بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
اعلم أخي إن الصلاة هي عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام وهي الفارق الظاهر بين المسلم والكافر وهي الصلة بين الخالق والمخلوق وقد ذكر عن الحسن أنه قال ( من أراد إن يدخل على الله بدون استئذان ويكلمه بدون ترجمان فليسبغ الوضوء وليأت المسجد وليكبر للصلاة ) فهي إذاً السياج الواقي للعبد من مصايد الشيطان قال تعالى ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وفيها العلاج النفسي الذي ينبعث من داخل الإنسان بشعور يرفعه إلى قمة الثبات والعطاء ويدفع عنه الجزع والهلع قال تعالى ( إن الإنسان خلق هلوعاً * إذا مسه الشر جزوعاً * إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون ) فالمحافظة عليها والطمأنينة بها إعانة للعبد المسلم على ما يواجهه في دنياه من مصائب ونكبات فالدنيا دار ابتلاء وامتحان فالصلاة تجعل العبد ذا قدرة على تخطي العقبات وتمده بالثبات والصبر وقد أمر الله بالصبر والصلاة وكان صلى الله عليه وسلم إذا همه شيء فزع إلى الصلاة وكان يقول أرحنا بها يا بلال فالمحافظ عليها بأركانها وواجباتها يشعر فيها بالراحة والشفاء مما يهمه أو يكدر خاطره وهي الدواء الذي يكون في متناول يده متى يشاء . فإذا رأيت المسلم صبوراً حليماً ذا سكينةً ووقار فأعلم أنه من أهل الصلاة فالصلاة سعادة للأرواح والأبدان فهي نشاط للبدن وفيها كثير من الفوائد الصحية التي ظهرت للأطباء في قيام المصلي وركوعه وسجوده مالا يوجد في غيره من الأعمال . قال تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصبر عليها
لا نسألك رزقاً نحن نرزقك ) ومما يلاحظ في هذه الآية أن لإقامة الصلاة ارتباطاً بضمان الرزق عند الله . وفي الصلاة شكر للنعمة كما جاء في حق الخليل عليه السلام في قوله تعالى ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ) فهي نعمة حمد الله عليها ثم قال ( ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) فعرف إبراهيم إن لا شيء أصلح للذرية من الحفاظ على الصلاة . ومما يلاحظ في المجتمعات المسلمة صبرهم وشدة تحملهم وقلة جزعهم وتسخطهم مما يلاقونه من حروب أو نكبات طبيعيه وهذا هو الفرق الواضح بينهم وبين المجتمعات الغير مسلمة والتي تسعى بالترقيات والتعويضات أن يوجدون مثل ذلك في نفوس مواطنيهم فيعجزون عن إيجاد العلاج النفسي لهم والذي قد يكلفهم الملايين ولا يكلف المسلمين شيئاً فسبحان الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
حسين بركات السويهري
مدير مجموعة بن جبري الإلكترونية