يقسم
به لشرفه به.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

3

((وَ)) قسماً بـ((وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ))،
أي كل والد وكل ولد، أو المراد آدم (عليه السلام) وأولاده، فإن كل خلق
الله عظيم يصح أن يُجعل في معرض القسم. نعم ليس لنا أن نحلف بكل شيء، لما
ورد من قوله (عليه السلام) : "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليسكت".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

4

وجواب القسم قوله: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ))،
أي في تعب ومشقة، فإنه يكابد الشدائد والمصائب والمتاعب، فإن "الكبد" لغة
بمعنى شدد الأمر، والمعنى أنه لا يزال يكابد الأتعاب - بما قدر الله له
وللكون من الأنظمة، ولذا قال تعالى في حديث قدسي: "إني ما جعلت الراحة في الدنيا، والناس يطلبونها فيها فلا يجدوها."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

5

إن الإنسان الذي خلق في عناء ومشقة - ليدل ذلك على ضعفه وحجره - إذا رأى بعض القوة في ذاته عتى وتكبر وزعم إنه لا قادر عليه، ((أَيَحْسَبُ))، أي هل يظل ويزعم الإنسان ((أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)) بسلبه القوة والثروة والحياد وما أشبه؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

6

وإذا قيل له: "ابتغ مرضاة الله ببذل الأموال في سبيله لأنك عبد عاجز ضعيف له سبحانه، وهو قادر على تقليبك كيف يشاء،" ((يَقُولُ)) في الجواب: ((أَهْلَكْتُ)) في الإنفاق ((مَالًا لُّبَدًا))، أي كثيراً، مأخوذ من تلبد الشيء إذا تراكم بعضه على بعضه، وحسبي ما أنفقت - كما أن هذا هو منطق الأثرياء غالباً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

7

((أَيَحْسَبُ))، أي يزعم ((أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ))
حيث أنفق؟ بل إن الله رآه وعرف قدر إنفاقه ولم يكن ما أنفق كثيرا بالنسبة
إلى أمواله وبالنسبة إلى مقابلته بالثواب المرجو في الآخرة للمنفقين. قيل
أنها نزلت في الحرث، وذلك أنه أذنب ذنبا فاستفتى رسول الله؟ فأمره أن
يُكَفِّر، فقال: "لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد
(صلى الله عليه وآله وسلم)".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

8

إنه يبخل عن بذل بعض ماله في سبيل الله الذي أودع فيه القوى التي لا تُثَمَّن بثمن فلم يؤد شكرها، ولم يبصر بسببها طريق الرشاد، ((أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ)) ليبصر بها ويرى طريقه؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

9

((وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ))؟ لينطق به ويتجمل بالشفة لعدم قبح منظره بفغر الفم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

10

((وَهَدَيْنَاهُ))، أي أرشدناه ((النَّجْدَيْنِ))؟
أي سبيل الخير وسبيل الشر، وأصل "النجد" هو العلو، وكأن الطريق موجب
لارتفاع الإنسان ارتفاعا معنويا بوصوله إلى حاجته أو لظهور الطريق، سمي
نجداً تشبها بالمرتفع من الأرض.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

11

((فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ))
"الاقتحام" هو الدخول في الشيء بشدة، و"عقبة" هي الطريق الصعب في الجبل،
أي إن الإنسان لم يشكر تلك النعم التي أعطيناها إياه باقتحام الأمور الحسنة
والعمل بها، وسميت عقبة لشدة أمرها على الإنسان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

12

((وَمَا أَدْرَاكَ)) أيها السامـع ((مَا الْعَقَبَةُ))، أي ما هي العقبة؟ وهذا التعبير لتعظيم أمرها والإجلال لها، ثم فسرت العقبة بأنه عتق العبد والإطعام.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

13

العقبة هي (((فَكُّ رَقَبَةٍ))، أي تحرير العبد من إسار الرق، وإنما أطلق على الإنسان "الرقبة" بعلاقة الجزء والكل - كما قرر في البلاغة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

