ام التوائم
عضو مميز
عدد المشاركات : 875 نقاط : 1576 تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: ما الفرق بين البلاء والإبتلاء؟ الجمعة يونيو 17, 2011 2:39 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً :البلاء يكون للكافر، يأتيه، فيمحقه محقاً. وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته*ومن أسماء الله تعالى: الصبور ، والإنسان عندما يصبر على إمتحان معين، فهو صابرأما صبر الله سبحانه: أنه لا يعجل الفاسق أو الفاجر أو الظالم أو الكافر بالعقوبة فأنت كبشر قد تتعجب: كيف يمهل هذا الإنسان. وهو يعيث في الأرض فساداً. -ولو حُكِّم إنسان في رقاب البشر، لطاح فيهم:والله سبحانه وتعالى عندما قالوَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ *الآية 75 من سورة الأنعام*فعندما رأى، أراه الله الملكوت، وكشفه، كشف له الحجب. فرأى الخليل ما لا يراه في حياته البشريةرأى إنساناً ظالماً يضرب يتيماً، فقال له: يا ظالم، أما في قلبك رحمة، أتضرب اليتيم الذي لا ناصر له إلا اللهاللهم أنزل عليه صاعقة من السماءفنزلت صاعقة على الرجل
رأى لصاً يسرق مال أرملة، أم اليتامى فقال له: يا رجل أما تجد إلا هذا؟!… اللهم أنزل عليه صاعقة قال: لو خلقتهم لرحمتهم، دعني وعبادي. إن تابوا إلي فأنا حبيبهم،وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم وأنا أرحم بهم من الأم بأولادها فالله الصبور لا يعجل ولا يعاجل!فمتى جاء عقاب فرعون؟لقد جاء بعد سنوات طويلة، وكان قد أرسل له بنبيين عظيمين وقال لهما (فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً) وهو الذي طغى وطغى وطغىفلما وصل الأمر إلى ذروته .. أخذه الله أخذ عزيز مقتدرفالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر، فيمحقه محقاً، لأنه لا خير فيهعندما قال سيدنا موسى-الكليم-: يا رب، أنت الرحمن الرحيم، فكيف تعذب بعض عبادك في النار؟قال تعالى: (يا كليمي، ازرع زرعاً) فزرع موسى زرعاً، فنبت الزرع. فقال تعالى: (احصد) فحصد:ثم قال(أما تركت في الأرض شيئا يا موسى):قال(يا رب، ما تركت إلا ما لا فائدة به):فقال تعالىوأنا أعذب في النار، ما لا فائدة فيه فهذا هو البلاء كما يقول تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ثانياً : الإبتلاء ويكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواعوبالتالي هناك : آداب الابتلاء:سؤالكيف يكون هناك إنسان مريض، ومصاب في ماله وجسده وأهله…فهل يكون هناك أدب مع كل هذا؟ نحن عباد الله سبحانه , والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيده من مهام، وهو يعلم أن (سيده سبحانه وتعالى): رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً. فإذا أمرضه، أو ابتلاه فلمصلحته كيـــــــــــــــف؟كان أبو ذر جالساً بين الصحابةويسألون بعضهم: ماذا تحب؟فقال: أحب الجوع والمرض والموتقيل: هذه أشياء لا يحبها أحدقال: أنا إن جعت: رق قلبيوإن مرضت: خف ذنبيوإن مت: لقيت ربيفهو بذلك نظر إلى حقيقة الابتلاء. وهذا من أدب أبي ذرويقال في سيرته: أنه كان له صديق في المدينة , وهذا الصديق يدعوه إلى بستانه ويقدم له عنقود عنب. وكان عليه أن يأكله كله..فكان أبو ذر يأكل ويشكر، وهكذا لعدة أيام…ففي يوم قال أبو ذر: بالله عليك، كُلْ معي. فمد صاحب البستان ليأكل، فما تحمل الحبة الأولى، فإذا بها مرة حامضة!فقال: يا أبا ذر، أتأكل هذا من أول يوم؟فقال: نعمقال: لم لم تخبرني؟