المراهقة فترة هامة وخطيرة للغاية تمر بها إبنتك المراهقة سيدتي بتغيرات كثيرة تجعل شخصيتها أكثر تمردا وتخلق منها شخصية أكثر عصبية وإستقلالية في محاولة منها لفرض شخصيتها والتعبير عن نفسها و أرائها وكل ذلك أمورا طبيعية في هذة المرحلة الحرجة من عمر إبنتك و لكن هذا لا يعني أن تتركي إبنتك في مهب الريح دون أن تكوني أقرب صديقاتها حتي تعبر هذة المرحلة الصعبة بأمان وسلام.
ودخول الابنة فترة المراهقة يحتاج إلى متابعة من الأم ومعرفة التغيرات المزاجية والنفسية التي تحدث لها ،والفتاة في العصر الحالي بدلا من تقربها لوالدتها تنأى عنها تحت مسمى الاستقلال والحرية ؟ ! فكيف إذا تصبح الأم صندوقاً آمناً لحفظ أسرار ابنتها وعونا لها على اجتياز فترة تحدد مكونات شخصيتها؟
أن شعور المراهقة بقرب الأم منها يعطيها فرصة مصارحتها ومصادقتها، بدلا من النفور والانزواء بل والإصابة بالعقد النفسية فالحواجز التي تضعها الأم تجعل المراهقة حبيسة الأفكار المتضاربة وتبدأ في البحث عن بديل الأم، لتفرغ مكنون نفسها لديه،فمن الممكن أن تتخذ صديقة لها ترشدها بدلا من الأم؟وبالطبع في أحيان كثيرة قد يكون الاختيار غير صائبا بالمرة مما يدفعها إلى تصرفات خاطئة إما عن جهل أو لغياب الدور الأساسي للأم. وللأسف فإن الفضائيات والتقدم التكنولوجي والإنفتاح على العالم عبر الانترنت يصنع للفتاة ألف طريق ومسلك بعيداً عن أمها، ودخول الانترنت والقنوات الفضائية التي لا تلتزم بالقيم والتقاليد يجعل البنات يبتعدن عن الأسرة في مرحلة تمرد ومعتقدات متلاطمة غير صائبة ينتج عنها حالات من السلوكيات الخاطئة وفي بعض الأحيان ينتج عنها الإنحراف لا قدر الله .
وإذا كانت المشكلات تتراكم في نفسية المراهقة فالمسئولة الأولى هي الأم التي لم تصادق ابنتها، ولا مبرر لانشغال الأم بالعمل خارج المنزل دون الاهتمام بدورها الأساسي في تربية أبنائها ومراقبة الانترنت لما له من آثار على تكوين شخصية الأبناء إذا وجدوا فيه الملاذ بعيدا عن عيون الأسرة، فيجب الاقتراب من الأبناء سواء الفتاة أو الفتى لمعرفة ما يؤرقهم ومحاولة تفسير ما يواجهونه في عالمهم والاستعانة بالقراءات في أفضل سبل التربية، وعدم استخدام العنف أو التأنيب عند تساؤلات الأبناء. هناك خلافات في فترة المراهقة لا بد وأن تمر بها الأم مع ابنتها، فالخلاف معها بخصوص أختيارها لصديقاتها أو أختيارها لملابسها علي سبيل المثال ليس عناداً لمجرد العناد فقط بل إنها تريد أن ترسم شخصيتها بنفسها، وكل ما على الأم في هذه الحالة مصادقتها ومخاطبتها بنبرة هادئة ودودة والتخلي عن نبرة الأوامر الحادة كي تتقبل توجيهاتها الطيبة.
من جانب آخر يؤكد علماء النفس أن خلافات الأم وابنتها المراهقة تدور حوالي 15 دقيقة على الأكثر، وقد تكون بشكل شبه يومي على عكس الأولاد المراهقين الذين يتجادلون ويشاغبون مع الأمهات كل سبعة أيام في المتوسط ولمدة 6 دقائق فقط. كما تعتبر هذه الخلافات قناة تخلّص من التوتر للفتيات خاصة في حالات المزاج المتقلب التي تحدث كل يوم، فالفتاة مثلاً لا تتحدث مع صديقتها المقربة في حالة خصام، أو مشكلة تحيط بها ولا تعرف لها حلا أو ألم بها أمر تافه صممت على المبالغة في حجمه وتصبح عندها أعصابها متعبة وترفض الأكل، ولا تجد أمامها سوى الأم لتشتبك معها لتنفس عن غضبها ؟والفتاة في هذه المرحلة لا تتقبل من أمها نقداً لاذعا، فعلى الأم أن تبتعد عنه تماماً وأن تتبع نصائح الخبراء لإنها تساعد علي إبعاد إبنتك عن العناد والتمرد .
فإحرصي علي إعطاء ابنتك المراهقة دروسا في الحياة من خلال خبراتك المختلفة وبصورة غير مباشرة أثناء التسوق وطهو الطعام وخاصة أثناء تناول الوجبات، واعلمي أن كثرة الإطراء والمدح على فتاتك المراهقة يدعم ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر ثباتا في مواجهة الحياة وتقلباتها، كما أن الإصغاء الجيد لها والتعليق على أدائها يجب أن يأتي بعيدا عن الشدة، وتذكري أن الاستماع لها لا يعني بالضرورة الموافقة على آرائها. ويؤكد خبراء النفس أن حالة التمرد مظهر من مظاهر المراهقة يعطيها الإحساس بالاستقلالية والشعور أنها كبرت لذا يجب تجنب نقد مظهرها إذا كان لا يخرج عن المألوف ويتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا و كوني حيادية في التفكير إذا استشارتك ابنتك في أمر ما ووضحي لها ايجابياتة وسلبياتة وأهم من ذلك كله توجيهها دينيا وبث القيم والمباديء الأصيلة في وجدانها حتي تستطيعين أن تعبري بها بإذن الله من هذة المرحلة الحرجة من حياتها وتوصلينها الي بر الأمان