14

((أَوْ إِطْعَامٌ))، "أو" بمعنى الواو، يعني أن من أفراد "العقبة" إطعام الناس ((فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ))، "السغب" هو الجوع، والمسغبة المجاعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

15

((يَتِيمًا)) مفعول "إطعام"، أي ليطعم الطفل الذي مات أبوه، ((ذَا مَقْرَبَةٍ))، أي ذا قرابة من المطعم، فإن الإحسان إلى الأقرباء أفضل من الإحسان إلى غيرهم، كما قال (عليه السلام): "لا صدقة وذو رحم كاشح."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

16

((أَوْ مِسْكِينًا))،
وهو الفقير الذي أسكنه الفقر، فإن الأغنياء يتحركون في مختلف حوائجهم، أما
الفقراء فإنهم حيث لا مال لهم لا يتمكنون من التصرف في الشؤون، ((ذَا مَتْرَبَةٍ))
بمعنى الحاجة الشديدة من قولهم: "ترب الرجل" إذا افتقر، وأصله من التراب،
لأن الفقر <الفقير> يلازم التراب لعدم فراش له ليقيه منه، فالمعنى قد
لصق بالتراب من شدة فقره.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

17

((ثُمَّ)) - لترتيب الكلمة لا ترتيب المطلب - ((كَانَ)) ذلك الإنسان الذي لم يقتحم العقبة ((مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا)) بالله ورسوله وما جاء به، وهذا عطف على النفي، أي لم يقتحم العقبة مـع كونه مؤمنا، ((وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))، أي أوصى بعضهم بعضا بأن يصبر على الشدائد طاعة كانت أو معصية أو مصيبة، بأن يعمل الأول، ويترك الثاني، ولا يجزع في الثالث، ((وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ))، أي برحم الناس والعطف عليهم، فإن "مرحمة" مصدر ميمي بمعنى الرحم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

18

((أُوْلَئِكَ)) المتصفون بفك الرقاب وإطعام الطعام والتواصي بالصبر والمرحمة ((أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)) يؤخذ بهم في القيامة ناحية اليمين نحو الجنان، ويعطي كتابهم بأيمانهم، أو إنهم أصحاب يمن وبركة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

19

((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا)) - حججنا - الدالة على التوحيد وسائر الأصول ((هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ))، فإنهم كانوا أصحاب شؤم على أنفسهم.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة البلد

20

((عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ))، أي أبواب النار عليهم مسدودة مطبقة، من أوصد الباب إذا سده وغلقة <وأغلقه>.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:35 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

1


((والشَّمْسِ))، أي قسماً بالشمس ((وَ)) قسماً بـ((ضُحَاهَا))، أي انبساط ضوئها في الآفاق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

2

((وَ)) قسماً بـ((الْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا))، أي تبع الشمس، فأخذ من ضوئها وسار في عقبها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

3

((وَ)) قسماً بـ((النَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا))،
أي جلى النهار وأظهرها، وفيه لطف حيث أسند تجلية الشمس إلى النهار من باب
"القلب"، فكان النهار لشدة ضوئه يوضح الشمس ويظهرها، كما قال أهل البلاغة
في قوله: "كما طينت بالفدن السياعا."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

4

((وَ)) قسماً بـ((اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا))، أي يغشى الشمس فيغطيها عن الأبصار ويخفيها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

5

((وَ)) قسماً بـ((السَّمَاء وَمَا بَنَاهَا))، أي "وقسماً بمن بنى السماء"، والمراد به الإله تعالى أو "ما" مصدرية، أي وبنائها المحكم المتقن.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

6

((وَ)) قسماً بـ((الْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا))، "الطحو" بمعنى البسط، أي ومن بسطها وهو الله، أو طحوها على أن تكون "ما" مصدرية - كما سبق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