قال: أردت أن أدخل عليك السرور , فما رأيت منك سوءاً حتى أرد عليك بسوءهذا إنسان يعلمنا الأدب، إنه لا يريد أن يخون صاحبه، وهناك اليوم أناسٌ متخصصون في إدخال الحزن على أمم بأكملهاوقد كان في أول عهده-أبو ذر- تعثر به بلالفقال له: يا ابن السوداءفقال له النبي-صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى والعمل الصالحفإذا بأبي ذر يضع خده على الأرض ويقول: يا بلال، طأ خدي بقدمك حتى تكون قد عفوت عنيفقال بلال: عفا الله عنك يا أخي هذه هي الأخوة في الله. فمع الابتلاء، لا بد أن يكون هناك أدب من العبد، لأنه يعلم أن المبتلِي هو الله سبحانه. فإذا ابتلاه رب العباد فهو بعين الله ورعايته. فيتعلم الأدب مع الله فيما ابتلاه فيه: أنواع الابتلاء -1-عبد سادر منحرف: بعيد عن الله، لا يقيم الطاعات، بل ويرتكب المعاصي، والطاعة بالنسبة له ثقيلة ومريرة، بينما المعصية لها حلاوة، ولكن: فيه شيء من خير ،فالله سبحانه يبتليه، كي يوقظه من غفلتهإبراهيم بن أدهم، كان يتسور البيوت ويسرقها. فتسور بيتاً مرة، فرأى صاحب البيت يقوم بالليل ويصلي ويقرأ قوله سبحانه وتعالى : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِفقال: قد آن يا رب.. فصار إبراهيم بن أدهمقالوا: قد يفتح الله لك باب العمل، ويغلق عليك باب القبول. وربما يبتليك بالذنب فتتوب، فيكون سبباً للوصوليغلق باب القبول لأن فيه عجب، وليس خالصاً لله وحده فالله سبحانه لا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه مائة بالمائةيقول تعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن أشرك في عمل معي غيري، ودعت نصيبي لشريكيفرُب عمل صغير عظمته النية، ورب عمل عظيم صغرته النية. ولكن كلنا كذلك؟ إذن يجب علينا، أن نخلص في أعمالنا لله , وهذا الإخلاص يأتي: بتجديد النية في كل عمل حمزة عم النبي-صلى الله عليه وسلم-: بلغه أن أبا جهل يؤذي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: أفتضربه وأنا على دينه؟! فعاد إلى البيت وفكر: ما الذي لا يجعلني ألا أكون على دينه؟ فدخل في دين الله فهكذا، يأتي الله سبحانه بعد محنة، فيفيق العبد منها أبو طالب: صاحب السفلة في القوم، فماذا أوردوه؟كان ينازع، والنبي-صلى الله عليه وسلم- عن يمينه، وأبو لهب وأبو جهل عن يساره والنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول له: قلها يا عماه، أشفع لك بها عند ربي وأبو لهب وأبو جهل: بل على دين آبائي وأجداديفقال أبو طالب: بل على دين آبائي وأجداديوبالمقابل كلبٌ يصاحب الصالحين فيذكر معهم في كتاب الله، كلب يصاحب الصالحين يُكَرمأبو طالب، عم النبي-صلى الله عليه وسلم-ومن عليه القوم، ويدافع عنه، ولكنه صاحب السفلة من القوم فيدخل الناروكان العباس يسأل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: أما شفعت لعمك أبي طالب؟ قال: نعم، أخف عذاب أهل النار أبو طالب، يلبس نعلين في النار، فيغلي منهما دم رأسه. فيكون(رفقاء السوء) ابتلاء من فعل العبد: أن الإنسان ينجذب إلى شبيهه، والطيور على أشكالها تقع:رُويّ في الأثر-لو أن مؤمناً دخل في مجلس فيه مائة منافق، بينهم مؤمن واحد، لجلس بجوار المؤمن وهو لا يعرفهإن الأخ في الله أو الصديق رقعة في الثوب، فلينظر أحدكم بما يرقع ثوبهإن المؤمن في الله، كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى. فالنوع الأول من الإبتلاء: عبدٌ بعيد عن الله، يأتيه الابتلاء، ليكفر عنه سيئاته، من مرضٍ أو ضنك في الرزق. فإما أن يستيقظ، فيتوب أو يزيد في طغيانه قيل لأبي الحسن تعالَ صلِّ على أبي نواس، فرفض. فجاؤوا لتغسيله، فوجدوا ورقة في جيبه، فسألوا