7

((وَنَفْسٍ)) أي قسماً بكل نفس، والإتيان بها نكرة للتفنن والبلاغة، ((وَمَا سَوَّاهَا))، أي الذي صنعها، وكون "ما" موصولة هنا أقرب، بقرينة الآية التالية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

8

((فَأَلْهَمَهَا))، أي عرفها بطريق الإلقاء في القلب ((فُجُورَهَا))، أي عصيانها ((وَتَقْوَاهَا))،
أي إطاعتها، فإن كل إنسان يميز بين الخير، والشر والطاعة والعصيان، وهذه
الأقسام في هذه السورة وغيرها إنما لفت الأنظار إلى هذه الآيات والمعارف،
بالإضافة إلى كونها حلفاً، فلا يقال: "أي حاجة للإيمان."


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

9

((قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا))، هذا هو المقسم له، أي فاز من زكى نفسه وطهرها من الآثام والكفر.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

10

((وَقَدْ خَابَ))، أي خسر ((مَن دَسَّاهَا))، أي أخملها وأخفى محلها بالكفر والعصيان، فإن "دس" نقيض "زكى".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

11

ثم جاء السياق ليهدد الذين يدسون أنفسهم بأن مصيرهم مصير أولئك الأقوام المكذبين من قبلهم ((كَذَّبَتْ ثَمُودُ))، أي قبيلة ثمود، وهم قوم صالح (عليه السلام) ((بِطَغْوَاها))،
أي بسبب طغيانها، فإن الطغيان يوجب التكذيب والكفر كما قال سبحانه: (ثم
كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله)، و"طغوى" و"طغيان"
بمعنى واحد، وهو مجاوزة الحد في العصيان.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

12

((إِذِ انبَعَثَ)) - فقد بعثه الأشقياء لارتكاب هذه الجناية، فانبعث ((أَشْقَاهَا))، أي أشقى ثمود، بمعنى الفرد الذي هو أكثر شقوة من غيره من أفراد القبيلة، وهو "قدار"، وهو الذي عقر الناقة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

13

((فَقَالَ لَهُمْ)) تفريع على "كذبت" لا على "انبعث"، والضمير عائد إلى قبيلة ثمود، ((رَسُولُ اللَّهِ)) والمراد به صالح (عليه السلام): احذروا ((نَاقَةَ اللَّهِ)) بأن تمسوها بسوء ((وَ)) واحذروا ((سُقْيَاهَا))،
أي شربها من الماء فلا تزجروها في شربها، فقد كان هناك نهر، وقرر صالح أن
يكون ماء النهر يوماً للناقة، وتعطي بِعِوَضِه اللبن بقدر احتياج القبيلة،
ويوما للناس، وقال لهم:إن مسستم الناقة بسوء أخذكم العذاب - كما تقدم تفصيل
القصة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

14

((فَكَذَّبُوهُ))، أي كذب قبيلة ثمود صالحاً (عليه السلام) - المتقدم باسم "رسول الله" - ((فَعَقَرُوهَا))، أي نحروا الناقة وضربوا يديها ورجليها بالسيف، والعاقر كان واحداً، لكن تآمرهم على ذلك ورضاهم به أوجب إسناد الفعل إلى جميعهم، ((فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم))، أي دمر عليهم الله تعالى، فإن الدمدمة ترديد الحال المستكره بمضاعفة ما فيه المشقة ((بِذَنبِهِمْ))، أي بسبب ذنبهم بعقر الناقة، ((فَسَوَّاهَا)) أي سوى الله الدمدمة عليهم أجمعين بحيث لم يفلت منها أحد، أو سوى الله أرضهم بحيث استوت فلا شيء فيها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الشمس

15

((وَلَا يَخَافُ)) الله سبحانه ((عُقْبَاهَا))،
أي عاقبة الدمدمة، فإنه هو السلطان المطلق الذي لا معقب لأمره، وليس
كأفراد البشر الذين يخافون عاقبة بعض أعمالهم وإن بلغوا ما بلغوا من السلطة
والشوكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:36 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

1


((وَاللَّيْلِ))، أي قسماً بالليل ((إِذَا يَغْشَى))، أي يحيط بظلمته على الأشياء، وتخصيص بعض الأقسام بأمور خاصة من باب التفنن في البلاعة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

2

((وَ)) قسماً بـ((النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى))، أي ظهر وبان وأضاء.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

3

((وَ)) قسما بـ((مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى))،
"ما" إما موصولة، أي الذي خلق، والمراد به الله سبحانه، وإنما جيء بـ"ما"
دون "من" لأن "من" في الغالب يستعمل للبشر ونحوهم، وإما مصدرية أي قسماً
بخلق الصنفين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

4

((إِنَّ سَعْيَكُمْ)) أيها الناس في الأمور وتطلبكم للأشياء ((لَشَتَّى))،
جمع شتيت كمرضى جمع مريض، أي إنه مختلف، فمن طالبِ دنيا ومن طالب آخرة،
والحلف على ذلك باعتبار ما يعقبه من النتائـج، أو لتبديل أوهام الزاعمين
بأن السعي ليس إلا للدنيا فحسب إذ ليس هناك آخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

5

((فَأَمَّا مَن أَعْطَى)) المال في سبيل الله ((وَاتَّقَى)) الكفر والمعاصي،


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

6

((وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى))
أي بالكلمة الحسنى، وهي الشهادتان، حيث أن المقام كان في الإعطاء
تَقَدُّم، ثم ذكر التقوى لأنه من أقسام الإعطاء، ثم جاء دور العقيدة بعد
ذين الأمرين،


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

7

((فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى))،
أي سنهوِّن عليه الطريقة اليسرى، وهي طريقة الطاعة، أو نيسره للحياة
اليسرى، أي الأسهل، فإن من تبع نهج الإسلام سهلت عليه الأمور لما في
الإسلام من المناهج السهلة الموجبة للسعادة والرفاه، يقال: "يسره" إذا سهل
عليه، و"يسرى" مؤنث "أيسر" بمعنى الأسهل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

8

((وَأَمَّا مَن بَخِلَ)) بماله، ولم ينفقه في سبيل الله، ((وَاسْتَغْنَى))، أي طلب الغنى بجمع المال والبخل من إنفاقه،


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

9

((وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى))، أي بالكلمة الحسنة، وهي كلمة الشهادتين، أو المراد في الموضعين "العدة الحسنى"، وهي الثواب والجنة،


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

10

((فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى))
أي نهون عليه الطريقة الأعسر، وهي طريقة الكفر، وهذا على سبيل المزاوجة في
الكلام من قبيل (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه)، إذ الله سبحانه لا يسهل
على أحد سبيل العسر، وإنما المراد أنه سبحانه يخلي بينه وبين ما يعمل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

11

((وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ)) أي لا يفيده ماله الذي بخل به ((إِذَا تَرَدَّى))، أي هلك وسقط في الهاوية.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

12

((إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى))،
أي إن اللازم على الله سبحانه - بقاعدة اللطف - أن ينصب الأدلة، ويرسل
الرسل، أما الاتباع والاهتداء فعلى الناس من شاء اهتدى، ومن شاء بقي على
الضلالة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

13

((وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى))، أي الدنيا، فمهن اهتدى منحناه السعادة في الدارين، ومن بقي على كفره حُرِّم من خير الدنيا وسعادة والآخرة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

14

((فَأَنذَرْتُكُمْ)) أيها الناس ((نَارًا تَلَظَّى))، أي تتلظى، حذفت إحدى تاءيه لقاعدة اجتماع التاءين على رأس المضارع، ومعنى "التلظي" الملتهب والمتوقد، وهذه النار عذابها أشد.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