زوجته عنهافقالت: هذه آخر ما رأيته يكتب، ثم مات. فأخذوها لأبي الحسن ليقرأها، فوجد فيها: يا رب، إن عظمت ذنوبي كثرة، فلقد علمتُ أن عفوك أعظم، إن كان لا يرجوك إلا محسن، فبمن يلوذ ويستجير المجرم، مالي إليك وسيلة إلا الرجى وجميل عفوك، ثم إني مسلمفقال أبو الحسن: هيا نصلي على أبي نواس-2-إنسان مستقيم، طعامه حلال، ويتقي الله، وتنزل عليه الإبتلاءات من كل جانب، فهذا حبيب الرحمن. لأن الله تعالى يريد أن ينقيه، حتى روي أنه يسير على الأرض بلا خطيئة، وتشير الملائكة إليه، هذا هو الطاهر الشريف، الطاهر من الذنوب، الشريف من العيوبوأكثر الناس ابتلاءاً، الأنبياء ثم الأتقى فالأتقىفالابتلاء لهؤلاء هو لرفع الدرجات يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-:إن أمر المؤمن عجب: إن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وإن أصابته سراء فشكر، كان خيراً له وليس هذا إلا للمؤمنالذي سلّم أمره لله، وأمنه الناس على دينهم وأعراضهم وأموالهم وحياتهمكالنبي-صلى الله عليه وسلم- الأمين: الذي كانت قريش تودع أموالها عنده رغم عدائها له، واستبقى سيدنا علي لردها. …وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىأراد أبو جعفر المنصور أن يعطي عطاءاً، منحةً لأبي حنيفة، فبعث إليه عشرة آلاف درهم، وكان أبو حنيفة قد رفض أن يتولى القضاءفحفظ أبو حنيفة النقود في كيس، وقال لإبنه: إذا مت، أعد هذه إلى أبي جعفر وقل له: هذه هي الأمانة التي استودعتها أبيفهذا الإنسان المستقيم، تكون عنده بعض الهفوات-بحكم أنه بشر- فيريد الله تعالى أن ينقيه ويرفع درجاته :ونشرح ذلك ونقوللو افترضنا أن الله سبحانه، كتب لهذا العبد درجة 80، ولكنه مات، وعمله لا يوصله إلا إلى درجة 60، لكن الله بسابق علمه، يعلم أنه يصل إلى درجة 80، فيُبتلى فيرتفع من 60 إلى 80. فهذا الابتلاء: رزق، وهذا شعار الصالحينيُقال يوم القيامة: ليقم الذين أجرهم على اللهفيقوم قومٌ قليل، يقولون: نحن أهل الصبرفينطلقون في أرض المحشر دون حساب ولا ميزان إلى باب الجنة. فيوقفهم الرضوان: من أنتم؟ كيف تدخلون الجنة، ولم تقفوا لا لحساب ولا لميزان؟ فيقولون: يا رضوان، نحن لا نقف لا لحساب ولا لميزان، أما قرأت القرآن؟فيقول: وماذا في القرآن؟ فيقولون: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسابفيقول: وكيف كان صبركم؟فيقولون: نحن قومٌ كنا، إذا أعطينا شكرنا وإذا مُنعنا صبرنا وإذا اُبتلينا استغفرنافيقول: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنونفهم في تواضعهم: جعلوا الابتلاء بسبب ذنوبهميقول تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِلأنه لا يتأدب مع الإبتلاء إلا من عنده عزيمة يقول تعالى عن أم موسى: إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَافالذي رُبط على قلبه، هو إنسان تأدب مع الابتلاء، فصار مؤمناًوتكرر هذافقال له الله سبحانه: يا إبراهيم، هل خلقتهم؟قال: لا يا رب ما الفرق بين البلاء والإبتلاء؟منقووووول | |
|
محمد الطيري
عضو مميز
عدد المشاركات : 1069 نقاط : 1745 تاريخ التسجيل : 01/08/2010 العمــــــــــر : 36 الموقع : منتديات الرفعة العامة
| موضوع: رد: ما الفرق بين البلاء والإبتلاء؟ الأحد يونيو 19, 2011 10:13 am | |
| بارك الله فيك الله يجعلنا من الصنف الثاني | |
|
ام التوائم
عضو مميز
عدد المشاركات : 875 نقاط : 1576 تاريخ التسجيل : 15/01/2011
| موضوع: رد: ما الفرق بين البلاء والإبتلاء؟ الإثنين يونيو 20, 2011 8:52 am | |
| امين يارب مشكور على المرور | |
|