15

((لَا يَصْلَاهَا))، أي لا يدخلها ملازماً لها ((إِلَّا الْأَشْقَى))، أي الأكثر شقوة، وهو الكافر مقابل العاصي الذي هو أقل شقوة، فإنه وإن دخل النار لكنه لا يلازمها.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

16

((الَّذِي كَذَّبَ)) بآيات الله تعالى وكفر به، ((وَتَوَلَّى))، أي أعرض عن الحق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

17

((وَسَيُجَنَّبُهَا)) أي سيجنب النار، ويجعل منها على جانب، ودخول "السين" لكون القيامة في المستقبل، ((الْأَتْقَى))، أي الأكثر تقوىً، وهو المؤمن المطيع، وأما المؤمن غير المطيع فإنه يدخل فيها وإن خرج بعد مدة.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

18

((الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ))، أي ينفق ماله في سبيل الله تعالى ((يَتَزَكَّى))، أي يطلب الزكاة والطهارة بإعطاء ماله، فإن الإنفاق يطهر القلب عن الرذائل.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

19

((وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى))،
أي لا يعطي - الأتقى - ماله لأن لأحد عليه إحسان يريد بهذا الإنفاق جزاء
ذلك المحسن، و"من" لنفي الجنس، والمراد أنه لا يعطي جزاء الإحسان، وإنما
عطاؤه لوجه الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

20

((إِلَّا ابْتِغَاء))، أي طلب رضى ((وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى))
أي رضاه سبحانه، وإنما أضيف إلى "وجه" لأنه الذي يظهر عليه أثر الرضا في
الإنسان، فهو من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، والاستثناء منقطع، والتقدير
لا يعطي ماله جزاء بل إنما يعطي قربة إلى الله سبحانه.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الليل

21

((وَلَسَوْفَ)) - في الآخرة - يعطيه الله من الثواب والأجر ما به ((يَرْضَى))، فقد ورد ما معناه أن الإنسان يعطى في الجنة بما لم يخطر على قلبه كماً وكيفاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالجمعة أبريل 15, 2011 7:37 pm


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

1


((وَالضُّحَى))،
أي قسماً بالضحى، وهو وقت ارتفاع الشمس في كبد السماء بحيث يعم نورها،
والواو في مثل هذه المواضـع استينافية لتمليح الكلام وتوحيد السياق.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

2

((وَاللَّيْلِ))، أي قسماً بالليل ((إِذَا سَجَى))، أي سكن واستقر ظلامه، فان "السجو" بمعنى السكون.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

3

((مَا وَدَّعَكَ)) يا رسول الله ((رَبُّكَ))، أي ما ترى عند الوحي توديعا لك بأن يكون كالمفارق الذي يودع صديقه، ((وَمَا قَلَى))،
أي ما قلاك، بمعنى ما أبغضك، فإن القلى بمعنى المبغض. روي عن الإمام
الباقر (عليه السلام) أن جبرائيل أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم)، وأنه كانت أول سورة نزلت (اقرأ بسم ربك الذي خلق)، ثم أبطأ عليه،
فقالت خديجة: "لعل ربك قد تركك فلا يرسل اليك؟" فأنزل الله تبارك وتعالى
"ما ودعك ربه وما قلى".


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

4

((وَلَلْآخِرَةُ))، "اللام" للتأكيد، ((خَيْرٌ لَّكَ)) يا رسول الله ((مِنَ الْأُولَى))، أي الدنيا، فقد أعد لك الخير هناك، فكيف يتركك ويقلاك في منتصف الطريق؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

5

((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ)) يا رسول الله في الآخرة ((رَبُّكَ)) بما تشاء ((فَتَرْضَى)) من كثرة فضله وإحسانه، ومن جملة ما يعطى (صلى الله عليه وآله سلم) الشفاعة - كما لا يخفى.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

6

ثم
أخذ السياق يعدد بعض نعم الله سبحانه عليه سابقا يؤكد إنه (صلى الله عليه
وآله وسلم) الآن في وسط الطريق بين نعمة سبقت ونعمة تأتي فكيف يقلاه بعد
ذلك؟ ((أَلَمْ يَجِدْكَ)) الله ((يَتِيمًا)) قد مات أبوك ((فَآوَى))؟ أي آواك، وأعطاك مأوى ومنزلا وعشيرة تأوي إليهم، في حين أن اليتيم كان ذليلا مهانا لدى أهل الجاهلية؟


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

7


((وَوَجَدَكَ)) يا رسول الله ((ضَالًّا)) قد تفردت في أناس جاهليين كالشيء الثمين الذي يضل في صحراء مقفرة ((فَهَدَى)) الناس إليك؟ فأخرجك به عن الوحشة والتفرد حيث لا يهتدي إليه الناس.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

8

((وَوَجَدَكَ)) الله ((عَائِلًا))، أي فقيرا لا مال لك ((فَأَغْنَى)) أغناك بالمال، كمال خديجة (عليها السلام) وغيره.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

9

وإذ قد ذاق الرسول مرارة اليتم والضلال والفقر، فليحن على البائسين، ويعطف على المنكوبين. ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ))،
أي لا تقهره يا رسول الله بأن تزعجه وتظلمه، والرسول وإن كان منزها عن ذلك
لكن الأوامر والنواهي شاملة له كشمولها لغيره من سائر المكلفين.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

10

((وَأَمَّا السَّائِلَ)) الذي يسأل المال، وهو الفقير ومن أشبهه ((فَلَا تَنْهَرْ))، أي لا تطرده خائبا، بل أعطه شيئا، أو رده رداً جميلاً.


تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان

سورة الضحى

11

((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ)) التي أنعمها عليك، والمراد بها جنس النعمة - ومن أعظمها الهداية - ((فَحَدِّثْ))
للناس، حتى تُظهر فضله سبحانه فإنه بالإضافة إلى كونه شكراً، تعليم للناس
بأن لا يستروا النعم، كما جرت عادة الكثيرين، بأن يذكروا نواقص حياتهم، ولا
يذكرون فواضله سبحانه عليهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
محمد الطيري
عضو مميز

عضو مميز
محمد الطيري


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 200910
عدد المشاركات : 1069
نقاط : 1745
تاريخ التسجيل : 01/08/2010
العمــــــــــر : 36
الموقع : منتديات الرفعة العامة

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالسبت أبريل 16, 2011 10:36 am

ما شا الله شي مذهل للغاية واكثر من رائع بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام التوائم
عضو مميز

عضو مميز
ام التوائم


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-12
عدد المشاركات : 875
نقاط : 1576
تاريخ التسجيل : 15/01/2011

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالسبت أبريل 16, 2011 10:44 am

ما شاء الله مبدع

والله يوفقك ويجزيك خير

لو انك خليته في اكثر من موضوع يكون افضل

لانه والله علق بالجهاز حقي وما فتح الا بعد طلوع الروح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالسبت أبريل 16, 2011 11:23 am

محمد


مشكورر على مرورك الجميال



تقبل تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
ابن البارون
عضو مميز

عضو مميز
ابن البارون


تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-6-10
تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Get-7-10
عدد المشاركات : 1123
نقاط : 1231
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمــــــــــر : 34
الموقع : lموقعي مــنتديأت الرفعهّ

تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقريب القران الى الذهان   تقريب القران الى الذهان - صفحة 4 Emptyالسبت أبريل 16, 2011 11:25 am

ام التوائم

مشكوره على مرورك تقبلي تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrfeh.mam9.com/
 
تقريب القران الى الذهان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» القران الكريم
» تفسير نور الثقلين في القران
» صفات مدحها القران
» سين وجيم في القران الكريم
» الاعجاز العلمي في القران الكريم ( مركز الكذب في المخ )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشه ومنتديات الرفعة :: المنتدى الاسلامي :: ₪₪ الاعجاز العلمي في القران الكريم ₪₪-
انتقل الى: